بيبي يقدم ألغاماً سياسية جديدة للولايات المتحدة
تظهر الحكومة الإسرائيلية الجديدة مناقضة للمصالح والقيم الأميركية، فهل ستستجيب إدارة الرئيس جو بايدن لكبح الدعم، أم ستبقيه منخفضاً؟
نشر موقع مجلة "ريسبونسبل ستيت كرافت" الأميركي، مقالة للكاتب ستيفن سايمون، تتحدث عن احتلال اليمين الإسرائيلي مواقع وزارية مهمة، يستطيع من خلالها تقويض عملية السلام وحلّ الدولتين، وزرع ألغام في وجه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
فيما يلي نص المقالة المنقولة إلى العربية:
تعد خطوة بنيامين نتنياهو جريئة على نحو ساخر بتشكيله أكثر الحكومات تطرفاً في تاريخ الدولة العبرية. وهي حكومة ستبقى في السلطة، ما لم ينوِ نتنياهو، كما يتكهن البعض، التخلّص من الأحزاب اليمينية المتطرفة من ائتلافه، واستخدامهم بحنكة لاستدراج قادة يمين الوسط الذي يمثله بيني غانتس، ويائير لابيد، ونفتالي بينيت، إلى ائتلاف حكومي، يقي نتنياهو رياح المعارضة الباردة، إلى خيمة الوحدة الوطنية الدافئة، بذريعة ادعاء إنقاذ الدولة من اليمين المتطرف.
آخر ما تحتاج إليه إدارة بايدن هو الخلاف مع نتنياهو، بسبب ما يواجه من تحديات في الداخل الأميركي.
وعلى الرغم من أداء الديمقراطيين القوي في انتخابات التجديد النصفي، يتعيّن تجنّب المشكلات نظراً إلى تأثير الدولة العبرية داخل أروقة الكونغرس.
أشاد الرئيس بايدن، بالانتخابات الإسرائيلية "الحرة والنزيهة". وأكّد خلال تهنئة نتنياهو بفوزه الانتخابي، على قوة الشراكة الثنائية بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، والقائمة على أساس متين من القيم الديمقراطية المشتركة والمصالح المشتركة، مع لازمة، التشدد في الدعم الثابت لأمن "إسرائيل".
على منوال رئيسه، غرّد السفير الأميركي في تل أبيب قائلاً: "اتصال جيد الآن مع نتياهو. لقد هنأته بفوزه وقلت له إنني أتطلع إلى العمل معاً للحفاظ على التحالف غير القابل للكسر".
وزارة الخارجية الأميركية كانت أقلّ ارتباكاً، ودعت إلى أنّ "يواصل مسؤولو الحكومة الإسرائيلية جميعاً مشاركة المجتمع الديمقراطي المنفتح في قيمه، بما في ذلك التسامح واحترام الحقوق المدنية للجميع بلا تفرقة عنصرية".
قام دبلوماسيان أميركيان سابقان شاركا في العصر الذهبي لعملية السلام بنشر مقال رأي في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، حضّا فيه إدارة بايدن على مواجهة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بما يتعلق بتكوينها وبرنامجها السياسي. ويقر ّ الكاتبان، دانيال كيرتزرن، وآرون ميلر، بأنّ حلّ الدولتين محتضر ، وأنّ بايدن لا يستطيع تحمل التنازل عن أي أرضية للجمهوريين بشأن مسألة أي حزب أكثر دعماً لـ"إسرائيل".
يقترح كيرتزر، وميلر، أن توقف واشنطن توريد الأسلحة "الهجومية" المستخدمة في الأنشطة الإسرائيلية "الخبيثة". هذا الاقتراح "إشكالي" إذ لا توجد طريقة سهلة للتمييز بين الأسلحة "الهجومية" و "الدفاعية"، ومثل هذه الخطوة من شأنها أن تُشعل عاصفة نارية في الكابيتول هيل، وتستهلك قدراً كبيراً من رأس المال السياسي لإدارة بايدن.
على الأرجح، فإنّ الحكومة الإسرائيلية الجديدة، ستتخذ إجراءات في القدس والضفة الغربية، من شأنها زعزعة الاستقرار، وبالتالي يجب حظرها من الآن لأنها ستحفّز الردود الفلسطينية، على الإجراءات الإسرائيلية المدمّرة التي تدفع واشنطن طوعياً إلى دوامة دبلوماسية.
من الواجب تحذير "إسرائيل"، من تغيير وضع القدس، أو بناء مستوطنات من شأنها أن تمنع حلّ الدولتين المجمد إلى حدٍّ كبير. ويجب إخطار "إسرائيل" بأنّ للدعم الأميركي للدولة العبرية في المحافل الدولية حدوداً.
من الصعب تخيّل بايدن، يوقف "إسرائيل" عن استخدام الأسلحة الأميركية، وأنّ الخفض الحالي لإمداد تل أبيب بالسلاح لن يشعر به أبداً، ولن تكون ذات تأثير على المخططات الخبيثة لحكومة نتنياهو، وما تزرعه من ألغام من شأنها مناقضة المصالح والقيم الأميركية، فهل تستجيب إدارة بايدن لكبح الدعم لـ"إسرائيل"، أم ستبقيه منخفضاً؟
نقلها إلى العربية: حسين قطايا