"بلومبرغ": كيف يتدخل العسكريون في الانتخابات التايلاندية؟
تتجه تايلاند إلى انتخابات عامة في أيار/مايو المقبل، وهي الثانية منذ انقلاب عام 2014. من هم اللاعبون الرئيسيون في الانتخابات، وما هو دور العسكريين فيها؟
تشرح وكالة "بلومبرغ" الاقتصادية، الوضع السياسي والاقتصادي في تايلاند التي تتجه إلى انتخابات عامة في أيار/مايو المقبل، وتتحدث عن أبرز اللاعبين الرئيسيين في هذه الانتخابات، وعن دور العسكريين فيها.
أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية:
تتجه تايلاند إلى انتخابات عامة، وهي الثانية منذ انقلاب عام 2014، مع مجموعة من الجنرالات السابقين والأحزاب المرتبطة الذين يسعون إلى تمديد حكمهم المستمر منذ نحو عقد.
ويتمتع قادة الانقلاب السابقون بدعم مجلس الشيوخ الذي يلعب دوراً كبيراً في تحديد رئيس الوزراء المقبل.
ارتفاع تكاليف المعيشة ومطالبات الشباب بوظائف أفضل ومزيد من حرية التعبير، بالإضافة إلى التغييرات في قواعد التصويت، كلها قضايا قد تمنح المعارضة فرصة أفضل للإطاحة برئيس الوزراء الحالي برايوت تشان أوشا ونظامه المؤيد للمؤسسة العسكرية.
هل ستكون انتخابات تايلاند ديمقراطية؟
ستجري الانتخابات بموجب ميثاق عام 2017، الذي صاغه حلفاء الحكام العسكريون. كان العامل الحاسم في ذلك الوقت هو مجلس الشيوخ المؤلف من 250 عضواً، وهي هيئة معينة أعطت رأياً كبيراً في اختيار رئيس الوزراء.
مجلس الشيوخ لديه نفس الدور هذه المرة، لذ المرشح المدعوم من المجلس العسكري -الذي يكتسح مجلس الشيوخ- يحتاج فقط إلى 126 صوتاً في مجلس النواب المكون من 500 مقعداً لتولي المنصب.
في المقابل، ستحتاج المعارضة إلى 75% من مقاعد مجلس النواب لتعويض وزن مجلس الشيوخ، لكن تبدو هذه المهمة صعبة. ومع ذلك قد يجد مجلس الشيوخ صعوبة في معارضة التفويض الشعبي في حال حصل حزب واحد أو تحالف واحد على أغلبية النواب المنتخبين.
ما الذي يسيطر على الخطاب الانتخابي؟ وما الذي يميز المعسكرين؟
الاقتصاد هو العامل المسيطر، إذ تروج معظم الأحزاب للسياسات الاقتصادية من أجل مواجهة ارتفاع الأسعار والديون، بالإضافة إلى رفع الأجور وخلق وظائف وزيادة أسعار المحاصيل.
تسلط الأحزاب المؤيدة للجيش الضوء على الاستقرار وإعادة تفعيل الاقتصاد المحلي القائم على الصناعات المتطورة والتقنية ما يسمح بخلق الآلاف الوظائف.
في المقابل، اتهمت المعارضة إدارة برايوت بالفشل في القضاء على الفساد وسوء إدارة الاقتصاد خلال الوباء. كما كانت القيم الديمقراطية وحرية التعبير ضحايا منذ الانقلاب، والاحتجاجات سُحقت قبل وأثناء الوباء.
من هم اللاعبون الرئيسيون؟
برايوت المنضم إلى حزب الأمة التايلاندية المتحدة هو الرجل الذي يجب مراقبته مرة أخرى، فقد بنى صورة لنفسه كمسؤول نظيف ومخلص للنظام الملكي والدين، ومن المتوقع أن يفوز بدعم مجلس الشيوخ إذا فاز حزبه بعدد كافٍ من المقاعد وطرح اسمه.
القائد العسكري السابق براويت وونجسوان هو مرشح آخر للمنصب بالرغم من الانشقاقات العديدة التي شهدها حزبه قبل الانتخابات.
ابنة رئيس الوزراء السابق ثاكسين شيناواترا كانت بحسب استطلاعات رأي المرشح المفضل لمنصب رئيس الوزراء.
ماذا يحدث بعد التصويت؟ ماذا حدث للاحتجاجات التي يقودها الشباب؟
من المرجح أن يستغرق تشكيل الحكومة شهوراً.
حزب "فيو تاي" الذي أزعج منذ فترة طويلة المؤسسة الحضرية في تايلاند والنخبة الملكية واستحوذ على أكبر عدد من المقاعد في كل انتخابات خلال العقدين الماضيين، من غير المرجح أن يفوز بما يكفي لتشكيل حكومة بمفرده.
كسرت المظاهرات التي اجتاحت شوارع بانكوك ومدن تايلاندية أخرى في عامي 2020 و 2021 المحرمات عبر دعوتهم إلى تغيير النظام الملكي وتخفيف ما يسمى بقوانين العفة الملكية التي تجرم الإهانة للملك.
بعض النشطاء يخططون لخوض الانتخابات مع حزب التحرك التقدمي الذي يسعى إلى تغيير النظام الملكي ليتوافق مع المبادئ الديمقراطية والموقف الليبرالي من القضايا الاجتماعية.