بعد "تيك توك" الولايات المتحدة تقاضي منصات التجارة الالكترونية الصينية

أصبحت الصين والولايات المتحدة تتطابقان بشكل متساو في بعض تقنيات الإنترنت، الأمر الذي أثار قلق الولايات المتحدة من المنافسة الصينية لذا أشارت تقارير أميركية إلى "تهديد" الشركات الصينية للمجتمع والأنظمة الأميركية.

  • بعد
    بعد "تيك توك" الولايات المتحدة تقاضي منصات التجارة الالكترونية الصينية

نشر موقع "دينغ ون جيه" الصيني مقالاً يتناول فيه الاجراءات التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية  للتضييق ومحاربة منصات التجارة الإلكترونية الصينية والتي تنمو بشكل مضطرد بين الأميركيين، وكيف أن هذا التضييق جزء من الحرب الخفية بين بكين وواشنطن.

فيما يلي نص المقال كاملاً منقولاً إلى العربية:

في 4 أيار/مايو، أرسل مايك غالاغير (الحزب الجمهوري) رئيس "اللجنة الخاصة لشؤون الصين" بمجلس النواب الأميركي ورجا كريشناموني (الحزب الديمقراطي) عضو الكونغرس البارز، رسالة إلى منصة التجارة الإلكترونية الصينية في الولايات المتحدة "Temu" والتابعة لشركة PDDHoldings الصينية، تساءلا فيها عن وجود منتجات من صنع "العمل القسري" في شينجيانغ في سلسلة توريدها، وطلبا من المنصة توضيح هذا الأمر قبل 15 أيار/مايو.

كما أصدرت لجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية الأميركية الصينية في الشهر الماضي تقرير تحقيق عن شركة "Shein"، وهي شركة تجارة إلكترونية سريعة الموضة في قوانغتشو الصين، ومنصة "Temu"، وأشار التقرير إلى أن المنصتين تشكلان خطراً أمنياً على الولايات المتحدة.

مع تنفيذ سياسة فك الارتباط عن الصين في مجال التكنولوجيا، أصبحت الولايات المتحدة أكثر صرامة تجاه الشركات الصينية.

وفي هذا الإطار يقول الباحث في معهد الصين بجامعة فودان ليو ديان إن صناعات الانترنت والتكنولوجيا في الصين تتطور بسرعة في السنوات الأخيرة، وظهرت شركات مثل هواوي وبايت دانس التي توسع انتشارها في الأسواق الخارجية، ويرجع استهداف الولايات المتحدة هذه الشركات الصينية إلى الأسباب الثلاثة التالية:

-  الأسباب السطحية تتعلق بقضايا قانونية وأمن البيانات. إن اتباع معايير الامتثال للبيانات بصرامة، لن يمكن شركات الإنترنت في الولايات المتحدة من تلبية المعايير أيضاً. في هذا الصدد، فرضت هيئات المراقبة التابعة للاتحاد الأوروبي أكثر من عشرات الملايين من الدولارات كل عام على تطبيقات الأميركية Google وMeta وInstagram.

دعمت الولايات المتحدة في الماضي تطوير شركات الإنترنت، لذلك كانت بيئة مراقبة البيانات فضفاضة نسبياً بشكل عام، وكشف ذلك أنها تواجه عقبات ومقاومات كبيرة في دفع التشريعات المتعلقة.

-  الأسباب الماورائية هي القلق النفسي في المجتمع الأميركي والحكومة الأميركية من النجاح التجاري الكبير للشركات الصينية في الولايات المتحدة، وخاصة شركات منصات الانترنت، التي حققت إنجازات تجارية كبيرة خلال السنوات الأخيرة.

وينبع هذا النجاح التجاري من ابتكار نموذج الأعمال التجاري الصيني، ومن الميزة التنافسية للأسعار الصينية. وأصبحت الصين والولايات المتحدة تتطابقان بشكل متساو في بعض تقنيات الإنترنت، الأمر الذي أثار قلق الولايات المتحدة الأميركية من المنافسة الصينية لذا أشارت تقارير أميركية إلى "تهديد" الشركات الصينية للمجتمع والأنظمة الأميركية.

-  الأسباب الرئيسية تعود إلى المشاكل الداخلية والخارجية للولايات المتحدة الأميركية. يرى بعض السياسيين الأميركيين أن مهاجمة الشركات الصينية تساوي مهاجمة الصين، وشركات الإنترنت الكبيرة ليس لها سمات تجارية فحسب، بل لها سمات سياسية أيضاً.  تشارك TikTok وTemu وغيرهما من منصات الإنترنت عبر الحدود، بعمق في سلاسل التوريد والبيانات والتكنولوجيا وغيرها التي تعتبر معايير مهمة لقياس القوة الوطنية. فتأمل الولايات المتحدة في منع الشركات الصينية من احتلال مكانة مهيمنة في الأسواق الدولية والأميركية، وفي الواقع هي تمنع الشركات الصينية من الحصول على حق استخدام موارد البيانات في الأسواق الدولية والأميركية.

إضافة إلى ذلك، تعتبر المواقف المناهضة للشركات الصينية، "أداء سياسياً" يقوم به بعض السياسيين الأميركيين في الولايات المتحدة، للحصول على أصوات الناخبين وزيادة مآثرهم السياسية.

وأضاف الباحث الصيني ليو ديان: أنه لا مفر من أن الولايات المتحدة ستعزز الجهود في التشريع والقضاء والإدارة والرقابة المالية، لجعل إدارتها وسيطرتها على الشركات الصينية "شيئاً معقولاً وقانونياً". فلا بدّ للشركات الصينية من أن تنتبه لخطرين أساسيين:

أولاً، مشاكل الخصوصية وأمن البيانات. في الوقت الحالي، تعد الولايات المتحدة أمن البيانات والخصوصية للشركات الصينية تهديداً كبيراً للأمن القومي. وخصص كل من لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة ومكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة ووزارتي التجارة والعدل الأميركيتين البرامج والمكاتب المخصصة لقضايا البيانات، ومن تجارب هواوي وتيك توك، ليس من الصعب أن ندرك أن أي شركة تتهمها الولايات المتحدة بـ "تهديد الأمن القومي"، ستصبح الهدف الرئيسي للمكاتب واللجان.

الثاني، مشاكل جودة المنتجات لمنصة التجارة الإلكترونية. في عام 2019، أصدر مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة "قائمة السوق سيئة السمعة لعام 2018"، وكانت منصات Taobao وPinduoduo وشبكة Dunhuang مدرجة في القائمة بسبب "منتجات مزيفة ورديئة". أما بالنسبة إلى Shein و Temu، اللتين تنموان حالياً بسرعة في الولايات المتحدة، من المرجح أن تقوم الولايات المتحدة بإدراجهما في "قائمة الأسواق سيئة السمعة" أيضاً وفرض عقوبات عليهما.

كان الناس يتحدثون عن الجيوسياسيا والجغرافيا الاقتصادية في الماضي، الآن قد نحتاج إلى التفكير بشكل منهجي في الصراع التكنولوجي بين الصين والولايات المتحدة، وأصبحت العوامل السياسية السبب الأساسي لاستهداف الولايات المتحدة الشركات الصينية.

في أوائل آذار/مارس، اقترح 12 عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون تقييد ظهور التهديدات الأمنية التي تهدد قانون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الذي يطالب وزير التجارة الأميركي بالتحقيق في تطبيقات صينية وأجنبية أخرى. من هواوي إلى تيك توك إلى منصات التجارة الإلكترونية مثل Temu، قد تتأثر المزيد من الشركات الصينية بسياسة فك الارتباط في مجال التكنولوجيا بين الصين والولايات المتحدة. وفي المستقبل، قد تقوم الولايات المتحدة ودول أخرى بإجراء تدقيق أكثر صرامة على الشركات الصينية في أمن البيانات وأمن الخصوصية وسلاسل التوريد.

 

نقله إلى العربية: وانغ مو يي - صحافية صينية