بعد أسابيع من مصافحة بايدن.. السعودية تواصل الاستهزاء بأميركا
موقع "Msnbc" يقول إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان "سيئ السمعة، ربما يسعى إلى تخريب الدبلوماسية حول الاتفاق النووي الإيراني مع دخول المحادثات أكثر مراحلها حساسية".
نشر موقع "Msnbc"، اليوم الجمعة، مقالاً للكاتب تريتا بارسي حول العلاقات السعودية الاميركية، ويشير إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يفشل في خفض أسعار النفط فحسب، بل التزم أيضاً باستراتيجية أمنية مضللة.
وفيما يلي نص المقال المنقول إلى العربية:
إذا كان هناك أي شك في أن الرئيس جو بايدن ما كان ينبغي أن يزور السعودية، فإن تهديدات عملاق النفط بخفض إنتاج النفط بدلاً من زيادته يجب أن تحل هذه القضية مرة واحدة وإلى الأبد.
في البداية، تجاهله السعوديون بالإعلان عن واحدة من أصغر الزيادات في إنتاج النفط في تاريخ "أوبك +". ولزيادة الطين بلة، تهدد السعودية الآن بخفض إنتاجها النفطي بشكل صريح للحفاظ على ارتفاع الأسعار.
ربما يسعى ولي العهد السعودي سيئ السمعة، إلى تخريب الدبلوماسية حول الاتفاق النووي الإيراني مع دخول المحادثات أكثر مراحلها حساسية حتى الآن. أو ربما ببساطة يشير إلى بايدن أنه حتى لو عادت الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي وعاد النفط الإيراني إلى أسواق الطاقة، لا يزال بإمكان الديكتاتور السعودي إيذاء الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي عن طريق رفع أسعار النفط.
في كلتا الحالتين، تُظهر خطوة السعودية حماقة زيارة بايدن في تموز/يونيو. كانت الرحلة تهدف إلى تقديم بايدن في أفضل صوره، عملاق السياسة الخارجية الذي تعامل مع العالم كما هو والذي فهم متى يجب أن تتفوق الضرورات الجيوسياسية على القيم وحقوق الإنسان.
لم تكن مشكلة هذا التأطير في التضحية بحقوق الإنسان على مذبح المصالح الأمنية (فهي دائماً ما تكون كذلك، على الرغم من الخطاب الأميركي)، ولكن احتمالات تأمين أي مكاسب جيوسياسية كبيرة كانت ضئيلة في أحسن الأحوال وليست كافية أبداً لتبرير إذلال رضوخ بايدن لمحمد بن سلمان.
يسلط تحدي السعودية المتوقع لبايدن الضوء أيضاً على سوء تقدير جيوسياسي آخر وراء الجهود المبذولة لاسترضاء محمد بن سلمان، أعلن بايدن خلال زيارته نية أميركا البقاء عسكرياً في الشرق الأوسط لمواجهة نفوذ روسيا والصين وإيران، تم تصميم البيان لطمأنة الدول العربية في الخليج، أن الولايات المتحدة ستظل ملتزمة بأمنها.
من الواضح أن بايدن فشل في إقناعهم بإرادة أميركا للقتال، وتبين ظاهرة تم التغاضي عنها وهي ازدهار الدبلوماسية الإقليمية في الشرق الأوسط لماذا ستكون الولايات المتحدة - والعالم - أفضل حالًا إذا انسحبت الولايات المتحدة من المنطقة بدلاً من إهدار الموارد في هذه اللعبة العبثية.
أشارت محادثاتي (الكاتبة) مع مسؤولي الإدارة في ذلك الوقت إلى أن بايدن خطط لانسحاب أكبر من المنطقة، لكن هذه المصادر نفسها أوضحت لي أن خططه تغيرت فجأة في وقت ما من الخريف الماضي، ويرجع ذلك أساساً إلى أن البيت الأبيض خلص - بشكل خاطئ من وجهة نظري - إلى أنه إذا قلصت الولايات المتحدة من وجودها العسكري في الشرق الأوسط، فإن الصين ستملأ الفراغ الذي تركته.
هذا المنطق ليس مضللاً فحسب، توضح رحلة بايدن إلى السعودية أيضاً أنه لن ينجح. وبدلاً من تعزيز الولايات المتحدة في مواجهة الصين، فإن هذا النهج سيزيد من إفراط الولايات المتحدة وإرهاقها، بينما ستلعب دول مثل السعودية على كلا الجانبين وتستفيد من احترام واشنطن غير الحكيم.