"المونيتور": يُرجح ألا يوتر نتنياهو العلاقات مع واشنطن بشأن إيران ولبنان
رغم تصريحاته الانتقادية لاتفاق ترسيم الحدود الإسرائيلي اللبناني، فمن غير المرجح أن يلغي نتنياهو الاتفاق.
قال موقع "المونيتور" الأميركي في تقرير له إنه حتى لو نجح بنيامين نتنياهو في تشكيل ما قد يكون أكثر حكومة يمينية في تاريخ دولة الاحتلال الإسرائيلي، فمن غير المرجح أن يبطل "اتفاق الغاز الإسرائيلي اللبناني" أو الإجماع الأميركي-الإسرائيلي بشأن التعامل مع إيران.
وأضاف اتقرير أن الائتلاف الحاكم الذي من المرجح أن يشكله نتنياهو سيجعله رهينة لأعضاء الكنيست المتطرفين بتسلئيل سموتريتش، رئيس حزب الصهيونية الدينية، وإيتامار بن غفير، رئيس حزب القوة اليهودية. إذ يوفر الاثنان 14 مقعدًا لتوفير الـ61 مقعداً (من أصل 120) المطلوبة لتشكيل الحكومة. بوجود القوة اليهودية في ائتلافه، لدى نتنياهو 64 مقعدًا للعمل معها.
كتبت المحللة الإسرائيلية مزال معلم في "المونيتور": "من المتوقع أن يصبح بن غفير وسموتريتش وزيرين رفيعي المستوى في حكومة نتنياهو، بل ومن المتوقع أن يعملا في حكومته الأمنية المصغرة". وبالنظر إلى حجم حزبيهما، فإنهما سيكون لهما وزيران آخران في الحكومة على الأقل. سيحتاج نتنياهو إلى إيجاد حقائب لهما لا تسبب الكثير من المشاكل مع المجتمع الدولي وخاصة مع الولايات المتحدة".
ورأى الموقع أنه مع ذلك، من غير المرجح أن يؤثر نفوذ اليمين المتطرف على نهج نتنياهو تجاه لبنان وإيران، على الأقل في المدى القصير.
وأشار "المونيتور" إلى أنه على الرغم من تصريحاته الانتقادية بشأن اتفاق ترسيم الحدود الإسرائيلي اللبناني خلال حملته الانتخابية باعتباره خيانة للأمن القومي الإسرائيلي، فمن غير المرجح أن يلغي نتنياهو الاتفاق.
كتب المحلل الإسرائيلي بن كاسبيت في "المونيتور" الأسبوع الماضي يقول: "لا يزال فهم نتنياهو الجيوسياسي قوياً. إنه يعلم أن الاتفاق جيد لإسرائيل. وهو يدرك أن إلغاءه سيضر بأمن إسرائيل القومي ومصالحها الاقتصادية ومستقبل التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط ومصداقيته".
وأوضح بن كاسبيت أن "أسلوب نتنياهو في التعامل مع إيران قد يكون أكثر تعقيداً. فهو يثير الأمر باستمرار في نقاشات مغلقة. ولكن ماذا بقي له أن يفعل؟ أوقفت الحكومة الحالية إبرام اتفاق نووي أعيد تشكيله بين إيران والقوى العالمية. نجحت العديد من المناورات الرائعة في العام الماضي من قبل خليفتي نتنياهو، نفتالي بينيت ويائير لبيد (إلى جانب التطورات الجيوسياسية الأخرى) حتى الآن، بينما فشل نتنياهو قبل ست سنوات على الرغم من بذل قصارى جهده. إذ تم توقيع اتفاق 2015 مع إيران في عهده".
ويضيف كاسبيت: "ليس لدى نتنياهو أي شيء لإصلاحه فيما يتعلق بالسياسة العملياتية تجاه إيران كذلك. فقد ذكرت تقارير إعلامية أجنبية أن بينيت غيّر السياسة الإسرائيلية وحررها من التزاماتها للقوى العالمية، وسمح لها بالعمل داخل إيران. تخلى نتنياهو عن التعبئة العسكرية لتوجيه ضربة محتملة ضد إيران وأعادت حكومة بينيت-لبيد إحياءها بمخصصات كبيرة في الميزانية".
وفيما يتعلق بالأمن القومي الإسرائيلي، فإن بن غفير وأتباعه سيلعبون دورهم في القضية الفلسطينية.
كتب كاسبيت: "بدلاً من محاولة احتواء العنف والتمييز بين الإرهابيين وعامة السكان الفلسطينيين، سيطالب شركاء نتنياهو بعمل مكثف ضد السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية". فقد غرّد بن غفير هذا الأسبوع قائلاً: "لقد حان الوقت لنبيّن لهم من هو الزعيم".
وتابع كاسبيت: "إنها وصفة لكارثة، وآخر ما يحتاجه نتنياهو. ومع ذلك، يبدو أنه ليس لديه خيار سوى القليل."
بن غفير هو أيضاً من كبار المدافعين عن الصلاة اليهودية في ما يزعم الصهاينة أنه معبد "جبل الهيكل"، وهو موقع المسجد الأقصى الإسلامي في القدس المحتلة.
وحذر عضو الكنيست الإسرائيلي منصور عباس، رئيس حزب "القائمة العربية الموحدة"، هذا الأسبوع من أنه إذا سُمح لليهود بالصلاة في الموقع، فسوف تندلع الحرب.
نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت