المونيتور: إجلاء الأميركيين من شمال شرق سوريا مع توقع الغزو التركي
علم "المونيتور" أنه تم إجلاء جميع الموظفين المدنيين الأميركيين، بمن فيهم الدبلوماسيون، إلى إربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.
تناول موقع "المونيتور" الأميركي ما أعلنه قائد "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم كوباني، المعروف باسم مظلوم عبدي، أن لديه معلومات استخبارية موثوقة بأن تركيا تستعد لغزو بري لشمال شرق سوريا الذي يسيطر عليه الأكراد تماشياً مع تهديدات أنقرة.
وقال كوباني، في مؤتمر صحافي عبر تطبيق زووم، إن تركيا تجمع قوات حول بلدتي منبج وكوباني الخاضعين للسيطرة الكردية وإن مقاتلي المعارضة المسلحة المدعومين من تركيا يتجمعون بين منبج وتل رفعت. وفي حديثه، تعهد كوباني بأن قواته "مستعدة لصد الهجمات والدفاع عن أراضينا".
واستدرك كوباني عدم وجود رد فعل من الولايات المتحدة وروسيا، مشيراً إلى أن تهديدات تركيا كانت "أعلى بكثير" من التصريحات التنديدية "الصادرة عن حلفائنا". وقال إن "هناك حاجة إلى تصريحات أقوى" لردع أي توغل تركي من شأنه أن يقضي على سنوات من الجهود المشتركة مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم داعش. وأضاف: "بالتوازي مع الهجمات الجوية والمدفعية التركية، شهدنا تصعيدًا في تنشيط خلايا داعش". وقال كوباني وقال كوباني إن "قوات سوريا الديمقراطية" اضطرت إلى وقف العمليات ضد تنظيم داعش استعدادًا لهجوم تركي يمكن أن يحدث في غضون أسبوع "إذا لم يروا رد فعل قويًا من روسيا أو الولايات المتحدة". وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، قال أمس الثلاثاء، إن تركيا لن تفصح عن موعد هجومها البري. قال: "قد يكون ذلك غدًا أو الأسبوع المقبل أو في أي وقت. يمكن إجراء العمليات بطرق مختلفة، ويمكن إجراؤها في أي وقت. كما تم القيام به من قبل، سيستمر القيام به في المستقبل".
وأشار "المونيتور" إلى أن تركيا تهاجم المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد منذ أكثر من 10 أيام بالمدفعية وطائرات أف 16 والطائرات المسيّرة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 11 مدنياً والعديد من "قوات سوريا الديمقراطية" وقوات الجيش السوري. في 22 تشرين الثاني / نوفمبر الجاري، قصفت طائرة تركية بدون طيار محيط قاعدة مشتركة بين الولايات المتحدة و"قوات سوريا الديمقراطية" في الحسكة، حيث يعمل كوباني على الالتحام مع القوات الخاصة والدبلوماسيين ومسؤولي الإغاثة الأميركيين المنتشرين في المنطقة.
وعلم "المونيتور" أنه تم إجلاء جميع الموظفين المدنيين الأميركيين، بمن فيهم الدبلوماسيون، إلى إربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، حيث تواصل تركيا استهداف مواقع "قوات سوريا الديمقراطية" والبنية التحتية المدنية الحيوية، لا سيما المنشآت النفطية ومحطات الطاقة وصوامع الغلال. كما تعرضت المنشآت الطبية للقصف.
وقال ديفيد يوبانك، مؤسس Free Burma Rangers، وهي منظمة إغاثة تعمل في مناطق الصراع، كان في شمال شرق سوريا حتى يوم الأحد "للمونيتور" إن السكان المحليين قد أرهبتهم الهجمات التركية المستمرة وشعروا بخيانة شديدة من قبل الولايات المتحدة.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان يتم استهداف مناطق مدنية، أجاب أوبانك: "بالتأكيد". وأكد مسؤول إقليمي "للمونيتور" ، أن الأميركيين لا يزالون في أربيل.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية لموقع "المونيتور": "كما قالت وزارة الدفاع (الأميركية)، فإن الضربات الجوية الأخيرة في سوريا هددت بشكل مباشر سلامة الأفراد الأميركيين الذين يعملون في سوريا". وامتنع المتحدث عن تأكيد مغادرة موظفين أميركيين شمال شرق سوريا، قائلاً: "نحن لا نعلق على سياسة عامة بشأن حركة الأفراد".
ولم يرد المتحدث الرسمي على سؤال المونيتور حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تتوسط بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية لمنع هجوم بري تركي، قائلاً إن الولايات المتحدة لن تعلق على المحادثات الدبلوماسية الخاصة.
وقالت مصادر مطلعة في إفادة للمونيتور إن تركيا ترفض جميع جهود الوساطة وهي في طريقها للحرب.
وعزز القائد الكردي مظلوم كوباني هذا الرأي، قائلاً إنه خلافًا للتقارير الإعلامية، فإن قائد القوات الروسية في سوريا، ألكسندر تشايكو، لم يطالبه بأي مطالب خلال اجتماعهم الأخير، لكنه طلب من الروس الالتزام بشروط وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا لإنهاء الغزو التركي الأخير لشمال شرق سوريا في تشرين الأول / أكتوبر 2019.
وأفادت بعض وسائل الإعلام العربية أن روسيا تسعى لإقناع دمشق وقوات سوريا الديمقراطية بسحب مقاتليها من تل رفعت لمنع هجوم بري تركي. وذكرت هذه الوسائل أن تركيا منحت موسكو "مزيدًا من الوقت" للتوسط في مثل هذا الاتفاق.
وكان من المفترض أن تغادر وحدات حماية الشعب الكردية السورية تل رفعت ومنبج بموجب اتفاق سوتشي. لكن أنقرة تصر على أن هذه القوات لم تقم بذلك قط، وأنها استخدمت تل رفعت لشن هجمات ضد القوات التركية داخل عفرين، المدينة ذات الأغلبية الكردية التي احتلتها تركيا في عام 2018.
وأشارت نبرة كوباني إلى أن قوات سوريا الديمقراطية ليست في حالة مزاجية للتنازل عن المزيد من الأراضي. وقال كوباني إن عدد قوات الجيش السوري يفوق عدد قوات سوريا الديمقراطية المنتشرة على طول الحدود المشتركة للمنطقة الخاضعة للسيطرة الكردية مع تركيا تماشياً مع هذا الاتفاق. لكن تركيا تنتهك هذا الاتفاق واتفاقاً منفصلاً توسطت فيه الولايات المتحدة في عام 2019، حيث أصابت أهدافًا في عمق المنطقة الخاضعة للسيطرة الكردية، بما في ذلك منشأة مشتركة بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية في الحسكة. وقال كوباني إن الهجمات التركية تعرض حياة نحو مليون مدني للخطر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية للمونيتور: "نحن نعارض بشدة العمل العسكري الذي يزيد من زعزعة استقرار حياة المجتمعات في سوريا ويخاطر بالتقدم الذي أحرزه التحالف الدولي بشق الأنفس ضد [داعش]". وتابع المتحدث: "لقد أبلغنا باستمرار تركيا وشركاءنا السوريين المحليين مخاوفنا الجادة بشأن تأثير التصعيد على أهدافنا [داعش] وعلى المدنيين على جانبي الحدود".
وقالت السلطات التركية الاثنين إن لديها أدلة أخرى على أن "وحدات حماية الشعب الكردية" مسؤولة عن القنبلة التي انفجرت في شارع الاستقلال، أحد أكثر شوارع اسطنبول ازدحاماً. وأضافت أنه تم العثور على بطاقة هوية تابعة لوحدات حماية الشعب مع شقيق بلال حسن أحد المشتبه بهم الرئيسيين في الهجوم. وقال كوباني إن حسن لا علاقة له على الإطلاق بوحدات حماية الشعب.
وفي مقابلة سابقة مع المونيتور، قال كوباني إن المرأة السورية التي اعتقلتها السلطات التركية بزعم زرع القنبلة كانت مرتبطة بداعش. وتقول تركيا إن المرأة اعترفت بتنفيذ التفجير لمصلحة وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني.
ومن المتوقع أن تتوجه إلهام أحمد، التي ترأس الذراع السياسي لمجلس سوريا الديمقراطية لقوات سوريا الديمقراطية، إلى واشنطن في الأيام المقبلة للضغط على إدارة الرئيس جو بايدن والكونغرس، حيث يساند الحزبان الأكراد بقوة. لم يتمكن المونيتور من الوصول إلى أحمد للتأكيد.
وقال المونيتور إننه بعدما فرضت واشنطن سابقاً حظراً على المبيعات العسكرية لتركيا بسبب غزوها السابق لسوريا ورفضها التخلص من البطاريات الروسية المضادة للصواريخ إس -400، فإن خيارات الكونغرس لمزيد من العقاب محدودة.
ويربط الكثيرون نوبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العدوانية الأخيرة بالجهود المبذولة لدعم قاعدته القومية قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في 18 حزيران / يونيو 2023.
وفي حديثه للصحافيين بعد اجتماع لمجلس الوزراء أمس، جدد أردوغان تعهداته بالتحرك ضد الأكراد السوريين، قائلاً: "لن نطلب تفويضًا من أحد ولن نقدم تبريرًا لأحد". وأضاف أن تصميم أنقرة على إنشاء حزام أمني بعمق 30 كيلومتراً داخل سوريا "يتزايد مع كل [هجوم جديد علينا]".
نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت