"الثورة": سعي غربي وصهيوني لاستكمال السيطرة على مضيق باب المندب
صحيفة "الثورة" اليمنية تقول إنّ :صنعاء تحذر من سلوك الإمارات العدواني"، وتؤكد أنّ خياراتها مفتوحة لممارسة سيادتها على إقليمها المائي.
نشرت صحيفة "الثورة" اليمنية مقالاً لمحمد الروحاني، قال فيه، إنّ هناك سعياً غربياً وصهيونياً حثيثاً لاستكمال السيطرة على مضيق باب المندب عن طريق الإمارات. وأكد أنّ خيارات صنعاء مفتوحة لممارسة سيادتها على إقليميها المائي.
وفيما يلي نص المقال كاملاً:
سعي غربي وصهيوني حثيث لاستكمال السيطرة على مضيق باب المندب عن طريق دويلة "الإمارات" التي تواصل سلوكها العدواني ومشاريعها التوسعية في موانئ اليمن وسواحله وجزره ومنها جزيرة "ميون" التي تسعى الإمارات بعد أن احتلتها عسكرياً إلى تغيير هويتها الديمغرافية لفصلها عن وطنها الأم الجمهورية اليمنية .
في المقابل، تحذّر صنعاء من سلوك الإمارات العدواني، والذي لم يعد يشكّل خطراً فقط على اليمن، وإنّما على المنطقة والأمن الدولي والإقليمي .. مؤكّدة أنّ خياراتها مفتوحة لممارسة سيادتها على إقليمها المائي وجهوزيتها للمشاركة في تأمين وحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
منذ بداية العدوان على اليمن في آذار/مارس 2015 سارعت الإمارات بإيعاز غربي وصهيوني إلى احتلال جزيرة "ميون" الواقعة في قلب مضيق باب المندب، ضمن مخطط الاستيلاء على الجزر والمناطق الاستراتيجية اليمنية الذي تنفذه الإمارات خدمة لقوى الغرب وإسرائيل التي تضع باب المندب، أهم رابع ممر مائي في العالم ضمن استراتيجياتها وأمنها القومي.
ورغم أنّ تحالف العدوان نفى وجود قوات إماراتية على الجزيرة، إلا أنّ وكالة "أسوشيتد برس" أكّدت هذا الوجود ونشرت في مطلع آذار/مارس 2021 صوراً عبر الأقمار الاصطناعية تظهر إنشاء الإمارات قواعد عسكرية على ظهر الجزيرة، حيث أظهرت الصور مدرجاً للطائرات في الجزيرة بطول 1800 متر شيدته الإمارات مؤخراً.. بالتزامن مع أنباء عن نقلها معدات عسكرية من قاعدتها في ميناء عصب الإرتيري إلى الجزيرة.
ويبدو أنّ مخطط الإمارات على هذه الجزيرة لن يقف عند بناء القواعد العسكرية، بل يشمل تغيير هوية الجزيرة الديمغرافية، وطمس هويتها اليمنية، وهو ما تؤكده التحركات المشبوهة التي تقوم بها الإمارات حالياً في الجزيرة تحت يافطة العمل الخيري ومنها مشروع بناء الوحدات السكنية في الجزيرة الذي وقعه قبل أيام عن الجانب الإماراتي ما يسمى بمحافظ عدن المدعو أحمد حامد لملس مع شيخ جزيرة ميون صالح علي سعيد الخرور.
مخططات غربية وصهيونية
وفق مراقبين، فإنّ ما يجري في باب المندب يمثل الهدف الأول في التخطيط الاستراتيجي لدول الغرب والكيان الصهيوني على جميع المستويات السياسية والعسكرية والجغرافية، وهذا ما تقوم به الإمارات المدعومة مادياً وعسكرياً بالاستيلاء على السواحل والموانئ والجزر اليمنية ومنها جزيرة "ميون" وتسليمها للقوى الغربية، والكيان الصهيوني، فالإمارات – وفق محللين – هي أقل من أن تصبح دولة محتلة، وما كان لها أن تحتل الموانئ والجزر اليمنية لولا الدعم الذي تقدمه لها دول الغرب وكيان العدو الصهيوني، بمعنى أنّ مشروع احتلال الجزر والسواحل اليمنية هو مشروع غربي صهيوني والإمارات ليست إلا أداة تمارس دورها الوظيفي الذي رسمته لها هذه القوى.
صنعاء تحذّر
صنعاء مدركة لخطورة ما تقوم به الإمارات في سواحل اليمن وجرزه، ليس فقط على أمن واستقرار ووحدة اليمن، ومصالحه ومقدراته، بل وعلى الأمن الإقليمي والدولي والملاحة البحرية بشكل عام، ولهذا ترصد وترقب هذه التحركات وهو ما أكده عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم الذي قال في تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر" منتصف الشهر الماضي، إن صنعاء تراقب عن كثب السلوك العدواني الأميركي الصهيوني البريطاني المستمر قبالة السواحل اليمنية في جزيرة ميون وسقطرى من بناء القواعد العسكرية وتدفق القوات الأجنبية الغازية وتهجير المواطنين وطمس الهوية والتغيير الديمغرافي ونهب الثروات والاستمرار في العدوان والحصار والمؤامرات المهولة على اليمن، في إشارة واضحة أن صنعاء لن تترك مخططات الإمارات تمر دون رد.
كذلك عاد القحوم، محذراً قبل أيام من خطورة استحكام المشروع الغربي الصهيوني في باب المندب، والذي تنفذه الإمارات حيث قال: إنّ التواجد العسكري الأمريكي والبريطاني الفرنسي في باب المندب والسواحل اليمنية غير مبرر.. مذكراً أنّ استحكام الغرب في السيطرة على باب المندب لا يمثل خطورة فقط على اليمن وإنما على المنطقة بأكملها. وأشار إلى أن استحكام المشروع الأميركي الصهيوني الغربي على باب المندب سيشكل إقلاقاً للأمن الدولي وابتزاز للدول التي لها موقف من هيمنة القطب الواحد والهيمنة الغربية کالصين وروسيا وإيران ودول البركس، كما سيشكل خطورة وتهديد للأمن الدولي والإقليمي والملاحة الدولية وتأمين لخط الحرير.
وأكد أن صنعاء كانت ولا زالت ملتزمة بالقانون الدولي في حماية الملاحة الدولية وتبذل الجهود في حامية الملاحة الدولية واليمن جزء وحامي حقيقي للملاحة الدولية.
تصريحات القحوم، تزامنت مع تصريحات للفريق جلال الرويشان، نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع، الذي كشف فيها عن تحضيرات تجريها صنعاء، لعقد مؤتمر وطني حول الأمن البحري، تؤكد من خلاله للعالم أنّها الأجدر بأمن البحر الأحمر.
الفريق الرويشان أكد أيضاً، أنّ خيارات صنعاء مفتوحة لممارسة السيادة الكاملة على إقليمها المائي والجوي والبري، وهي تصريحات تحمل في طياتها الكثير من الرسائل للقوى المعادية لليمن، التي تسعى للنيل من جزره ومناطقه الاستراتيجية واحتلالها.
كذلك استنكرت وزارة الثروة السمكية، ما تقوم به دولة الاحتلال الإماراتي ومرتزقتها من أعمال استيطانية توسعية، واستحداث قواعد عسكرية في جزيرة ميون الاستراتيجية.
وأدانت الوزارة في بيان، مساعي أبو ظبي لاستحداث مبان وقواعد عسكرية للقوات الإماراتية المحتلة، وفصل جزيرة ميون، التي تتوسط مضيق باب المندب التابعة لمحافظة تعز، وضمها إلى المحافظات الجنوبية الواقعة تحت الاحتلال الإماراتي.. مؤكدة أنّ هذه الخطوة تمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة اليمنية، وتأتي في إطار تحركات قوى العدوان للسيطرة على مضيق باب المندب الحيوي خدمة للمخططات الصهيو أمريكية في المنطقة.