"أكسيوس": المراقبون منقسمون بشأن قيام روسيا بتوغل محدود أو واسع في أوكرانيا

نفى البيت الأبيض تقريراً أفاد بأن بايدن قال إن غزو أوكرانيا شبه مؤكد، لكنه قال إن بايدن كرر أن من المحتمل أن يشن الغزو في شباط / فبراير المقبل.

  • "أكسيوس": المراقبون منقسمون بشأن قيام روسيا بتوغل محدود أو واسع في أوكرانيا

قال موقع "أكسيوس" الأميركي إن المحادثة الهاتفية بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء أمس تمحورت حول مدى اقتراب موعد التهديد بغزو روسي لأوكرانيا، وذلك نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة على المحادثة.

وقال بايدن أمس إنه يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما "ينتقل" إلى أوكرانيا، ثم صرحت بعده السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض جين ساكي أن "الغزو قد يأتي في أي وقت".

وكانت الحكومة الأوكرانية، التي تشعر بالقلق من آثار مثل هذه التصريحات على الاقتصاد والروح المعنوية العامة، تؤكد أن خطر الغزو حقيقي ولكنه ليس أعلى مما كان عليه في الأشهر السابقة.

وكشف الموقع أنه عندما أثار زيلينسكي مسألة تحذيرات البيت الأبيض من تهديد "وشيك"، أشار بايدن إلى احتمال أن تغزو روسيا أوكرانيا بمجرد أن تتجمد الأرض، وقال إن هذا هو سبب إرسال الولايات المتحدة الكثير من الأسلحة لها.

وأشار "أكسيوس" إلى أن المصادر الثلاثة اختلفت حول اللغة الدقيقة التي استخدمها بايدن. ونفى البيت الأبيض تقريراً لشبكة "سي إن إن" الأميركية أفاد بأن بايدن قال إن الغزو "شبه مؤكد"، لكنه قال إنه كرر الاحتمال الواضح لشن الغزو في شباط / فبراير المقبل.

وبينما يواصل البيت الأبيض البحث عن مخرج دبلوماسي، أشار الكرملين أمس إلى أن المقترحات الأمنية التي قدمتها رسمياً الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لا تعالج مخاوف روسيا "الأساسية".

وقالت موسكو إنه في حالة عدم تلبية مطالبها، فإنها ستختار الحل "العسكري التقني"، لكنها نفت أي نية لغزو أوكرانيا.

وقال الموقع الأميركي إنه في حين أن هناك إجماعاً متزايداً بين المراقبين عن كثب للجيش الروسي على احتمال حدوث نوع من التصعيد قريباً، يستمر الجدل حول ما إذا كانت روسيا ستختار عمليات أصغر لزعزعة استقرار أوكرانيا أو غزواً واسع النطاق للعاصمة كييف. وقد أدى تحرك روسيا السريع إلى بيلاروسيا - الذي قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الأربعاء إنه يجري "تحت ستار تدريب" - إلى إقناع بعض المحللين بأن بوتين يخطط لغزو كبير.

وغرّد كونراد موزيكا، وهو محلل دفاعي يركز على روسيا وبيلاروسيا، أمس قائلاً إنه مع تمركز 10 مجموعات عسكرية الآن في نقاط مختلفة بالقرب من حدود أوكرانيا، يجب أن يكون هذا أكبر تدريب في تاريخ روسيا الحديث.

وبينما يقول بعض المحللين إن روسيا لم تجمع من القوات سوى ما يكفي لتوغل محدود، يعتقد روب لي، الضابط السابق في مشاة البحرية الأميركية المكلف بمتابعة القدرات العسكرية الروسية، أن روسيا لديها الآن المعدات اللازمة لغزو واسع النطاق ويمكن أن تكون كافية. 

وقال مايكل كوفمان، الخبير في الشؤون العسكرية الروسية، لموقع أكسيوس، إن تحركات القوات والمعدات الروسية تشير إلى استعدادات لعملية عسكرية واسعة النطاق. ويقدر أن الأمر قد يستغرق حوالى ثلاثة إلى أربعة أسابيع حتى يتم وضع القطع العسكرية المختلفة في مكانها، بناءً على عمليات النشر الحالية، على الرغم من أن موسكو قد تختار قبل ذلك "بداية متدرجة" لعملياتها، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية المحتملة أو الضربات الصاروخية.

ويتوقع كوفمان أنه إذا في حال الغزو، ستؤدي القوة المدفعية والجوية الروسية إلى إضعاف الدفاعات الأوكرانية، التي تحسّنت منذ عام 2014، لكنها لا تزال غير مطابقة لقدرات روسيا. ويضيف أن القتال في الأيام الأولى سيكون "شديداً للغاية".

ويضيف أنه بحلول الوقت الذي تبدأ فيه الدبابات الروسية في التحرك، ستواجه القوات الأوكرانية بالقرب من الحدود خياراً صعباً: إما أن تكون مطوقة أو تفكر في انسحاب منظم.

ومع ذلك، لا يتوقع كوفمان أن تنخرط روسيا بحرب مدن. بل يعتقد أن الهدف المحتمل هو احتلال مساحة كبيرة من الأراضي، أو تطويق كييف، وإجبار الحكومة على الاستسلام. وهو يعتقد أن الجيش الروسي يتوقع أن يكون قادراً على إنجاز هذه المهمة بسرعة معقولة.

يقول كوفمان إن أحد الأسئلة الرئيسية هو ما إذا كانت روسيا ستقصر عملياتها على شرق أوكرانيا أو ستوسع الهجوم إلى غربها أيضاً. ويشير إلى أن الجيش الروسي لديه خبرة واسعة في حملات مكافحة التمرد، بما في ذلك في الشيشان، وقد يكون على استعداد للمخاطرة باحتلال دائم حتى يحصل على حكومة أوكرانية صديقة أو توقيع اتفاقية أمنية قابلة للتنفيذ من كييف.

نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم