"wsws": حرب إدارة بايدن على اللاجئين
تقوم إدارة بايدن بتنفيذ تحول خطير ورجعي في سياسة الهجرة وفرضها بأسلوب ديكتاتوري مموه، ويهدف إلى الحد بشكلٍ كبير من المعابر الحدودية على نطاق لم نشهده منذ عقود، لمنع طالبي اللجوء من الوصول إلى الأراضي الأميركية.
موقع "wsws" نشر مقالاً للكاتب اريك لندن تحدث فيه عن طريقة تعاطي إدارة بايدن مع اللاجئين، وكيف تفرض الولايات المتحدة أسلوب ديكتاتوري على المهاجرين.
فيما يلي نصّ المقال منقولاً إلى العربية:
من خلف ظهور الأميركيين، تقوم إدارة بايدن بتنفيذ تحول خطير ورجعي في سياسة الهجرة وفرضها بأسلوب ديكتاتوري مموه، ويهدف إلى الحد بشكلٍ كبير من المعابر الحدودية على نطاق لم نشهده منذ عقود، بغاية منع طالبي اللجوء من الوصول إلى الأراضي الأميركية، حيث يطبق عليهم دستور الولايات المتحدة.
"يكشف هذا التوجه اليميني عن أكاذيب و مزاعم الإمبريالية الأميركية، عن أنها هي منارة "الديمقراطية"، وأن حربها ضد روسيا، ليس لها أي علاقة بـ "حقوق الإنسان".
منذ أيام، أفادت شبكة "إن بي سي نيوز"، بأنّ إدارة بايدن صاغت وثيقة سياسة تمنح السلطة التنفيذية احتجاز المهاجرين الهايتيين في خليج غوانتانامو، المجاور للسجن العسكري حيث سجنت الحكومة وعذبت المئات بحجة "الحرب على الإرهاب ".
الآن تقول إدارة بايدن إنها قد تستخدم غوانتنامو كـ "وسادة زنبق" للمهاجرين، على الرغم من أن المصطلح الصحيح هو "معسكر اعتقال". وبموجب الاقتراح الأولي، سيتم احتجاز 400 مهاجر هايتي في زنازين وصفوف من طابقين في منطقة تحرمهم الاستفادة من القوانين الأميركية، حيث لا يحق لهم الطعن في معاملتهم أو ترحيلهم كما لو كانوا قد وصلوا إلى الأراضي الأميركية.
كذلك، انسحبت إدارة بايدن من محادثات مع المحامين، الذين يمثلون أكثر من 300 ألف مستفيد من الوضع المحمي المؤقت (TPS)، وكانوا قد رفعوا دعوى قضائية ضد إدارة ترامب لإلغاء نظام الحماية المؤقت لـ 240 ألف سلفادوري، و 77 ألف هندوراسي، و 14 ألف نيبالي، و 4000 من نيكاراغوا.
إدارة بايدن تستمر في معارضة تحدي المهاجرين، وهي تدعم بشكلٍ أساسي إلغاء ترامب لقانون الحماية المذكور، والذي يهدد بترحيل مئات الآلاف من الأشخاص.
في وقت سابق، وثقت البيانات التي نشرتها الجمارك ودوريات الحدود الأميركية، أنّ إدارة بايدن منعت 2.8 مليون مهاجر من دخول الولايات المتحدة في العام2021، أكثر من أي عام في التاريخ الأميركي.
والأهم من ذلك، كشفت البيانات أنه تمت منع أكثر من مليون شخص بموجب "القانون 42"، المعادي للديمقراطية، والذي تحظر الحكومة بموجبه الهجرة بسبب حالة طوارئ الصحية.
وقعت إدارة بايدن اتفاقاً فاسداً جديداً مع الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، يحظر على عشرات الآلاف من المهاجرين من بلدان أميركا اللاتينية ، أيضاً يتم استخدام "القانون 42"، على الهاربين من البلدان التي دمرتها الحرب الإمبريالية والاستغلال الرأسمالي، وفرضت عليها البؤس والمرض.
بمزيج من السخرية والنفاق الذي يتقنه الحزب الديمقراطي على مدى 200 عام الماضية، يواصل بايدن والديمقراطيون الظهور كمدافعين عن المهاجرين. وفي حديثه للمواطنين إلى الأميركيين "الجدد" ، كرر بايدن نداء الحزب الديمقراطي المبتذل: "إنها أحلام المهاجرين أمثالكم هي التي بنت أميركا". لكن، عندما حاولت مجموعة من طالبي اللجوء السير عبر نهر ريو غراندي على الحدود مع المكسيك، يرفعون راية كتب عليها: "نحن، المهاجرون، بنينا أميركا"، فأطلقت جمارك بايدن وحماية الحدود، كرات الفلفل على رؤوسهم، إلى أنّ تدافعوا عائدين إلى منازلهم المصنوعة من قماش وقش.
يأتي الهجوم على المهاجرين في الوقت الذي يدمر فيه الفقرالطبقة العاملة في أميركا اللاتينية، ومنطقة الكاريبي. وقد كان للوباء، وإطالة أمد حرب الولايات المتحدة و حلف "الناتو" ضد روسيا في أوكرانيا، تأثير مدمر على مئات الملايين من الناس في البلدان التي عانت لأكثر من قرن من هيمنة الإمبريالية الأميركية.
في هايتي، المجتمع في حالة انهيار مع انتشار الكوليرا، ونفاد الطعام والغاز، وأجزاء واسعة من البلاد تحت سيطرة العصابات. ومع ذلك، قامت إدارة بايدن بترحيل اللاجئين إلى هايتي، في ظل معلومات أفادت بأن الحكومة الهايتية تحتجز المرحلين في سجن، ولا تفك أسرهم إلا مقابل فدية مالية.
الذين يصلون إلى الولايات المتحدة يعاملون بوحشية شديدة. تحدث موقع الويب الاشتراكي العالمي مع أم شابة من هايتي احتجزتها إدارة بايدن على الحدود العام الماضي: "إنه لأمر مؤلم أن أتحدث عما حدث لي في تكساس، وأشعر وكأن شخصاً ما يضع شوكة في قلبي. فقد اعتقلت وأُجبرت على النوم تحت الجسر مع طفلي. وكان بعض الحراس يضربوننا بقسوة. وعندما تم نقلنا إلى سجن، اعتقدت أن الأمور ستتحسن، لكنهم أخذوا دواء طفلي رغم أنه كان ينزف. مكثت هناك 4 أيام، ولم يقدموا لنا الطعام، وكان الأطفال يعانون من الجفاف والجوع، وعندما غادرنا سخر الحراس منا لرائحتنا الكريهة".
وسط هذا المناخ اليميني والفاشي، و الذي تشجعه المؤسسة السياسية، تتزايد حوادث العنف ضد المهاجرين. في أواخر الشهر، أطلق مايكل شيبارد، المأمور في مركز احتجاز المهاجرين في تكساس، النار على مجموعة من المهاجرين الذين توقفوا لتناول مشروب في الصحرا، مما أسفر عن مقتل مهاجر يبلغ من العمر 22 عاماً.
الهجوم المستمر على العمال المهاجرين، هو عملية دولية وتحذير للطبقة العاملة بأكملها. الأسبوع الفائت، شجبت وزيرة الداخلية البريطانية لحزب المحافظين، سويلا برافرمان، الهجرة ووصفتها بأنها "خارجة عن السيطرة" و "غزو"، وتزامنت تصريحاتها مع رمي عناصر يمينية، قنابل حارقة على مركز للاجئين في بلدة دوفر الساحلية، حيث يحتجزون في معسكرات اعتقال مزدحمة، و ينامون على الأرض ويصابون بأمراض شتى.
وينطبق الشيء نفسه على الاتحاد الأوروبي "الديمقراطي"، حيث يغرق مئات المهاجرين الفارين من شمال أفريقيا والشرق الأوسط في كل عام. وهو مدفوع بمنطق الحرب المتصاعدة ضد روسيا. و في زمن الحرب، ترتبط دائماً أكثر الهجمات قسوة على الحقوق الديمقراطية بالقيود المفروضة على الهجرة ودعم أجهزة الدولة القمعية.