فن الاحتلال بحسب غادي شامني
مجلة "هآرتس" الاسبوعية تجري مقابلة مطولة جداً مع اللواء احتياط غادي شامني الذي أثار عاصفة إعلامية بالكاد استمرت يومين في آخر شهر آب/أغسطس الماضي، عندما قال: "أوصَلْنا الاحتلال إلى مستوى فن. نحن أبطال العالم في الاحتلال".
وعن "فن الاحتلال" قال شامني انه "عندما احتل الأميركيون العراق في سنة 2003 جاؤوا ليتعلموا منّا كيفية "الإمساك" بالأرض".
وعن القضية الفلسطينية قال شامني ان "الغالبية الحاسمة من مسؤولي المؤسسة الأمنية تعتقد أننا ماضون نحو اتجاهات إشكالية جداً في القضية الفلسطينية. نحن نعرف هذا الواقع الإشكالي ومحدودية استخدام القوة والأضرار التي تلحق بالجيش الإسرائيلي وبالدولة. ونحن نعرف ان قصة عدم وجود حل في الموضوع الأمني غير صحيحة لأنه موجود. كذلك ليس هناك احتمال في العالم بأن تنجح إسرائيل في إقامة منظومة علاقات سوية، وضمنها علاقات تجارية وتعاون مع دول المنطقة من دون حل القضية الفلسطينية".
وردّاً على سؤال حول نتنياهو قال شامني: "أعتقد انه يفهم ان إسرائيل في مشكلة عويصة. أعتقد انه كان يريد الخروج من هذه المشكلة لكنه لا يعرف كيف. إنه غير قادر لأن إسرائيل تسيطر عليها مجموعات صغيرة، أيديولوجية، متطرفة، ناشطة، مُنظّمة وممولة وهي التي تُملي جدول الأعمال. وهناك الكثير من اللوبيات والأشخاص الذين يمارسون الضغوط على سياسيين في الحكومة وفي الكنيست".
ويشير شامني بقلق إلى القطيعة بين الإسرائيليين والفلسطينيين ويقول: "أنا نشأت في القدس. كنت أعرفهم والعرب كانوا جيراننا. لم يكن لدي أصدقاء عرب لكني كنت أراهم وكنت أذهب إلى الأحياء العربية وكنت أتجول في البلدة القديمة، لم أرهم عبر التلفاز والصحيفة فقط. اليوم لا يوجد أي تفاعل. احتمال التعايش في نفس الدولة ببساطة غير قائم. الفلسطينيون لن يقبلوا أبداً باستمرار هذا الوضع إلى الأبد. لذا علينا البدء باتخاذ الإجراءات المطلوبة والتوصل إلى حل".
وتعليقاً على ما ورد في المقابلة أفاد عضو الكنيست عوفر شيلَح [عن حزب "هناك مستقبل" - عضو لجنة الخارجية والأمن في الكنيست] بما يلي: "غادي شامني هو صديق منذ ما يقرب من 40 سنة وأنا أحبه واقدّره وأتحدث معه كثيراً، في المسائل الشخصية والقضايا السياسية، وأقدّر جهوده لبلورة وثيقة لترتيبات أمنية تناسب تسوية مع الفلسطينيين، سويةً مع شركاء أميركيين جديين التقيت بهم انا أيضاً وتحدثت معهم. مسائل الترتيبات الأمنية في تسوية ليست بسيطة لكن يمكن حلها مع وجود قيادة شجاعة ومصممة. [حزب] "هناك مستقبل" يؤمن بوجوب الانفكاك عن الفلسطينيين من أجل مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، ويمكن فعل هذا في إطار عملية إقليمية يُبلور فيها موقع إسرائيل في الشرق الأوسط وتشكّل إطاراً مناسباً لاستئناف المفاوضات التي وصلت إلى طريقٍ مسدود. انا وزملائي نقول هذا في كل مناسبة ونعمل على تحقيقه في كل إطارٍ سياسي".