"هآرتس": قلق إسرائيلي من تقليص الوجود الأميركي في الشرق الأوسط
ينوي الاسرائيليون مناقشة عدد من القضايا المستجدة مع الإدارة الأميركية، من ضمنها قرار تقليص الوجود الأميركي في الشرق الأوسط، وسط قلق من علاقة طردية بين تقلص الوجود الأميركي في الشرق الأوسط وتزايد "الهيمنة الروسية".
ذكرت صحيفة "معاريف" أن "القيادة" السياسية – الأمنية في "إسرائيل" تعتبر ما ورد على لسان "وول ستريت جورنال" حول تقليص الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، بادرة إضافية يمكن ترجمتها إلى أعمالٍ تنفيذية على الأرض، في تطبيق السياسة الأميركية المعلنة: التفضيل بصورة جلية للمصالح الأميركية في قبال الصينيين وتخفيف حجم القوات والنفوذ في منطقتنا.
وفيما يلي نص المقال المنقول إلى العربية:
في المؤسسة الأمنيّة، لا بدّ من أن يُتخذ في الحسبان أن الأميركيين قد يقلّصون في المستقبل القريب حجم قواتهم ومهامهم في سوريا والعراق، وما يمكن أن يكون لهذه الخطوات من تأثير مباشر على الأنشطة الإسرائيلية. في "إسرائيل"، هناك قلق من العلاقة الطرديّة بين تقليص الأميركيين لحجم وجودهم في الشرق الأوسط، ومكانة الروس، والهيمنة التي يمكن أن يكتسبوها.
المؤسسة الأمنية والقيادة السياسية الإسرائيليتين تمتنعان عن انتقاد الإدارة الأميركية بشكل علني، ويرون الأمور في العادة على أنها قرارات سبق واتُّخذت. إلى جانب التقدير بأن إدارة بايدن متعاطفة مع "إسرائيل" وستواصل دعمها، فإنهم يفهمون جيداً في القدس أن الشرق الأوسط ليس في سلّم أولويات الأميركيين.
نتيجة لهذا الوضع، تعتقد المؤسسة الأمنية والأوساط السياسية رفيعة المستوى في "إسرائيل" أن هناك عدداً كبيراً من المواضيع التي ينبغي تدقيقها والتنسيق بشأنها مع الأميركيين، خصوصاً في ما يتعلّق بمواصلة الأنشطة الإسرائيلية في سوريا ومعركتها ضد مشروع صواريخ حزب الله، المتعارف عليه في "إسرائيل" على أنه خط أحمر ستواصل هذه الأخيرة محاربته، حتى ولو بلغ الأمر حدّ التصعيد في المنطقة.
تنوي المؤسسة الأمنية الاسرائيلية مناقشة هذه القضايا مع الإدارة الأميركية، من أجل تقليص -قدر الإمكان- أي خلافات قد تظهر في أعقاب أي نشاط عملي على الأرض.
هذا وتنوي الإدارة الاسرائيلية عرض الفجوات العملانية والاستخبارية التي يمكن ان تنشأ عقب خروج القوات الأميركية من مناطق مختلفة في الشرق الأوسط، إضافة إلى ما قد تحتاجه "إسرائيل" لسدّ هذه الفجوات.
مصادر أمنية في "إسرائيل" لم تصرّح أن الخبر لم يفاجئها فحسب، بل كشفت أنها كانت قد اُطلعت عليه منذ مدة من قبل الأميركيين. بحسب هذه المصادر، لا تكمن أهمية الخطوة الأميركية في تنظيم القوات فحسب، بل في مستوى التعاون. في نهاية الأمر، إن النية والتوافق في "إسرائيل" – اللذان تبلورا بعد زيارة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن– هما توثيق حيّ للتعاونات الأمنية في المنطقة.