"يديعوت أحرونوت": ثقة الإسرائيليين بالجيش أصبحت في الحضيض
صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تكشف في مقالٍ تحليلي عن أن ثقة المستوطنين بالجيش الإسرائيلي وصلت إلى الحضيض، وترى أن ذلك يجب أن يهز هيئة الأركان العامة ووزارة الأمن ومكتب رئيس الحكومة، لأن الثقة بالجيش هي خط الدفاع الأخير، وفيما يلي النص المترجم:
نشرت صحيفة"يديعوت أحرونوت" مقالاً يكشف عن تدهور ثقة المستوطنين بالجيش الإسرائيلي، ويدعو قادة "إسرائيل" إلى التحرك وأخذ خطوات تمنع اختراق الجيش، لأنه خط الدفاع الأخير:
اتهام كورونا بالانخفاض الدراماتيكي لثقة الجمهور بالجيش الإسرائيلي من 90% إلى 81% هي مجرد ذريعة، من قام بترقية قادة تستّروا على معالجة قضايا خطرة مثل موت الجندي "افيتار يوسفي" في وادي حيلزون أو الإصابة الخطرة لجندي مغلان عيلي حيوت- لا يجب أن يكون متفاجئاً من النتائج.
كل من مرّ في السابق سواء من الخدمة النظامية أو الإحتياطية أو مكتب تابع للقيادة الشمالية يعرف الشعار المشهور: "الهدف حماية مستوطنات الشمال"، هدف واضح ومعروف من الجندي الشاب وحتى قائد المنطقة.
قليلون يعرفون أن شعاراً مماثلاً معلقاً في مكاتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ولكن مع هدف مختلف: تعزيز ثقة الجمهور بالجيش الإسرائيلي.
هذا هو هدف اللواء بحسب توجيهات هيئة الأركان العامة ووفق تخصصها، من أجل هذا تم إنشاؤه، في سبيل ذلك هو يحصل على ميزانية بنحو 20 مليون شيكل في السنة، ومن أجل هذا تم تشييد مبنى مخصص له قبل نحو سنة في قلب رمات أفيف بتكلفة 80 مليون شيكل.
لهذا أيضاً يضم اللواء جنوداً وجندياً لديهم معطيات نوعيةٍ مماثلة لمعطيات أولئك الذين يخدمون في وحدة 8200.
لهذا الغرض أيضاً قائد اللواء هو عضو في منتدى هيئة الأركان العامة بالرغم من أنه برتبة عميد فقط ولكن لا تخطئوا، ثقة الجمهور ليست مسألة إعلامية، هي إنعكاس القول المعروف لبن غوريون :"فلتتعلم كل أم عبرية أن تترك مصير أبناءها بأيدي القادة الجديرون لذلك".
عندما تكون هناك ثقة بالجيش الإسرائيلي، فإن الجمهور مستعدٌ لتقبل عدد الجرحى والقتلى أثناء الحرب، وهو مستعدٌ ٌلإرسال الأبناء إلى خدمةٍ عسكرية وأن يتطوع في صفوف قوات الاحتياط، وسيغضب الجمهور على موظفي وزارة المالية عندما يحاولون المس بميزانية الجيش، وسيعفي عن الأخطاء العسكرية والشخصية التي تحدث في الجيش، وثقة الجمهور بالجيش هي عملياً ثقة بقادة أكبرِ جهاز في الدولة. في السنة الماضية التي سجل فيها إنخفاض دراماتيكي في ثقة الجمهور بالجيش الإسرائيلي من 90% إلى 81% في نسبة هي الأدنى منذ عام 2008 بعد الأزمة الكبيرة في حرب لبنان الثانية تلقى رئيس الأركان أفيف كوخافي أكثر من تلميح على أنه ليس منشغلاً كفاية بالعلاقة بين الجيش والمجتمع، وبأنه أخطأ في التعامل مع قضايا خطرة ألحقت ضرراً هائلاً بصورة الجيش الإسرائيلي وبفقدان ثقة الجمهور به، في المقابل اختار رئيس الأركان ألا ينصت للضباط برتبة لواء ولا لجهات من خارج الجيش، وأصر على ترقية ضباط زيفوا وأخفقوا في قضية إصابة غير ضرورية للجندي "عيلي حيوت" من وحدة مجيلان النخبوية، وقضية وادي الحلزون، التي قُتل فيها الجندي "أفيتار يوسفي".
في إحدى اللقاءات معه بعد أسبوع من نشر المقابلة مع "عيلي حيوت" في "يديعوت أحرونوت" عرضت أمام كوخافي رسالة من إحدى المعلمات في المدرسة التي تعلم فيها حيوت بالجليل.
ورد فيها أن قسماً من المعلمين فقد بقدرٍ كبيرٍ الحافز على تربية تلاميذهم على الخدمة العسكرية في وحدات قتالية والمخاطرة بحياتهم، وقالت المعلمة أنها شخصياً توقفت بالكامل عن 'الوعظ' بشأن أهمية التجنيد في الوحدات القتالية.
هذه الأمور كان يجب آنذاك أن تهزّ كوخافي كما أثارته هو وآخرين في الأيام الأخيرة، ولكن ماذا كان ردهم؟ ترقية قائد وحدة مغلان إلى رتبة عميد وقائد لواء، "رغم تحقيق الشرطة العسكرية ضده وبالرغممن أنه تولى سابقاً فقط وظيفتين بمنصب مقدم، وهذا فقط مثالٌ واحدٌ من بين فضائح أخرى نفذها الجيش الإسرائيلي وأدت إلى تراجع الثقة به، بينها تزوير معطيات الحريديين في الجيش والأضرار التي ألحقتها الأمطار بقاعدة "حتسور" العسكرية من جراء الإهمال، والخداع بشأن تجنيد النساء لسلاح المدرعات، "وبعد ذلك ستدركون أن كورونا، الذي تسبب بتراجع الثقة بمجمل المؤسسات، هو ذريعةٌ وحسب بفقدان الثقة بالجيش الإسرائيلي.
حتى في السنوات التي تراجعت فيه ثقة الجمهور بمؤسسات أخرى بحسب المعهد الإسرائيلي للديمقراطية فإن الثقة بالجيش زادت.
الحضيض الذي وصلت إليه ثقة الجمهور يجب أن يهز هيئة الأركان العامة ووزارة الأمن ومكتب رئيس الحكومة. الثقة بالجيش الإسرائيلي هي خط الدفاع الأخير، ويحظر اختراقه.