"معاريف": تخوّف من انتفاضة ثالثة ومواجهة شاملة مع الفلسطينيين
صحيفة معاريف الإسرائيلية تنشر تقريراً تتحدث فيه عن الخوف الإسرائيلي من التداعيات الأمنية المحتملة لضمّ "إسرائيل" أجزاءً من الضفة، وتحذّر من انتفاضة ثالثة للفلسطينيين.
لم تقدّم المؤسسة الأمنية بعد تقديراً منتظماً ورأياً مهنياً دقيقاً فيما خص التداعيات الأمنية المحتملة لضمّ "إسرائيل" أجزاءً من يهودا والسامرة [الضفة، لكن "معاريف" علمت أن غالبية الأذرع الأمنية ستحدد إن هناك احتمال مرتفع لعنف في أعقاب خطوة أحادية الجانب كهذه.
"الشاباك" سيقود على ما يبدو التقدير المتفاقم. في المداولات التي أُجريت مؤخراً بين الشاباك والجيش الإسرائيلي، وفي مداولاتٍ أمنية داخلية، قُدّم تقدير الشاباك، وبحسبه ضم إسرائيلي أحادي الجانب لمناطق في يهودا والسامرة (الضفة) سيثير عنفاً، على ما يبدو سيبدأ في القطاع الجنوبي. بحسب نفس التقدير، العنف قد ينزلق أيضاً إلى يهودا والسامرة (الضفة)، وفي أسوأ الأحوال سيتحول إلى جولة عنفٍ شاملة بين إسرائيل والفلسطينيين، ربما إلى حد انتفاضة ثالثة.
من بين السيناريوهات أيضاً تفكك السلطة الفلسطينية، ولو أن الشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية متفقان في الرأي بأن أبو مازن لن يرغب في ختام حياته بهذه الطريقة. الزعيم الفلسطيني يفكّر حالياً بإرثه، وحقيقة انه سيُسجّل في التاريخ بأن الفلسطينيين انقسموا في أيامه إلى كيانين منفصلين (الضفة وغزة) ثم تفككت السلطة الفلسطينية، تثير فيه القشعريرة. وعليه، التقدير هو ان الشاباك سيُصدر تحذيراً واضحاً من جولة عنف، التي يمكن ان تخرج عن السيطرة.
ماذا سيكون تقدير الجيش الإسرائيلي؟ على ما يبدو مشابهاً. سبق وأُعدت وثائق في شعبة الاستخبارات، ويظهر فيها تقدير مشابه لتقدير الشاباك: إحلال "إسرائيل" للسيادة على أجزاء من يهودا والسامرة [الضفة] سيجر ردة فعل عنيفة من الجنوب، التي ستبدأ بما يُسمى "منظمات مارقة"، وبداهةً الجهاد الإسلامي أيضاً. حماس لن تستطيع الوقوف جانباً في الوقت الذي تحتج فيه منظمات أخرى على الضم – وستنضم إلى العنف.
السؤال الأكثر أهمية هو ما إذا كان العنف في الجبهة الجنوبية سينزلق إلى يهودا والسامرة [الضفة] أيضاً. في الشاباك يقدّرون، وباحتمالية مرتفعة، أجل. علامة الاستفهام الأكبر هي كيف سيتصرف التنظيم [فتح]،التي تضم عشرات آلاف العناصر المسلحين، القادرة على إشعال الضفة بأسرها، تقريباً بين ليلة وضحاها.
انضمام التنظيم إلى العنف في سنة 2000 وسم تحوّل الاضطرابات إلى الانتفاضة الثانية. ليس هناك سيطرة واضحة على التنظيم، وسبق أن سُجّلت في الأسابيع الأخيرة عدة احتكاكات بين التنظيم وبين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية. إذا انجر التنظيم فعلاً إلى عنف، كي لا يُبقي الصدارة لحماس، قد نجد أنفسنا في انتفاضة ثالثة. بحسب التقدير، هذا سيكون السطر الأخير لـ [تقدير] الشاباك، وكذلك [تقدير] الجيش الإسرائيلي.
من المفترض أن يجلس قادة الأذرع [الأمنية] أمام المستوى السياسي، المجلس الوزاري المصغر، والمجلس الوزاري المقلص أو منتدى المطبخ الصغير الذي يضم نتنياهو وياريف ليفين وغانتس وأشكينازي، واستعراض صورة كاملة للوضع وسيناريوهاته في أعقاب ضم.
علامات الاستفهام البارزة، بالإضافة إلى انزلاقٍ محتمل للعنف إلى يهودا والسامرة [الضفة] وانضمام التنظيم، ترتبط بالأردن ودول الخليج. ما الذي سيكون عليه الوضع في الشارع الأردني حيال اضطرابات محتملة في المناطق [الفلسطينية المحتلة]؟ هل أن الغالبية الفلسطينية في الأردن ستُجبر الملك على قطع العلاقات مع "إسرائيل"؟ هل ستنزلق الاضطرابات إلى الأردن أيضاً؟ ما الذي ستكون عليه السياسة العملية لدول الخليج، سيما تلك التي تقيم علاقات سرية وثيقة مع "إسرائيل"؟ هل ان التصريحات المتشددة من هذ الدول، سيما الإمارات، هي لغايات إعلانية فقط أم أن الأمر يتعلق بسياسة حقيقية وجوهرية ستسبب ضرراً استراتيجياً لـ "إسرائيل" أمام خطوة ضم؟
هذه الأسئلة لا تزال مفتوحة وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لا تزال تفكّر ملياً وتحاول بلورة سياسة منتظمة.
جزء من الأجوبة سيقدّمه الموساد، برئاسة يوسي كوهِن. سؤال ما إذا كان محمد بن زايد، حاكم الإمارات الكل في الكل، سيتخذ بالفعل خطوات ضد "إسرائيل" وسيؤثر أيضاً على "تلميذه" محمد بن سلمان السعودي – سيُوجّه إلى كوهِن، المكلّف بالعلاقات السرية مع الخليج. جواب كوهِن في هذا الشأن، سويةً مع تقديرات أمان، سيكونون في صلب المداولات حول "مع" و"ضد" خطوة ضم "إسرائيل" لأراضٍ في يهودا والسامرة.
لا زال من غير الواضح متى ستُعقد جلسة أمنية واسعة بين المستوى العسكري وبين الجيش في موضوع الضم.
الأجهزة المختلفة تكتفي في هذه الغضون بمداولات داخلية. الجيش والشاباك يتعاونان وعقدا عدة جلسات مشتركة، وفي الأسبوع القادم سيشاركان في مناورة حرب مشتركة. ولا زال لا أحد يمكنه القول متى ستُجرى المناورة الحقيقية – أي الضم الذي وعد به نتنياهو ناخبيه، ووعده ترامب لنتنياهو. المصادقة المأمولة يُفترض أن تأتي من البيت الأبيض، حيث ستُعقد في هذا الأسبوع [القادم] جلسة حاسمة حول القضية (بحسب باراك رافيد في القناة 13).