المستهلكون الغربيون يموّلون التطرف بشراء مسحوق التلك من أفغانستان

مسحوق "التلك" المستخدم في كثير من المنتجات في أوروبا والولايات المتحدة يتم إنتاجه في أفغانستان من قبل تنظيمي داعش والطالبان

مصنع لمعالجة التلك بالقرب من ننجرهار في أفغانستان

كتب مراسل صحيفة الغارديان بيتر بيومنت تقريراً بعنوان "المستهلكون الغربيون يمولون التطرف بشراء مسحوق التلك" (Talcum).

وقال بيومنت إن تنظيم "داعش" وحركة طالبان الأفغانية يخوضان معركة للسيطرة على المناجم في أفغانستان، التي تزود الكثير من التلك المستخدم من قبل المستهلكين الأوروبيين والأميركيين.

فالمعادن، المستخدمة في كل شيء من مسحوق بودرة الأطفال ومستحضرات التجميل إلى الطلاء وقطع غيار السيارات، تقع مناجمها في جزء من مناطق في شرق أفغانستان حيث تتنافس حركة طالبان و"داعش" على السيطرة عليها.

فالصراع من أجل السيطرة على استخراج "التلك" وغيره من المعادن، مثل الكروميت، قد كشف عنه في تقرير لمنظمة "غلوبال ويتنس" Global Witness. فقد أمضت حملتها أشهراً تحقق في كيف أن هذه التجارة تعني أن المستهلكين الغربيين يدعمون فعلياً المتمردين في البلاد.

وقال نيك دونوفان، مدير حملة "غلوبال ويتنس" إنه في حين يفتقر التلك إلى الصورة الخيالية للماس المجبول بالدم، كما ظهر في أفلام هوليوود وأغاني الراب العالمية، لكنه كان مع ذلك "معدناً مجبولاً بالدم". وأضاف دونوفان: "يبين هذا التقرير الطريقة الخبيثة التي يتورط فيها المتمردون في البحث عن التلك وخطر الجماعات كداعش الذي أصبح أكثر تورطاً" في التقيب عنه.

وأضاف المراسل أنه على الرغم من أن تورط طالبان في التنقيب عن التلك هو راسخ الآن، فإن الخطوة التي اتخذها الفرع الأفغاني من "داعش" للتنقيب عن هذا المعدن يبدو أنه يتبع نمطاً من محاولات التنظيم للاستيلاء على الموارد واستغلالها كوسيلة لتمويل جهوده. وقد تميز هذا الاتجاه بشكل خاص في العراق وسوريا، حيث انتقل التنظيم إلى تكرير النفط الخام.

وأوضح التقرير أن تنظيم "داعش" في أفغانستان يسيطر الآن على أكبر مناجم التلك والرخام والكروميت في شرق أفغانستان، وبخاصة حول معقلهم في منطقة أشين في اقليم ننجرهار، وأن هذه هي المنطقة التي ألقى فيها الجيش الأميركي "أم القنابل" الخارقة للتحصينات والكهوف على معقل "داعش" في أبريل  - نيسان 2017.

وقالت مصادر عدة تمت مقابلتها في التقرير إن عمليات تنقيب مهمة قد حدثت منذ سيطرة داعش على المنطقة. فقد قام التنظيم بمعارك كبيرة مع حركة طالبان على مناطق مجاورة بعضها يتضمن ودائع من المعادن أكثر ثراءً.

وقال مصدر أمني سابق للباحثين إنهم يعتقدون أن "داعش" متورط في محاولة بناء طريق إلى باكستان لتصدير المعادن من المناطق التي يسيطر عليها.

وقال دونوفان "يبدو أن داعش له مصلحة إستراتيجية رئيسية في معادن أفغانستان وهو يسيطر على بعض مناطق التنقيب الرئيسية. وبالنظر إلى سجله في استغلال الموارد الطبيعية في العراق وسوريا، ينبغي أن يكون هذا بمثابة دعوة للاستيقاظ لكل من الحكومة الأفغانية وإدارة ترامب". وأضاف أنه "يجب عليهم تعزيز موقعهم في السوق في أماكن مثل ننجرهار، ولكن بنفس الأهمية، هناك حاجة لوضع إصلاحات الشفافية والرقابة بحيث يكون للتنقيب الشرعي عن المعادن فرصة لتوفير بديل فعال".

وتظهر نتائج التحقيق الذي أجراه "غلوبال ويتنس" أن حركة طالبان تحصل على ملايين  الدولارات سنوياً من عائدات بيع معدن التلك المقدرة بـ300 مليون دولار سنوياً والتي تستخرج من جميع أنحاء أفغانستان.

وقال التقرير إن "تلك" أفغانستان الذي يصدر تقريباً كله إلى باكستان يتم تصدير معظمه إلى الولايات المتحدة الأميركية. فباكستان توفر أكثر من ثلث الواردات الأميركية من "التلك"، فيما تشكّل دول الاتحاد الأوروبي أيضاً المشترين الرئيسيين.

وقال دونوفان: "بشكل غير مقصود، يساعد المستهلكون الأميركيون والأوروبيون تمويل المجموعات المتطرفة في أفغانستان. وأضاف أن الحظر على تجارة التلك في أفغانستان، الذي فرض في أوائل عام 2015، قد تم تنفيذه بشكل ضعيف - بسبب تورط شخصيات سياسية في هذه التجارة".

 

ترجمة: هيثم مزاحم - الميادين نت