دعوات لعدوان أميركي واسع ضد أهداف سورية

بسبب قلة نتائج الهجوم الصاروخي في العام الماضي، تفكر إدارة ترامب في حملة أكبر ضد حكومة الأسد.

البارجة الأميركية موجهة الصواريخ دونالد كوك في البحر المتوسط

رأت مجلة "فورن بوليسي" الأميركية أن على الرئيس الأميركي القيام برد واسع ضد الحكومة السورية وضرب مجموعة كبيرة من الأهداف، في حال قرر الرد على الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية على دوما، وليس القيام برد محدود كالهجوم بالصواريخ على قاعدة الشعيرات السورية العام الماضي، والذي لم تردع نتائجه الرئيس السوري. والآتي ترجمة نص المقالة:

إذا قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتخاذ إجراء عسكري ضد الحكومة السورية رداً على هجوم الأسلحة الكيميائية الذي وقع يوم السبت خارج دمشق، فإنه من شبه المؤكد أنه سيضطر إلى الموافقة على عملية أوسع من الضربات المحدودة التي أمر بها منذ أكثر من عام بقليل.

يقول نيكولاس هيراس، وهو زميل في "مركز لأمن أميركي جديد": "لكي تتمكن الإدارة من إلحاق ما يكفي من الألم بحكومة بشار الأسد لإرسال الإشارة التي يريدها ترامب، فعلى الولايات المتحدة أن تضرب مجموعة أكبر من الأهداف. هذا من شأنه أن يعطل بشكل أساسي قدرات الأسد العسكرية".

نظرًا لعدم فعالية الهجمات السابقة التي وقعت لمرة واحدة ، قد يحتاج الجيش الأميبركي أيضًا إلى الانخراط في غارات جوية مستمرة والتزام علني باستهداف المنشآت الحكومية في كل مرة تستخدم فيها الأسلحة الكيميائية في المستقبل.

في العام الماضي، القصف بصواريخ توماهوك الأميركية، والذي تم تنفيذه كرد على هجوم بغاز السارين في بلدة خان شيخون، تصدر عناوين الصحف لكنه لم يفعل الكثير لكبح رغبة الحكومة السورية أو قدرتها على تنفيذ المزيد من الهجمات.

وعلى الرغم من أن مدمرات الولايات المتحدة في البحر الأبيض المتوسط قد أطلقت 59 صاروخًا على القاعدة الجوية التي تم إطلاق الهجوم منها، إلا أن الضربات فشلت في إلحاق أضرار جسيمة بمخزون الأسلحة الكيميائية للحكومة السورية أو قدراتها العسكرية. في الواقع، أقلعت الطائرات السورية من القاعدة الجوية نفسها بعد ساعات فقط من الهجوم.

ومنذ ذلك الحين، واصلت دمشق استخدام مجموعة متنوعة من الأسلحة الكيمائية في قتالها ضد قوات المعارضة في جميع أنحاء البلاد. وشنت حكومة الأسد على الأقل غارتين أخريين من غاز الكلور منذ حادثة خان شيخون، مع القليل من الرد الدولي والرد من واشنطن.

ذلك التاريخ، بالإضافة إلى مستشار ترامب للأمن القومي الجديد والمتشدد، يجعل من الأرجح حصول رد أكبر هذه المرة.

يقول أحد مساعدي أحد أعضاء الكونغرس: "سيكون من المؤذي للغاية أن نقول إن هناك ثمناً باهظاً سيدفع ثم نقوم بعمل أقل مما فعلنا في المرة الماضية".

فوفقاً لهيراس، قد تقرر واشنطن استهداف معاقل الحكومة في غرب البلاد وكذلك في شرقها.

يقول روبرت فورد، وهو سفير أميركي سابق في سوريا، وهو الآن باحث أول في معهد الشرق الأوسط وجامعة ييل: "سيكون الأمر بمثابة نوع من الموازنة. هناك أشخاص في الجيش الأميركي يريدون أن يضربوا (سوريا) بقوة".

وسواء كانت هذه العملية واسعة النطاق ستقود الولايات المتحدة إلى مواجهة مع الراعي الرئيسي للأسد، روسيا أم لا، يقول فورد "إن ذلك أقل وضوحًا، ويعتمد الجواب جزئياً على قسوة العمل العسكري الأميركي، وما إذا كانت الإدارة "مستعدة لتوجيه ضربات ضد سوريا في كل مرة تستخدم فيها حكومة الأسد كمية صغيرة من غاز الكلور".

وقال إريك باهون المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية: "إننا نسحب جميع خططنا من على الرف، ولكن في نهاية المطاف سيكون القرار للرئيس. لديه العديد من الخيارات التي يمكنه اتخاذها، وليست كلها عسكرية".

تجدر الاشارة الى أن بوارج البحرية الأميركية - وبعضها مسلح بصواريخ توماهوك - جاهزة للعمل في المنطقة حيث اختتمت البارجة الأميركية "دونالد كوك" الموجهة للصواريخ زيارة لها لميناء في قبرص فى وقت سابق اليوم.

كما يجري نواب ترامب مناقشات مع بريطانيا وفرنسا حول العمل العسكري المشترك المحتمل. كل من الحلفاء الأوروبيين هم أعضاء في التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وعرضت فرنسا المشاركة في ضربات انتقامية ضد النظام السوري في عام 2013 قبل أن يقرر الرئيس باراك أوباما تجنب العمل العسكري.

وفي فبراير – شباط الماضي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا ستشن ضربات إذا رأت دليلاً على استخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين. وقال البيت الأبيض في بيان ان ترامب وماكرون ناقشا الموقف يوم الأحد وتعهدا معاً "برد قوي مشترك".

وبينما اجتمع البيت الأبيض وكبار المسؤولين بعد ظهر يوم الإثنين لمراجعة الخيارات، قال مساعدون في الكونغرس إن العمل العسكري من المحتمل أن يكون خلال 24 ساعة. ويقول هيراس: "أفهم أن فريق ترامب يتعمق في دراسة هذا الأمر. هذه هي لحظة الخط الأحمر لدى ترامب".

 

 ترجمة: هيثم مزاحم - الميادين نت