السعودية تسعى لتحسين صورتها في العالم

صحيفة بريطانية تكشف أن السعودية تعتزم إقامة مراكز علاقات عامة في عواصم ومدن رئيسية في العالم من أجل تحسين صورتها بعد أن تشوهت بفعل الحرب في اليمن والأزمة الخليجية.

إحدى المجازر التي ارتكبها التحالف السعودي في اليمن

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن السعودية تخطط لإطلاق حملة في أوروبا وآسيا بهدف تحسين صورتها في العالم ومواجهة ما تعتبره تغطية إعلامية سلبية للمملكة.
الصحيفة استندت إلى وثيقة اطلعت عليها تقول إن وزارة الإعلام السعودية ستقيم مراكز في لندن وبرلين وموسكو في وقت مبكر من هذا الشهر وقد تتوسع الحملة لتشمل مدناً أخرى مثل بكين وطوكيو ومومباي مع بدء العام الجديد، من أجل "الترويج للوجه المتغير للمملكة وتحسين صورتها في العالم". ونقلت عن مسؤول مطلع على الخطة أنها لا تزال في مراحلها الأولى.

ولفتت "فايننشال تايمز" إلى أن السعودية عانت لسنوات عديدة من أجل تحسين صورتها في الغرب في ظل اتهامها بنشر شكل متطرف من الإسلام وانتقادها بشأن كيفية تعاملها مع المرأة وارتكابها انتهاكات لحقوق الإنسان فضلاً عن أن السياسة الخارجية القائمة على المزيد من التدخل الخارجي بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان وضعت السعودية تحت رقابة أكبر.

استطلاعات رأي سريّة في أوروبا تشير إلى أن صورة السعودية تشوهت بفعل الحرب على اليمن.


الصحيفة تطرقت إلى آخر مظاهر الفشل السعودي في هذا السياق في خضم الأزمة الخليجية. ونقلت عن محللين أن قطر ربحت الحرب الكلامية. وقال الباحث في معهد "أميركان انتربرايز" اندرو بووين للصحيفة "في الوقت الذي قادت الرياض حملة علاقات عامّة سلبية في واشنطن ولندن ضدّ قطر، تجنبت الدوحة محاولة الانزلاق إلى المستوى نفسه وحافظت على أرضية عالية من الأخلاق" مضيفاً أن "قطر كسبت حتى الآن الحرب على عقول وقلوب الغربيين إلى حدّ كبير".
ولفتت "فايننشال تايمز" إلى استطلاعات رأي سريّة وخاصة أجريت في أوروبا تظهر أن صورة السعودية قد شوّهت بفعل تسلطها على قطر وتدخلها العسكري في اليمن.  
وتابعت الصحيفة "أن محاولة تحسين صورة المملكة هي جزء من أجندة بن سلمان الطموحة الهادفة لعصرنة الاقتصاد وجذب الاستثمارات الخارجية وتقليص الاعتماد على النفط". وقالت إن المراكز التي تعتزم السعودية إنشاءها ستصدر البيانات الصحافية وتنشر المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي وتدعو ناشطين مؤثرين لزيارة السعودية.
وتريد وزارة الإعلام استخدام شركات العلاقات العامة لنشر النظرة السعودية للتطورات في العالم رداً على ما تعتبره "منشورات سلبية وغير دقيقة" عن المملكة وفق الوثيقة. كذلك ستروّج هذه المراكز للثقافة السعودية من خلال المعارض الفنية والنقاشات الدينية.