"جهاد" في أورلاندو!
هجوم أورلاندو يتصدر الصحف الغربية التي دعا بعضها إلى القضاء على داعش في معقله نظراً للخطر الذي بات يشكله على الغرب. ومسلمون يتبرعون بالدم في أحد المراكز في فلوريدا رداً على ربط الإرهاب بالإسلام.
وتابعت "سنعرف المزيد عن علاقات عمر متين مع داعش في الأيام المقبلة لكن قلما يهم الضحايا ما إذا كانت دولة الخلافة المزعومة خططت للهجوم أو كانت مجرد مصدر الهام له"، مشيرة إلى أنه بعد جريمة سان برناردينو بات معلوماً أن "بروباغندا داعش عبر الانترنت يمكنها بسهولة الوصول إلى المسلمين الذين يشعرون بالنفور من المجتمع الأميركي فيما يبدو الشباب من الجيل الثاني من المهاجرين على وجه الخصوص أكثر عرضة لنداءات الجهاد".
الصحيفة خلصت إلى أن "الحقيقة المؤلمة هي أن أي قدر من اليقظة الداخلية لن توقف كل عمل يوحي به داعش. لذلك فإن الحل الوحيد هو تدمير الدولة الإسلامية في معاقلها في الخارج" مضيفة أن "جزءاً من تركة الرئيس باراك أوباما هو أن داعش نما على نحو خطير جداً في عهده مستفيداً من الفراغ السياسي حين قرر الانسحاب من العراق وفعل القليل في سوريا". واعتبرت أن "مهمة الرئيس المقبل تكمن في إصلاح الضرر الذي تسبب به هذان الخطآن التاريخيان".
ما قام به داعش ينم عن ذكاء كبير
ورأت الصحيفة الأميركية أن هذا التمييز الضبابي بين العمليات التي يخطط لها وينفذها مقاتلو التنظيم وتلك التي يقوم بها المؤيدون له يفيد داعش، مشيرة إلى أنه قلما يجد المسؤولون رابطاً مباشراً بين هؤلاء والتنظيم.
وفي هذا الإطار نقلت عن شارلي وينتر الباحث المساعد في مبادرة جامعة جورجيا حول صراع الثقافات والعنف "أن ما قامت به الدولة الإسلامية ينم عن ذكاء كبير من خلال خلق وضع يمكن من خلاله أي شخص تنفيذ هجوم دون وجود أي رابط مباشر مع المنظمة" مشيراً إلى أنه "يمكنهم مبايعة أبو بكر البغدادي قبل وخلال العملية بما يرفع المنفذ من مجرد شاب جهادي مبتدئ إلى الاحتفاء به كأحد جنود الدولة الاسلامية ومحاربيها".
مسلمون يتبرعون بالدم للمصابين
مراسل الصحيفة تحدث عن عزمية راكشويتو امرأة ثلاثينية التي تدير موقعاً للنساء المسلمات كانت من بين مئات بل آلاف الأشخاص الذين لبوا نداءات التبرع بالدم في أعقاب الهجوم. عزمية قالت إنها أصرت على عدم الاختباء. رغم أن والدتها توسلت إليها ألا ترتدي الحجاب قبل مغادرة البيت لكنها رفضت، مضيفة "لو قمت بذلك سيربح الإرهابيون.. أنا هنا لأقول أنه لا يمكنني أن أكرس نظرة دونالد ترامب لأميركا".
بدورها عبرت تاتيانا ميرشانت عن شعورها بالخوف من حدوث ذلك لا سيما في شهر رمضان، مشيرة إلى أن "المسلمين يدعمون السلام. نحن نعلن تضامننا اليوم مع المجتمع".
بعد أوروبا.. الدور على أميركا
وقالت الصحيفة "بالرغم من الاعتداءات المتكررة فإن النخبة في البلاد ظلت لوقت طويل مقتنعة بأنها بمنأى عن ظاهرة التطرف لدى الأقليات المسلمة التي ضربت أوروبا"، مذكرة بالانتقادات غير المباشرة التي وجهها الرئيس الأميركي باراك أوباما نفسه في أعقاب اعتداءات شارلي ايبدو وباريس، لفرنسا لكونها "فشلت في دمج المسلمين".
وتابعت "لوفيغارو" "أن هذا الخطاب لا يزال يتردد في واشنطن في إطار النقاشات حول ظاهرة الجهاديين الأوروبيين الذين يتوجهون إلى سوريا" لكنها أضافت "مع اكتشاف حالات جديدة من التطرف أسبوعياً في أحياء فيرجينيا وجنوب غرب فلوريدا بدأ الأميركيون يكتشفون أن لا مناعة لديهم تجاه موجة التحول عبر الانترنت".
وقالت الصحيفة الفرنسية إنه منذ هجوم سان برناردينو وضعت الإدارة الأميركية خطة للتحرك على ثلاث مستويات. التحرك العسكري على الأرض في الشرق الأوسط والذي يهدف لإضعاف داعش. تحرك الشرطة من خلال مراقبة الشبكات لتوقيف المجندين المحتملين قبل انتقالهم إلى الفعل، وهي الخطوة التي أثارت جدلاً كونها تحول المسلمين أصحاب وجهات النظر المتطرفة إلى مشتبه بهم حتى دون أن ينتقلوا إلى مرحلة الفعل. أما التحرك الأخير فهو من خلال الانترنت بما يهدف إلى تطوير بروباغندا مضادة وفعالة لمنع المواطنين الأميركيين من الانحراف.
ونقلت "لوفيغارو" عن البرتو فرنانديز الدبلوماسي الذي كان مشرفاً على هذا الجهد في وزارة الخارجية قبل استقالته اعتراضاً على غياب الوسائل الضرورية أن "الوزارة لا تمتلك سوى ست مواقع مضادة لمنع آلاف الحسابات لداعش عبر تويتر".