من هو أبو سليمان الفرنسي .. المخطط المحتمل لهجمات باريس وبروكسل؟
عبدالإله حمش تقول عنه الولايات المتحدة إنه المخطط المحتمل لهجمات باريس وبروكسل الإرهابية فيما لا تحسم الاستخبارات الفرنسية هذا الأمر. صحيفة "لوموند" أجرت تحقيقاً عنه. فمن هو أبو سليمان الفرنسي قائد كتيبة طارق بن زياد في صفوف داعش والتي تضم 300 مقاتلاً أجنبياً.
عبدالإله حمش المعروف بـ"أبو سليمان الفرنسي" الذي يخيّم شبحه أو كنيته كما قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية على هجمات باريس وبروكسل منذ أشهر، لا يزال النقاش دائراً حول دوره العملياتي داخل المجتمع الاستخباراتي في فرنسا.
الصحيفة أفردت مساحة لهذه الشخصية من أصول مغربية والتي تقود اليوم كتيبة طارق بن زياد في داعش المؤلفة من 300 مقاتل.
وبالرغم من ورود اسمه كمخطط محتمل لهذه الهجمات لا تزال الاستخبارات الفرنسية حذرة في حسم هذه الفرضية. ونقلت الصحيفة عن مصدر في الاستخبارات أن الخارجية الأميركية استخدمت عبارة "محتمل" في بيانها، وبالتالي فإنه حتى هذه اللحظة لا يرد اسم حمش في ملف التحقيقات الخاص بالهجمات المذكورة.
ظهر اسم أبو سليمان الفرنسي، الشهير على نطاق واسع في داعش، غداة هجمات باريس. في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر قال أحد الناجين من مجزرة مسرح باتاكلان للمحققين إنه سمع حواراً غريباً بين اثنين من المهاجمين حيث سمع الكبير يسأل الصغير ما إذا كان سيسمي سليمان.
وبعد دراسة فرضيات عدة ظن المحققون إلى اليوم أن اللقب يعود في الواقع إلى ابراهيم الباكراوي المعروف بـ"أبو سليمان البلجيكي" الذي فجّر نفسه في مطار بروكسل في 22 آذار/ مارس 2016. إذاً فإن تحديد عبدالإله حمش بصفته الشخص الذي أعطى الأوامر لتنفيذ هجمات باريس وبروكسل لم يتأتّ من التحقيق القضائي، بل من عناصر استخباراتية تم الحصول عليها من ضفتي الأطلسي وجرى تحليلها. وبحسب صحيفة "لوموند" فإن المحققين تمكنوا من تحديد موقع حمش في هيكلية داعش حيث يعد من بين قلّة من المقاتلين الفرنسيين الذين تدرجوا سريعاً في التنظيم.
وكشف التحقيق الذي أجرته الصحيفة أن الأخير كان جندياً سابقاً في الجيش الفرنسي حيث انضم إليه في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008 وهو بعمر 19 عاماً. وتشير الصحيفة إلى أن الحادثة الوحيدة التي سجلت خلال خدمته العسكرية كانت القيادة تحت تأثير الكحول. وبعيداً منها كان عبدالإله حمش جندياً نموذجياً قاتل في أفغانستان بين 3 تموز/ يوليو 2009 و6 كانون الثاني/ يناير 2010 وحصل على ميداليتين. في 28 أيلول/ سبتمبر عام 2010 استغل إجازته بسبب وفاة والده لينشق ثم ليعلَن هارباً.
بعد ذلك حاول عبدالإله الاندماج مجدداً في الحياة المدنية. وأقام في لونيل جنوب فرنسا ثم في صالون دو بروفانس قرب مارسيليا برفقة صديقته حيث عمل حارس أمن لسوبرماركت.
حتى ذلك الوقت كان لا يزال اسم عبدالإله حمش غير معروف لأجهزة الاستخبارات بيد أن سجله الجنائي كان يتضمن حكماً بالسجن ثلاث سنوات مع سنة واحدة مع وقف التنفيذ ودفع غرامة 48 ألف يورو بتهمة نقل مخدرات بين أمستردام وباريس.
كما المقاتلين الآخرين الذين ينضمون إلى كتيبة الأجانب في داعش غيّر عبدالإله هويته ليصبح اسمه حبيب حمري. تقول والدة صديقته التي لحقت به إلى سوريا للصحيفة "إنه تأثر بما شاهده في أفغانستان، لقد رأى هناك أموراً مرعبة في الجانبين"، مشيرة إلى أن التغير بدأ في شتاء 2013 حيث بدأ ينغلق على نفسه وأطلق لحيته.
في شباط/ فبراير 2014 تواصل عبدالإله حمش مع "جهادي" فرنسي يدعى مسعود سكرسي الذي نصحه بالتوجه إلى سوريا. وهكذا غادر ليل السابع من شباط/ فبراير برفقة أربعة أشخاص من لونيل إلى نيس حيث استأجروا سيارة من نوع "بي أم دبليو" ثم عادوا وباعوها، وقاموا بشراء عدة للتخييم، وبدأوا رحلتهم إلى تركيا من خلال إيطاليا واليونان.
مع وصوله إلى سوريا خضعت المجموعة للتأهيل في معسكر تدريب في أعزاز شمال حلب على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود التركية واستغرقت الدورة ثلاثة أسابيع. وبحسب شهادات "جهاديين فرنسيين" عادوا من سوريا فإن المقاتلين من لونيل شكلوا حركة جهادية مستقلة أسموها "جيش محمد" قبل الاتحاد مع داعش.
بعيد انضمامه للتنظيم أصبح عبدالإله سريعاً أميراً لمجموعته. وفي 24 آذار/ مارس 2014 تقول "لوموند" جرى اعتراض أحد الاتصالات ما أدى إلى تتبع مساره حيث تعرض لاحقاً لإصابة في كتفه خلال مشاركته في أول معركة له كأمير للمجموعة المكونة من خمسين مقاتلاً والتي تتواجد في الرقة.
في 10 أيلول/ سبتمبر 2014 جرى اعتراض مكالمة هاتفية بين جهادي من لونيل وشقيقه الذي بقي في فرنسا حيث تم التأكد من صعود حمش في هيكلية التنظيم ليصبح أميراً لكتيبة طارق بن زياد المؤلفة من 300 مقاتل أوروبي. كما أظهرت المكالمة أن حمش شارك بنفسه في عمليات إعدام.
وبحسب معلومات "لوموند" فإن عبدالإله الذي لحقت به صديقته لاحقاً رزق بولد في سوريا في صيف 2015 وأسمياه "سليمان". الإسم الذي يؤرق أجهزة الاستخبارات الفرنسية منذ 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015.