"إسرائيل هيوم": مديرية السجون لم تتعلم أيّ درس من إخفاقات الماضي

صحيفة إسرائيل هيوم" تحمّل الشرطة الإسرائيلية ومديرية السجون مسؤولية ما أسمته بـ"إخفاق يوم الغفران"، وتؤكد أن الخلل الذي أصاب صورة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية سيحتاج وقتاً طويلاً لإصلاحه.

  • "إسرائيل هيوم": مديرية السجون لم تتعلم أيّ درس من إخفاقات الماضي

قالت صحيفة "إسرائيل هيوم"  في مقالٍ نشرته، اليوم، إن إخفاق الهروب لا تقف مسؤوليته عند برج الحراسة، وإنما هو موجود عميقاً في الثقافة السطحية للجهاز التنفيذي والاستخباري والقيادي للسجن وقيادة المنطقة، مؤكدةً أن الخلل الذي أصاب صورة الشرطة ومديرية السجون الإسرائيليتين سيستغرق وقتاً طويلاً لإصلاحه. 

شيء غير جيد يجري في الأشهر الأخيرة في اثنتين من المنظمات الثلاث الخاضعة لوزارة الأمن الداخلي. مسؤولون في الشرطة، والآن في مديرية السجون، يلمع نجمهم في سلسلة اختلالات خطيرة لم تعرفها الدولة منذ زمنٍ بعيد. 

الشرطة، بسبب الفشل الاستخباري في عدم توقّعها الاضطرابات في المدن المختلطة، ودورها في كارثة ميرون؛ ومديرية السجون بسبب انهيار الجهاز الاستخباري في سجن جلبوع. هذه الإخفاقات والتقصيرات واقعة تحت انتقادٍ جماهيري شديد. أحد المزاعم التي تُسمع مؤخراً في أحاديث مغلقة في هاتين المنظمتين هي أن الاختلالات مرتبطة برئيسيهما. على ضوء حقيقة التأخير في تعيين كبار المسؤولين بسبب الأزمة السياسية في "إسرائيل" والوقت الذي استغرق لإقامة حكومة، ضباط نوعيون تسرّحوا ورُقي مكانهم ضباط غير جاهزين في مناصب مركزية، المؤكد هو أن الأضرار في الصورة والردع التي لحقت بهاتين المنظمتين سيستغرق إصلاحها وقتاً طويلًا. 

في اليوم الذي تولّت فيه منصبها قبل 8 أشهر، قالت مفوضة مديرية السجون كاتي بيري: "في التعامل مع السجناء (الأسرى) الأمنيين مطلوب سياسة حازمة ورؤية استراتيجية واسعة، انطلاقاً من فهم موقعنا ووظيفتنا كذراعٍ تنفيذية أمنية إضافية في التعامل مع تهديدات العمليات التخريبية والإرهاب، السجّانون يقفون في الجبهة ومطلوب منهم القضاء على الخطر المنعكس من هؤلاء الذين استهدفوا مواطني إسرائيل وحاولوا تقويض نفس وجود الدولة". 

في فجر يوم الاثنين تبين أن الكلام في مكان والواقع في مكان، مديرية السجون تعاملت في الماضي مع هروب سجناء (أسرى) خطيرين. كل حالة كشفت خللاً مختلفاً، والمنطق يقول أنه تمت دراسة كل تحقيق واستخلاص نتائجه. حقيقة أن مخربين نجحوا في الفرار من سجنٍ يُفترض ان يكون بمستوى تأمينٍ مرتفع، وهذا بعد اكتشاف ثغرة في الماضي – تشير إلى أنه لم يتم تعلّم شيء. 

إخفاق الهروب أصبح حديث العيد في كل بيتٍ تقريباً. الغضب والدهشة كبيران إلى حد أن المسؤولية لا يمكن أن تنتهي عند برج الحراسة، بل إنها موجودة عميقاً في الثقافة السطحية للجهاز التنفيذي والاستخباري والقيادي للسجن وقيادة المنطقة، التي كان يُفترض بها التأكد من تطبيق كافة الإجراءات والأوامر المفترض ان تحبط عملية هروب. 

ليس لـ " إسرائيل" شرطة أخرى ولا مديرية سجون أخرى، المنظمتان صغيرتان منذ زمن قياساً بمجال مسؤوليتهما، وتعانيان من نقصٍ في القوة البشرية وفي الميزانيات. دون صلة، ومن أجل استعادتهما قدرة الردع وثقة الجمهور، يجب القيام في كلٍّ منهما بمعالجة جذرية للمعايير المرفوضة والثقافة التنظيمية المدمّرة وغياب الاحترافية الذي تكشّف للجمهور مؤخراً. 

وزير الأمن الداخلي، عومر بارليف، يُكثر من التغريد على تويتر تقريباً عن كل موضوع على جدول أعماله، تغريداته الأخيرة تناولت تعرّفه على رئيس الشاباك الجديد وتعيين امرأة في منصبٍ تنفيذي في الشرطة، بصورة شاذة، لم نسمع تغريدة عن إخفاق الهروب، فهل أن الجلوس في الحكومة مع حزبٍ يدعم إطلاق سراح المخربين من السجون هو سبب ذلك؟ . 

في مديرية السجون استعدّوا في الأسابيع الأخيرة لتمكين السجناء من الاحتفال بأعياد (شهر) تشري (العبري). لم يتوقع أحد هناك الحصول في رأس السنة "العبرية الجديدة" على "إخفاق يوم الغفران".