"يديعوت أحرونوت": بايدن لم يتصل بنتنياهو.. ما السبب؟
صحيفة "يديعوت أحرونوت" تقول إن تغريدة دانون، التي انتشرت كالنار في الهشيم في العالم، أثارت تساؤلات حول مبادرة السفير السابق إلى الأمم المتحدة. وموقع "معاريف أونلاين" يكشف سبب عدم اتصال الرئيس الأميركي بنتنياهو.
نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقالاً للكاتب الإسرائيلي "إيتامار آيخنر"، جاء فيه أن "ثلاثة أسابيع منذ دخوله البيت الأبيض ولم يتحدث الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن بعد مع رئيس حكومة "إسرائيل" في القدس، لكن تغريدة بالإنكليزية للسفير السابق في الأمم المتحدة، داني دانون، وتوجّه فيها مباشرةً إلى الرئيس وفصّلت عدد القادة الذين اتصل بهم، سببت حرجاً كبيراً في القدس.
سفير "إسرائيل" السابق في الأمم المتحدة، داني دانون، نجح أمس في إحراج رئيس حكومة "إسرائيل" بعد أن غرّد تغريدة غريبة على حسابه على تويتر، وتساءل فيها لماذا الرئيس بايدن – الذي تحدث مع سلسلة طويلة من القادة في العالم منذ دخوله البيت الأبيض – لم يتصل بعد ببنيامين نتنياهو.
بل حتى أن دانون أضاف رقم هاتف مكتب رئيس الحكومة، إلى جانب صورة نتنياهو وبايدن في لقاءٍ لهما في الماضي في القدس.
تغريدة دانون، التي انتشرت كالنار في الهشيم في العالم، أثارت تساؤلات حول مبادرة السفير السابق إلى الأمم المتحدة، المعروف بأنه خصم سياسي مرير لنتنياهو. حقيقة أن دانون قدّم نفسه على "تويتر" على أنه سفير "إسرائيل" السابق إلى الأمم المتحدة، تسببت بالتعامل مع التغريدة كأنها مبادرة رسمية من "إسرائيل".
مذيع قناة CNN، جاك تابر، ذكر أن دانون هو سفير "إسرائيل" السابق إلى الأمم المتحدة، لكن الممثل والكوميدي اليهودي سيث روغان، الذي لديه أكثر من 9 ملايين متابع على تويتر، غرّد تعليقاً على تغريدة دانون قائلًا: "التغريدة الأكثر يهودية أبداً. "ولا مرة أنت تتصل!".
مكتب رئيس الحكومة لم يتطرّق أمس بأي طريقة إلى تغريدة دانون، لكن في محيط نتنياهو يزعمون أن دانون أراد تنفيذ "هجومٍ دبلوماسي" لإحراج نتنياهو، على ما يبدو على خلفية شعوره بأن نتنياهو يحاول إبعاده عن قيادة الليكود.
في المقابل، مقرّبو دانون يقولون إنه صحيح أنه هو من بادر إلى التغريدة، لكنهم يزعمون أن السفير السابق أراد بذلك مساعدة نتنياهو تحديداً، وتعويم علاقة بايدن بنتنياهو.
في الوقائع، ثلاثة أسابيع انقضت منذ دخول بايدن إلى البيت الأبيض، وإلى الآن لم يتصل بنتنياهو. مقارنةً بالرئيسين السابقين، هذا بالفعل غير مألوف: أوباما اتصل بنتنياهو بعد أربعة أيام، وترامب بعد ثلاثة أيامٍ فقط. التبرير الرسمي في البيت الأبيض هو أن بايدن اتصل بقادة وفق الترتيب الإقليمي وببساطة لم يصل إلى الشرق الأوسط بعد.
في "إسرائيل" يوجد خلاف ما إذا كان بايدن يُحرج أم ينشّف دم نتنياهو عن قصد، أو أنه ينبغي ببساطة الاعتياد على أن بايدن ليس ترامب ويمكن نسيان القرب الحميم بين الزعيمين. لقد تم انتخاب إدارة تعهداتها للجمهور كانت في مجال مكافحة الكورونا، وإصلاح أضرار الاقتصاد والأعمال، ومكافحة التغير المناخي والتنافس مع الصين.
مع كل الاحترام للمقيمين في "إسرائيل"، الشرق الأوسط ليس الأول في جدول أعمالها. مصادر مقربة لإدارة بايدن تزعم أن الإدارة الجديدة تترك نتنياهو يتعرّق عن قصد.
والأميركيون يعلمون أن لديه انتخابات قريبة وليسوا تواقين لمساعدته، خصوصاً على خلفية ترسّبات الماضي. كذلك التصريحات الإسرائيلية ضد العودة إلى الاتفاق النووي وكلام رئيس الأركان أفيف كوخافي لم يُساهموا فعلًا في بناء الثقة.
وبالفعل، لدى النظر في قائمة القادة العالميين الذين اتصل بهم نتنياهو، من الصعب عدم التوصل إلى خلاصة بأن أحداً ما في البيت الأبيض، ببساطة لا يعتدّ بنتنياهو.
مع هذا، مصادر في البيت الأبيض بعثت إشارات وتلميحات إلى القدس انه عندما سيبدأ بايدن بمكالمات مع قادة الشرق الأوسط، سيمنح نتنياهو شرف أن يكون الزعيم الأول [الذي سيتصل به]. كذلك دان شابيرو، السفير الأميركي السابق في "إسرائيل"، المرشح الآن لمنصب رفيع المستوى في إدارة بايدن، وربما يعود إلى منصب السفير في "إسرائيل"، تطرّق أمس إلى الموضوع، موضحاً "عدم اتصال بايدن بنتنياهو لا يعني أن "إسرائيل" غير مهمة. أفترض أن المكالمة ستأتي في الأسبوع القريب. ما من سبب للقلق من هذا".
"معاريف أونلاين": هذا هو السبب في عدم اتصال الرئيس الأميركي بنتنياهو
وفي السياق ذاته، نشر موقع "معاريف أونلاين" مقالاً يتحدث عن أن السفير الأميركي السابق لدى "إسرائيل"، دان شابيرو، تحدث أمس في مؤتمر عبر الانترنت لجمعية "أصدقاء معهد فايتسمان للعلوم" في رحوفوت.
شابيرو، الذي كان سفيراً أيام إدارة أوباما ونائبه بايدن، ألقى ضوءاً على الأمور المهمة برأيه للسياسة الخارجية للإدارة الحالية، وكذلك حاول أن يشرح لماذا لم يتصل بايدن بعد برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
حسب قوله، بايدن دخل في الفترة الأكثر ضغطاً وتوتراً، فيما عدد ذروة من المواضيع العاجلة والمتأججة على جدول الأعمال. في المقام الأول جائحة الكورونا في الولايات المتحدة، والانقسام الكبير في الأمة الأميركية، إلى جانب مكافحة العنصرية التي ضربتها قبل عدة أشهر، والصراع مع روسيا والصين على المستوى الدولي.
وقال شابيرو: "هناك لائحة طويلة من الأولويات التي سيكون عليه التعامل معها. هذا سياق مهم لفهم ما الذي يجري عندما ينتظر بايدن، ربما، ثلاثة أسابيع إلى أن يتصل بنتنياهو. هذا لا يعني أن العلاقات غير مهمة.
في أيامه الأولى يعمل أولاً على ترتيب العلاقات مع الحلفاء الذين سيواجهون معه روسيا والصين، و"إسرائيل" ليس لديها دورٌ في هذا.
هذا لا يعني أن "إسرائيل" غير مهمة. أفترض أن المكالمة مع "إسرائيل" ستكون في المرتبة العاشرة عالمياً، ستكون في الأسبوع القريب. لا سبب للقلق من هذا".
وأوضح شابيرو أن بايدن كان على الدوام داعماً متحمّساً لـ"إسرائيل"، منذ أن كان سيناتوراً، وأكّد بأن التعاون الأمني بين "إسرائيل" والولايات المتحدة من غير المتوقع أن يتغير نسبةً لما جرى في عهد ترامب، وقال إن بايدن ينوي الحرص على استمرار المساعدات، بما في ذلك الاستخبارات والمناورات المشتركة والتطوير التكنولوجي وغير ذلك. كما شدد على أنه يقدّر أن الولايات المتحدة ستدافع عن "إسرائيل" في المحكمة الجنائية الدولية.
موضوع آخر ينوي بايدن أن يلتزم فيه بسياسة مشابهة لسياسة الرئيس السابق ترامب، حسب قول شابيرو، هو اتفاقات التطبيع في الشرق الأوسط. السفير السابق قال إنه يؤمن أن بايدن سيعمل على استمرار المنحى، مع التشديد على السعودية وعُمان.
في هذا السياق ذكر شابيرو أيضاً التزام بايدن بعملية السلام مع الفلسطينيين وحل الدولتين. إلى جانب هذا قال أن بايدن غير متفائل بتقدّم في هذا الشأن في السنوات القريبة، ولذلك يعتقد أنه لن يعيّن مبعوثاً خاصاً في هذا المجال.
في المقابل، من المتوقع أن يفعّل بايدن الصداقات الجديدة لـ"إسرائيل" في الشرق الأوسط، الإمارات مثلاً، من أجل محاولة ممارسة ضغط على "إسرائيل" للتقدّم في عملية السلام.
المتغيّر الأهم بالنسبة لبايدن قياساً بفترة ترامب، حسب قول شابيرو، هو تهديد النووي الإيراني. شابيرو أوضح أن الوضع في الأيام الأولى لترامب مختلف جوهرياً عن الوضع اليوم، وإيران اليوم أقرب بكثير إلى قنبلة نووية، فيما في المقابل الولايات المتحدة تحظى على الأقل بدعمٍ في هذا الشأن على المستوى الدولي.
وأوضح أنه صحيح أن بايدن مهتم بالعودة إلى الاتفاق النووي، بهدف تحسينه في المستقبل، لكن لديه صبر ويبدو انه غير معني في هذه المرحلة برفع الضغط عن إيران.