"المونيتور": نتنياهو ينظم حملة للحفاظ على المسار الأميركي بشأن إيران
"المونيتور" يقول إن نتنياهو يقود ائتلافاً سياسياً واسعأً من عواصم الشرق الأوسط لتقديم موقف حاسم إلى الإدارة الأميركية الجديدة بأنه لا عودة إلى الاتفاق النووي مع إيران عام 2015.
ذكر موقع "المونيتور" الأميركي أن "إسرائيل" تأمل أن تجري الإدارة الأمريكية الجديدة حواراً استراتيجياً وثيقاً مع حلفاء "إسرائيل" في المنطقة قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن الملف النووي الإيراني. وفيما يلي نص المقال المترجم:
قبل تولي جو بايدن منصب الرئيس الـ46 للولايات المتحدة، يستعد ائتلاف سياسي واسع ومتماسك إلى حد ما من عواصم الشرق الأوسط، لتقديم موقف واضح وحازم إلى الإدارة الجديدة في واشنطن: لا عودة إلى الاتفاق النووي الأصلي لعام 2015 بين القوى العالمية وإيران؛ يجب ألا تكافأ إيران على أفعالها؛ تغيرت الظروف كما تغير الوضع على الأرض؛ يجب على الولايات المتحدة الاستفادة من إنجازات العقوبات على إيران.
من المرجح أن يكون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الزعيم غير الرسمي لهذه الجبهة الشرق أوسطية، والذي يعرض موقفها في واشنطن. إنه ينسق المواقف مع حلفاء "إسرائيل" في الخليج (على الرغم من أنه واجه صعوبات في الآونة الأخيرة مع المملكة العربية السعودية، بسبب تسريب لقائه في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان)، وكذلك مع أولئك في عمان والقاهرة.
مسؤول سياسي بارز في القدس قال لموقع "المونيتور"، شريطة عدم الكشف عن هويته: "إن بعض الدول في الشرق الأوسط أكثر توتراً من "إسرائيل" بشأن التغييرات في البيت الأبيض. إنهم منزعجون من الأشخاص الذين أحاط بهم (الرئيس المنتخب جو) بايدن نفسه، من حقيقة أن أعضاء فريق (الرئيس السابق باراك) أوباما، الذين شاركوا في مفاوضات مع إيران بشأن الاتفاق النووي، قد تم تعيينهم في مناصب عليا في إدارة بايدن، ومن خلال ما يعتبرونه تركيزاً مبالغاً فيه على حقوق الإنسان والدمقرطة".
وكان المسؤول يشير إلى تعيين أنطوني بلينكين مستشاراً للأمن القومي ووليام بيرنز مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية والمفاوضة السابقة بشأن صفقة إيران ويندي شيرمان نائبة لوزير الخارجية. نتنياهو كلف رئيس الموساد يوسي كوهين بمحاولة حشد هذه المجموعة العصبية من أجل التوضيح لواشنطن أن المنطقة قد مرت بتغيير. احتمالات نجاحه غير مؤكدة.
كما أنه ليس هناك يقين من أن نتنياهو يمكن أن يجتمع مع بايدن قبل انتخابات 23 آذار/مارس في "إسرائيل". قبل ذلك، من غير المرجح أن يدعوه بايدن خوفاً من أن يُنظر إليه على أنه يتدخل في السياسة الإسرائيلية الداخلية ومنح نتنياهو الميزة التي يسعى إليها في محاولته الرابعة لإعادة انتخابه في أقل من عامين.
في اجتماعهم الأول، أينما يتم عقده، سيقدم نتنياهو للرئيس الجديد معلومات استخبارية جديدة مدعومة بمعلومات قديمة جلبتها "إسرائيل" إلى القدس في عام 2018 إلى جانب الأرشيف النووي الإيراني: دليل قاطع على كذب إيران عندما نفت باستمرار وجود برنامجها النووي العسكري. مسؤول أمني إسرائيلي كبير سابق قال لـ"المونيتور"، شريطة عدم الكشف عن هويته: "هذه المعلومات، أيضاً، يجب أن تجعل الأميركيين يدركون أخطاءهم الماضية وأهمية الوقوف بثبات الآن في وجه نظام آيات الله".
التحالف الذي يقوم نتنياهو بتشكيله كان مدعوماً بقرار البنتاغون الأخير الذي أفلت إلى حد كبير من اهتمام وسائل الإعلام: نقل "إسرائيل" من مسؤولية القيادة الأوروبية الأميركية (يوكوم) إلى القيادة المركزية (سنتكوم). كانت "إسرائيل" تحت إشراف قيادة الاتحاد الأوروبي لعقود من الزمان على الرغم من وقوعها ضمن منطقة القيادة المركزية، التي تغطي مسؤوليتها الشرق الأوسط والخليج الفارسي وأجزاء من آسيا. الآن، على ضوء علاقات "إسرائيل" الطبيعية الجديدة مع العديد من الدول السنية في المنطقة، تمت استعادة النظام الجغرافي.
هذه الخطوة ليست رمزية فقط. مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى قال لـ"المونيتور"، شريطة عدم الكشف عن هويته: "لقد تغير الهيكل الإقليمي. القيادة المركزية الأميركية تقوم بتنسيق المواقف مع دول المنطقة التي تضم الآن "إسرائيل" وحلفائها. هذا له آثار على مستوى التعاون وتبادل المعلومات الاستخبارية والألفة. فيما يتعلق بمحاربة إيران، من الآن فصاعداً سوف يسمع الأميركيون الجوقة بأكملها على مسرحٍ واحد".
في غضون ذلك، تشجعت "إسرائيل" ودول الخليج بكلامٍ صدر من الإدارة القادمة. وقال المصدر الدبلوماسي الإسرائيلي: "كانت هناك بعض التصريحات المشجعة. يشير الأميركيون إلى فهمهم أن عام 2021 ليس عام 2015، وهم يشيرون إلى أنهم لن يكونوا ساذجين وأنهم يفهمون مدى المخاطر وتقلب الوضع في المنطقة".
وفقاً للتقديرات الحالية لمحللين إسرائيليين، على عكس إدارة أوباما، إدارة بايدن ستجري حواراً استراتيجياً وثيقاً مع "إسرائيل" وحلفاء "إسرائيل" في المنطقة قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن القضية النووية الإيرانية. مصدر دبلوماسي إسرائيلي كبير آخر قال لـ"المونيتور" طالباً عدم الكشف عن هويته: "لدينا سبب وجيه للاعتقاد بأن هذا سيكون الحال. نسمعها في ملاحظات من قبل شركاء بايدن ودائرته المقربة. لا نعتقد أننا سنستيقظ ذات صباح لنكتشف أن مفاوضات سرية جارية بين الولايات المتحدة وإيران، كما حصل في أيام أوباما".
المشكلة الرئيسية، كما أوضح المصدر الدبلوماسي الثاني، هي رغبة إدارة بايدن المفهومة في النأي بنفسها قدر الإمكان عن سياسات وإرث الرئيس دونالد ترامب. وقال: "نأمل في أن يستثنوا القضية الإيرانية. سنفعل كل ما في وسعنا لجذب انتباههم إلى جميع المعلومات الضرورية والإثبات للأميركيين أنه يجب عليهم الاستفادة من إنجازات العقوبات من أجل حمل إيران على قبول التحسينات المهمة على الاتفاق النووي".
يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن إدارة بايدن ستدرس خيارين: خيار معتدل يلتزم فيه الإيرانيون بالعودة إلى الاتفاقية الأصلية والتخلي عن الأصول التي حصلوا عليها منذ انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة مقابل رفع كبير للعقوبات. تعتبر القدس مثل هذا السيناريو بمثابة ضربة استراتيجية قاسية. يأمل نتنياهو أن يختار بايدن مقاربة ثانية أكثر صرامة - رفع العقوبات ببطء تدريجي وحذر في مقابل عودة إيران إلى اتفاقية معدلة تتضمن موعداً نهائياً مدته 25 عاماً بدلاً من 15 عاماً وسد الثغرات في برنامجها للصواريخ الباليستية وسلوكها في المنطقة.
وأضاف المصدر الدبلوماسي الثاني: "نحن نسمع تصريحات مشجعة من أوروبا أيضاً. الأوروبيون يدركون أيضاً أن العودة ببساطة إلى الاتفاقية الأصلية غير ممكنة وأن هناك حاجة حقيقية لإجراء تحسينات".