السفير الصيني في واشنطن: لوم الصين على تفشي وباء كورونا سيزيد الأمر سوءاً
حان الوقت لإنهاء لعبة اللوم. لقد حان الوقت للتركيز على المرض وإعادة بناء الثقة بين بلدينا.
كتب السفير الصيني لدى الولايات المتحدة الأميركية كوي تيانكاي مقالة في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية دعا فيها إلى إنهاء لعبة اللوم والتركيز على مكافحة وباء كورونا وإعادة بناء الثقة بين الصين والولايات المتحدة وإعادة تشغيل الاقتصاد العالمي.
وقال تيانكاي إنه "منذ كانون الثاني / يناير، خاضت الصين معركة صعبة ضد فيروس كورونا الجديد وأحرزت تقدماً ملحوظاً في مواجهته. وفي هذه المعركة غير المسبوقة، لم تدخر الصين أي موارد لإنفاقها لإنقاذ الأرواح. ومع ذلك، فإن العبء غير الضروري كان يعمل على تشتيت تركيزنا وتقويض الجهود الدولية للحد من الفيروس، وهو يتمثل في العقلية السخيفة التي تقوم على "إلقاء اللوم على الصين دائماً".
ببساطة، بالنسبة لبعض الناس، يجب أن تكون الصين مخطئة، بغض النظر عن الحقائق. فعندما اتخذت الصين خطوة حاسمة لإغلاق مدينة ووهان، رفض النقاد هذه الخطوة باعتبارها ممارسة من العصور الوسطى تنتهك حقوق الإنسان، ووصفوه بأنه أمر نموذجي للصين "الاستبدادية".
وعندما قدمت الصين تحديثات حول تفشي المرض، وصفوا الحقائق الموضوعية بأنها تضليل ودعاية. تسيطر طبيعة النظام السياسي الصيني على محتوى هجماتهم، والحزب الشيوعي هو الهدف النهائي لحملتهم.
ومع تحسن الوضع في الصين، ارتفع عدد الحالات المؤكدة والوفيات في أماكن أخرى. على الفور، تحول بعض السياسيين الأميركيين إلى إعدادهم المحدد مسبقاً أي إلقاء اللوم على الآخرين، متجاهلين أن الصين بذلت قصارى جهدها في الاستجابة لفيروس جديد. إنهم يتهمون الصين بإصرار بالتأخير والتستر، ويطالب بعضهم حتى بتصفية الحساب مع الصين.
وقد أُلقي باللوم على الصين في توفير إمدادات من الدرجة الثانية لمشاكل مراقبة الجودة. وعندما اتخذت تدابير لضمان جودة المنتجات، تعرضت الصين لانتقادات بسبب اكتنازها للإمدادات وعرقلة الصادرات. تكثر نظريات المؤامرة ، وتشير جميعها إلى "الاستراتيجيات الجيوسياسية" للصين.
وقد أشادت منظمة الصحة العالمية باستجابة الصين للوباء، الأمر الذي دفع منظري المؤامرة إلى اتهام الصين إما بشراء منظمة الصحة العالمية أو ممارسة ضغوط سياسية على الوكالة. وقد تعرضت منظمة الصحة العالمية لانتقادات بسبب الانحياز وعدم الكفاءة.
وتساءل السفير الصيني: هل الصين هي المسؤولة حقاً؟ فيما يلي بعض الحقائق:
أولاً، اتخذت الصين إجراءات صارمة وقدمت تضحيات ضخمة للسيطرة على الفيروس، الأمر الذي لم ينقذ الأرواح في البلاد فحسب، بل اشترى أيضاً وقتاً ثميناً للعالم.
ثانياً، بذلت الصين قصارى جهدها لتبادل المعلومات حول الفيروس. في 27 كانون الأول / ديسمبر 2019، أبلغ طبيب في مقاطعة هوبي عن ثلاث حالات مشبوهة. في الأيام الأربعة التالية، أجرت الحكومات المحلية والمركزية تحقيقات على الأرض. في 3 كانون الثاني / يناير – أي في غضون أسبوع - بدأت الصين في إطلاع منظمة الصحة العالمية والولايات المتحدة ودول أخرى على تفشي المرض. في 12 كانون الثاني / يناير، أصدرت الصين تسلسل الجينوم الكامل لفيروس كورونا، والذي أثبت أنه حاسم لتشخيص وعلاج المرض على مستوى العالم.
ثالثاً، شاركنا المعلومات مع الولايات المتحدة في أقصر وقت ممكن، وقد دعمنا حربها ضد المرض. وكان مركزا الدولتين لمكافحة الأمراض والوقاية منها والوكالات الحكومية على اتصال وثيق منذ 4 كانون الثاني / يناير، بعد يوم من إطلاع الصين منظمة الصحة العالمية على التفشي. وفي مكالماتهما الهاتفية، قدم الرئيس الصيني شي جين بينغ للرئيس الأميركي دونالد ترامب روايات تفصيلية عن التدابير التي اتخذتها الصين.
بحلول 29 نيسان / أبريل، قدمت الصين، وفقاً لأرقامنا الجمركية، أكثر من 4 مليارات قناع وجه للولايات المتحدة، أو ما يقرب من 14 قناعاً لكل أميركي.
ليس هناك من ينكر أنه تم الإبلاغ عن أول حالة معروفة لفيروس كوفيد 19 في ووهان. وهذا يعني فقط أن ووهان كانت أول ضحية للفيروس، لكن مطالبة الضحية بالتعويض أمر مثير للسخرية بكل بساطة.
إذا كان ذلك منطقياً، فمن الذي سيعوض عن وفيات أنفلونزا "أتش وان إن وان" H1N1 وفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز؟ من كان سيدفع ثمن الخسائر الهائلة التي سببتها الأزمة المالية لعام 2008؟
إن وراء التفكير الذهني المتمثل في "إلقاء اللوم على الصين دائماً"، هناك نوع من السياسات القذرة، التي يدعمها عدد قليل من الأشخاص الذين يغيرون الأضواء لتحقيق مكاسب سياسية. وفي تلاعبهم، يجب أن تكون الصين على خطأ.
هذا التحول في اللوم هو الذي يحتاج إلى الشفافية.
إن لوم الصين لن ينهي هذا الوباء. على العكس من ذلك، فإن هذه العقلية تخاطر في الفصل بين الصين والولايات المتحدة وتضر بجهودنا لمحاربة المرض وتنسيقنا من أجل إعادة إشعال الاقتصاد العالمي وقدرتنا على التغلب على تحديات أخرى وآفاق مستقبل أفضل. لن تظهر الولايات المتحدة كفائزة من هذا السيناريو.
وختم السفير الصيني بالقول: "لقد حان الوقت لإنهاء لعبة اللوم. لقد حان الوقت للتركيز على المرض وإعادة بناء الثقة بين بلدينا. كما دعا الرئيس أبراهام لنكولن إلى "الصفات الأخلاقية الأفضل" في خطاب تنصيبه، آمل أن ترشدنا حكمة الأجيال السابقة إلى اختيار الجانب الصحيح من التاريخ والعمل من أجل مستقبلنا المشترك معاً".
ترجمة بتصرف: هيثم مزاحم