وول ستريت جورنال": واشنطن تريد مواصلة الضغط على إيران مع تهدئة التوترات
جل التركيز الأميركي عقب اغتيال الفريق قاسم سليماني ينصب على احتواء الأضرار في العراق، وحلفاء واشنطن في المنطقة شعروا بالارتياح لرفض ترامب مطالب خروج الأميركيين من العراق.
نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين أميركيين وإقليميين قولهم إن الإدارة الأميركية تسعى حالياً للحفاظ على الضغط على إيران من دون دفع المنطقة نحو مواجهة جديدة.
وأشارت الصحيفة الى وجود وجهتي نظر داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب بين كبار المسؤولين ولا سيما الاعضاء الرئيسيون في مجلس الأمن القومي الذين يحضونه على الحزم ومواصلة فرض العقوبات الاقتصادية وانتظار معرفة ما إذا كان القادة الأوروبيون سيتحركون لإعادة فرض العقوبات على إيران من خلال الأمم المتحدة لانتهاكها الاتفاق النووي، وبين مسؤولين آخرين بمن فيهم الذين أعربوا عن مخاوفهم من قرار اغتيال الفريق قاسم سليماني، والذين يعتقدون أن المحادثات بين واشنطن وطهران عبر القنوات الخلفية ستكون وسيلة أكثر فعالية لتجنب الصراع المفتوح، لكن هؤلاء يشكلون قلة داخل إدارة ترامب.
وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الراهن يعتقد المسؤولون الأميركيون أن الإيرانيين ليست لديهم خطط فورية لمهاجمة القوات أو الدبلوماسيين الأميركيين. وفي الوقت نفسه تحض دول الخليج الولايات المتحدة على وقف تصعيد المواجهة العسكرية مع إيران في الوقت الذي تحث "إسرائيل" على استمرار الضغط العسكري الأميركي ضد إيران وحلفائها في المنطقة.
وتنقل "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن ترامب تحدث مرتين هذا الشهر عبر الهاتف مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي عرض أن يكون وسيطاً بين واشنطن وطهران على أمل تفادي نشوب صراع خطير، علماً أن البيت الأبيض لم يكشف إلا عن اتصال واحد. لكن العديد من مسؤولي إدارة ترامب يشككون في أن جهود الوساطة القطرية ستكون أكثر نجاحاً من جهود فرنسا أو اليابان أو عمان أو باكستان، والتي فشلت جميعها في تحقيق انفراجة دبلوماسية. يقول مسؤول أميركي "إن قطر تعمل على مستويات عالية من تلقاء نفسها ومن دون تفويض".
وأوضحت الصحيفة أن جل التركيز الأميركي عقب اغتيال سليماني ينصب على احتواء الأضرار في العراق، مشيرة الى أن حلفاء واشنطن في جميع أنحاء المنطقة شعروا بالارتياح لرفض ترامب مطالب خروج الأميركيين من العراق، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي إلى التخفيف من دعواته لسحب القوات الأميركية بالقول إنه سيترك للحكومة المقبلة أن تقرر ذلك، وهو ما يعد انتصاراً لواشنطن وحلفائها الذين يريدون الحد من النفوذ الإيراني.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن المدير العام السابق لوزارة الخارجية الاسرائيلية دوري قوله إن "الاعتبار الاهم هو ألا يكون العراق جزءاً من محور شيعي تقوده إيران". وأضافت أن هذا هو السبب في أن قطر وغيرها من الحلفاء العرب للولايات المتحدة يركزون جهودهم على نزع فتيل التوترات في العراق. وفي هذا السياق يقول دبلوماسي قطري "يجب ألا يتحول العراق إلى ساحة للنزاعات الإقليمية أو الدولية وبسبب الموقع الجغرافي السياسي لقطر يولي أصحاب المصالح المعنيون الكثير من الآمال على هذه الجهود للدبلوماسية القطرية".
من جهتهم يؤكد الايرانيون أن أي وساطة لا يمكنها النجاح من دون رفع الولايات المتحدة للعقوبات التي تفرضها على بلادهم، حيث قال دبلوماسي إيراني للصحيفة "قلما يهم أي قناة نستخدمها لأن العقبة الرئيسية هي في الجانب الآخر من الأطلسي".
ترجمة: الميادين نت