"هآرتس": حيفا مدينة سوداء
منذ اشتداد حدّة الجبهة الشمالية، أصبح واقع سكان حيفا والكريوت لا يطاق. واقعٌ حربي متواصل ومرعب، على أصوات صفارات الإنذار والاعتراضات وسقوط القذائف والشظايا.
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تنشر مقالاً للكاتب ياعل وولفينزون، وهو من مستوطني مدينة حيفا، يتحدّث فيه عن واقع المدينة في إثر الضربات التي يشنّها حزب الله دفاعاً عن لبنان بعد العدوان الإسرائيلي.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:
كلّ صباح نستيقظ على أصوات صفارات الإنذار. كلّ ليلة ننتزع أطفالنا من أسرّتهم ونركض إلى الملاجئ. منذ اشتداد حدّة الجبهة الشمالية، أصبح واقع سكان حيفا والكريوت لا يطاق. واقعٌ حربي متواصل ومرعب، على أصوات صفارات الإنذار والاعتراضات وسقوط القذائف والشظايا.
لقد صنّفت الحكومة وضع مدينة حيفا بـ "الأصفر"، والمقصود هو أنّه من الممكن القيام في حيفا، بنشاط تعليمي والذهاب إلى مكان العمل، طالما أنّ هناك مكاناً محمياً قريباً. لكنّ الواقع الأصفر المفروض علينا هو أسود كالفحم.
حيفا، المدينة التي عانت بالفعل من ضربات قاسية في سنة 2006، مكشوفة. رئيس البلدية يونا ياهف قال إنّ 50% فقط من المدينة محصّن. كيف يمكن أن تظل مدينة مركزية كهذه، وهي هدف واضح ورمزيّ لحزب الله، معرّضة للخطر إلى هذا الحد؟
يُطرح السؤال كلّ ليلة: ماذا سيحدث غداً؟ هل ستكون روضة الأطفال مفتوحة؟ هل سيكون هناك تعليم في المدرسة؟ هل سأصبح اليوم أكثر استنفاراً؟
التصنيف "الأصفر" لا يعترف بالصعوبات التي نواجهها. لا يوجد تعويض ولا اعتراف بالوضع الطارئ ولا مخاوف وجودية نعيشها كلّ يوم.
تحاول الحكومة منع حزب الله من تحقيق "صورة انتصار"، لكنها تفعل ذلك على حساب كسر الجبهة الداخلية. وقريباً جداً سيتمّ تسريح موظفين وموظفات، وستنهار شركات وسترحل عائلات. فهل هذا هو النصر الذي نبحث عنه؟
الفجوة بين القدرات التكنولوجية المتقدّمة لـ "إسرائيل" والفشل في الدفاع عنها تصرخ إلى السماء، فما هي قيمة التكنولوجيا المتقدّمة عندما لا تكون هناك مساحة أساسية محمية من الصواريخ؟
إنّ فخر بلدية حيفا بوضع عدد قليل من غرف الحماية المتنقّلة في جميع أنحاء المدينة هو بمثابة استهزاء بأولئك الذين يختبئون في غرف السلالم المتعفّنة.