"نيويورك تايمز": بين الحركات المناهضة لحرب فيتنام والحرب على غزة.. هل يُعيد التاريخ نفسه؟

صحيفة "نيويورك تايمز" تُقارن بين الحركة المناهضة لحرب فيتنام التي انطلقت عام 1968، والحركة المناهضة التي انطلقت حديثاً ضد الحرب على قطاع غزة، وتوضح علاقة هذه الحركات المناهضة بجيل الشباب وأروقة الجامعات في الولايات المتحدة.

  • الشرطة تُراقب المحتجين على الحرب في قطاع غزة في جامعة تكساس - 24 نيسان/أبريل 2024 (أ ف ب)
    الشرطة تقمع المحتجين على الحرب في قطاع غزة في جامعة تكساس - 24 نيسان/أبريل 2024 (أ ف ب)

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تتحدث، في مقال، عن إعادة التاريخ نفسه مرةً أخرى مع تصاعد الاحتجاجات المناهضة للحرب على قطاع غزة، بعدما حدثت احتجاجات مُماثلة لها عام 1968 في شيكاغو، حين اشتبك المتظاهرون المناهضون لحرب فيتنام مع ضباط الشرطة، مشيرةً إلى أنّ الحركة ضدها، بدأت في الغالب، في حرم الجامعات،  ومن ثم نمت.

وفي ما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:

في المؤتمر الوطني الديمقراطي عام 1968 في شيكاغو، اشتبك المتظاهرون المناهضون لحرب فيتنام مع ضباط الشرطة - الذين وصفت لجنة فيدرالية دورهم الوحشي في المواجهة لاحقاً بأنه يندرج تحت "أعمال الشغب البوليسية" - ممّا أدى إلى صرف التركيز على المؤتمر.

لقد بلغ هؤلاء المتظاهرون الشباب سن الرشد وهم يشهدون احتجاجات مستمرة وفعالة خلال حركة الحقوق المدنية والحداد الوطني بعد اغتيال الرئيس جون كينيدي، والسيناتور روبرت كينيدي، والقس الدكتور مارتن لوثر كينغ جونيور، الذي كان قد أعلن قبل عام معارضته للحرب. 

مارتن لوثر كينغ جونيور أوضح آنذاك أنّه لا يحاول "جعل فيتنام الشمالية أو جبهة التحرير الوطني نموذجاً للفضيلة"، إلاّ أنّه يُريد التأكيد على اعتقاده "بأنّ أميركا لن تستثمر أبداً الأموال اللازمة أو طاقات إعادة تأهيل فقراءها طالما أنّ مغامرات مثل فيتنام استمرت في جذب الرجال والمهارات والمال، مثل أنبوب شفط شيطاني مدمر"، مضيفاً أنّه "مضطر إلى رؤية الحرب كعدو للفقراء ومهاجمتها على هذا النحو".

لقد كان ذلك جيلاً مستعداً للاحتجاج، مع اقتناع أخلاقي كأساس لغضبه بشأن حرب فيتنام، الحرب التلفزيونية الأولى، التي تمكن الأميركيون من رؤية أهوالها، وسط تجنيد مليون أميركي في عامين خلال تلك الحقبة، فيما بدأت الحركة ضدها، في الغالب، في حرم الجامعات، ومن ثم نمت.

وبطبيعة الحال، تنتهي الفصول الدراسية ويعود الطلاب إلى منازلهم لفصل الصيف، لكن معارضتهم للحرب لم تنته مع انتهاء العام الدراسي.

ففي الأشهر التي سبقت انعقاد المؤتمر الوطني الديمقراطي عام 1968، في آب/أغسطس، خطط المنظمون لاحتجاج كبير، كان من المقرر تنظيمه بغض النظر إذ جرت الموافقة عليه أم لا، وهو ما جذب الطلاب من جميع أنحاء البلاد.

قبل المؤتمر، قال ريني ديفيس، أحد المنظمين، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنّ "رفض التصريح لن يمنع عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يأتون إلى شيكاغو من التعبير عن قناعاتهم بشأن هذه القضايا".

والآن، كل ذلك يتجلى مرة أخرى، إذ يتابع الشباب، الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على وسائل التواصل الاجتماعي، ويشعر الكثيرون بالرعب مما يرونه. وهم قد نشأوا أيضاً مع الحركات الاحتجاجية مثل "احتلوا وول ستريت"، و"حياة السود مهمة"، وحملة "باركلاند" بولاية فلوريدا، وحملة السيطرة على الأسلحة الطلابية.

وقد دعا أكثر من 1000 قس أفريقي - أميركي الرئيس بايدن إلى الضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة، فيما تشهد الولايات المتحدة انتشار الاحتجاجات المناهضة للحرب عبر حرم الجامعات.

وكما حدث في عام 1968، سينتهي الفصل الدراسي قريباً، وسيغادر هؤلاء الطلاب للصيف، مما يتيح المزيد من الوقت والطاقة لتركيز جهودهم على اللجنة الوطنية الديمقراطية في شيكاغو في آب/أغسطس المقبل.

وتخطط الجماعات المناهضة للحرب بالفعل لتنظيم احتجاجات كبيرة في المؤتمر، إذ قال حاتم أبودية، من شبكة الجالية الفلسطينية الأميركية، لصحيفة شيكاغو تريبيون مؤخراً، إنّه "سيجري تنظيم مسيرة بتصاريح أو بدونها".

هذه اللجنة الوطنية الديمقراطية هي الأهم منذ عام 1968، أيضاً في شيكاغو، عندما نظم المتظاهرون في حرب فيتنام وحركة "تحرير السود" مظاهرات حاشدة جرى قمعها بعنف.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.