"معاريف": نتنياهو متفوق في خلق الأوهام لكن الواقع مختلف كلياً

يتفوّق نتنياهو في وصف واقع غير موجود وتقديم وعود لا يمكن الوفاء بها. لكن الحقيقة هي أنّ "إسرائيل" لا تملك القوة العسكرية والسياسية للقضاء على حزب الله، ومن الأفضل قول الحقيقة بدلاً من نشر الأوهام الكاذبة.

0:00
  • "معاريف": نتنياهو متفوّق في خلق الأوهام لكنّ الواقع مختلف كلياً

صحيفة "معاريف" الإسرائيلية نشرت مقالاً كتبه البروفيسور الإسرائيلي دانييل فريدمان، تحدّث فيه عن الحرب الإسرائيلية على لبنان وغزّة، وقال إنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يبثّ الأكاذيب والأوهام بصناعة النصر.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:

نتنياهو، المسؤول الأساسي عن كارثة 7 تشرين الأول/أكتوبر، تمكّن من إعادة تأهيل مكانته بين مؤيّديه من خلال خلق وهم بانتصار مطلق متوقّع في المعركة، ووعد سكان الشمال بأنّهم سيتمكّنون من العودة إلى بيوتهم بأمان.

نتنياهو يتفوّق في وصف واقع غير موجود وإعطاء وعود لا يمكن تحقيقها. لكنّ الواقع هو أنّ "إسرائيل" لا تملك القوة العسكرية والسياسية للقضاء على حزب الله، ومن الأفضل قول الحقيقة بدلاً من نشر الأوهام الكاذبة؛ إذ إنّ الأمن في الشمال سيكون بمستوى أعلى مما كان عليه في الماضي، ولكن لن يكون هناك أمن مطلق.

وفي الجنوب أيضاً لن يكون هناك انتصار مطلق. مثل هذا الانتصار يعني استبدال سلطة حماس بسلطة تمليها "إسرائيل"، إلّا أنّ حماس تواصل حكمها المدني، وتوزّع المساعدات الإنسانية.

لقد فشلنا فشلاً ذريعاً باستبدال السلطة في قطاع غزّة، لقد ضاع عام كامل من الحرب الشاقة من دون التوصّل إلى حلٍّ لهذه المسألة، وليس واضحاً ما إذا كان بالإمكان إصلاحها اليوم.

كما قلنا، ليس هناك نصر مطلق، وحتى عندما نحقّق أمناً كهذا فهو مؤقت. هذا ليس نصراً مطلقاً ولا أمناً مطلقاً، وممنوع العودة إلى إطلاق وعود فارغة عن نصر مطلق سيُحقّق لاحقاً. وربما نشأت الظروف التي يمكن أن تمكّن من إعادة إعمار الشمال، والشيء الرئيسي هو أن نحظى بحكومة قادرة على القيام بذلك، وكذلك قول الحقيقة بدلاً من نشر الأوهام.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.