"سي أن أن": رحلة آسيوية للبابا فرانسيس.. الكنيسة الكاثوليكية تتجه إلى آسيا
لم تعد الكنيسة الكاثوليكية مؤسسة أوروبية أو غربية، إذ تشير رحلة البابا فرانسيس إلى تحوّل كبير يحدث داخل الكنيسة الكاثوليكية نحو آسيا.
شبكة "سي أن أن" الأميركية تنشر مقالاً للكاتب كريستوفر لامب، يتحدّث فيه عن رحلة البابا فرنسيس إلى أربع دول آسيوية، ويرى أنّها تشير إلى توجّه الكنيسة الكاثوليكية نحو آسيا.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:
في يوم الثلاثاء، هبط الباب فرانسيس في إندونيسيا في بداية زيارة ماراثونية لمدة 12 يوماً لأربع دول في جنوب شرق آسيا وجنوب المحيط الهادئ والتي تشمل أيضاً بابوا غينيا الجديدة وتيمور الشرقية وسنغافورة.
إنّ هذه الرحلة واحدة من أطول الرحلات الخارجية التي قام بها أيّ بابا، وتمثّل أبعد مسافة جغرافية قطعها فرانسيس منذ انتخابه عام 2013.
وستسمح الزيارة التاريخية للبابا بتسليط الضوء على الموضوعات الرئيسية لبابويّته، بما في ذلك الحوار بين الأديان وحماية البيئة، كما تؤكّد أنّ تحوّلاً كبيراً يحدث داخل الكنيسة الكاثوليكية، يتمثّل في توجّهها نحو آسيا.
لم تعد الكنيسة الكاثوليكية مؤسسة أوروبية أو غربية بل أصبحت كنيسة تتمتع فيها الكنائس في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية بصوت متزايد. وقال الأب أنطونيو سبادارو، أحد مسؤولي الفاتيكان والمستشار المقرّب للبابا، لشبكة "سي أن أن"، إنّ "آسيا كانت دائماً من بين أولويات فرانسيس".
ويعتبر الكاثوليك في آسيا أقلية، على الرغم من أنهم غالباً ما يمارسون نفوذاً أكبر من حجمهم عندما يتعلّق الأمر بإدارة المدارس والأعمال الخيرية. وغالباً ما تركّز الكنائس في آسيا، التي تشكّل أقلّية، على الحوار مع الديانات الأخرى، وهو الأمر الذي سيكون موضوعاً مركزياً للرحلة.
أثناء وجوده في إندونيسيا، الدولة ذات الأغلبية المسلمة الأكثر سكاناً في العالم، سيشارك البابا في اجتماع مع الزعماء الدينيين في مسجد الاستقلال في جاكرتا، وهو الأكبر في جنوب شرق آسيا. بعد ذلك، سيوقّع فرانسيس إعلاناً بين الأديان مع الإمام الأكبر لإندونيسيا، ومن المتوقّع أيضاً أن يزور نفقاً يربط المسجد بالكاتدرائية الكاثوليكية المجاورة والمعروفة باسم "نفق الصداقة".
قالت كريستينا خينج، عالمة اللاهوت الكاثوليكي من سنغافورة، إنّ "إندونيسيا وسنغافورة دولتان، حيث الحاجة إلى التفاوض على التعايش المتناغم مع الديانات الأخرى ومع المجتمع الأوسع، هي مصدر قلق مستمر.. ما يبرز في الحوار اليومي بين الكاثوليك وأشخاص من جميع الأديان".
وأضافت أنّ "نبض الكنائس هنا مختلف تماماً عن تلك الموجودة في أوروبا أو الولايات المتحدة، حيث سيطرت قضايا مثل الاستقطاب والعلمانية والإساءة على العناوين الرئيسية".
في خلفيّة الرحلة تكمن علاقة الفاتيكان بالصين مع دفع فرانسيس قدماً في محاولة إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية مع بكين. والكاثوليكية هي واحدة من خمس ديانات معترف بها من قبل الدولة في الصين. لكنّ الكنائس الكاثوليكية التي أقرّتها الدولة كانت، لعقود من الزمان، يديرها أساقفة معيّنون من قبل بكين، وليس الكرسي الرسولي، حتى توصّل الجانبان إلى اتفاق في عام 2018.
وعلى الرغم من أنّ اتفاقية الكرسي الرسولي والصين واجهت انتقادات، يقول الفاتيكان إنّ الصفقة تؤتي ثمارها بالفعل ويأمل في فتح مكتب دائم في الصين.