"UnHerd": لن ينتصر حلف "الناتو" في حرب طويلة في أوكرانيا

موقع "UnHerd" البريطاني تناول تطورات الحرب في أوكرانيا، مُؤكّداً أنّ حلف "الناتو" لن ينتصر في حرب أوكرانيا، وأنّ الحرب ستنتهي بخوض أوروبا حرباً بالوكالة نيابةً عن الولايات المتحدّة، في ظل تضاؤل التمويل الأميركي لكييف.

  • تزايد الأصوات الأميركية المؤيدة لتخفيض تمويل مساعدات أوكرانيا

قال موقع "UnHerd" البريطاني أنّ الحرب في أوكرانيا ستنتهي بخوض أوروبا حرباً بالوكالة نيابة عن الولايات المتحدّة، معتبراً أنّ هذا سيكون "الفعل النهائي للتبعية". 

وأشار الموقع، في ظل تزايد الأصوات الأميركية المؤيدة لتخفيض تمويل مساعدات أوكرانيا، أنّ أوروبا "ستحتاج  إلى تحمل المزيد من العبء"، وبذلك تفصل واشنطن نفسها عن الصراع، سياسياً ومالياً، "مع الاستمرار في رئاسة المنطقة بشكل غير مباشر، عبر الاتحاد الأوروبي"، وفق الموقع. 

النص منقولاً إلى اللغة العربية

مع استمرار الأحداث الكبرى للدبلوماسية الخارجية، فإن رحلة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي الأخيرة إلى واشنطن ستدخل كتب التاريخ لجميع الأسباب الخاطئة.

منذ لحظة هبوط طائرته، رُجّب به باستقبال فاتر، ولم يُمنح الاذن لإلقاء خطاب في جلسة مشتركة للكونغرس الأميركي. ولاحقًا لم يتم تمرير تمويل المساعدات لأوكرانيا الأمر الذي اعتبر نكسة كبيرة للرئيس الأميركي جو بايدن. 

لكن حتى لو حدث ذلك، فسيظل البيت الأبيض يواجه صراعاً شاقاً بشكل متزايد في حشد الدعم السياسي لاستراتيجيته للمساعدة المفتوحة لأوكرانيا.

ولا يقتصر الأمر على استمرار الرئيس السابق دونالد ترامب، بموقفه المناهض للحرب، في الارتفاع في استطلاعات الرأي، ولكن حتى العناصر الأكثر تشدداً في المؤسسة الأميركية والغربية بدأت في إعادة التفكير في موقفها من أوكرانيا. 

في الواقع يبدو أنه يوجد اعتقاد أن كييف ليس لديها القدرة على تحقيق هدفها الاستراتيجي، وهذا التحول هو إلى حد كبير نتيجة لفشل الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا.

لكن، هل هذا يعني أن الغرب يقترب أخيراً من الحاجة إلى حل دبلوماسي؟ لا، وبحسب مجلة "الإيكونوميست"، فإن "المطالبة بوقف إطلاق النار أو محادثات السلام لا طائل من ورائها". 

ومع ذلك، هذا ليس عذراً للغرب حتى لا يفكر في الجلوس على طاولة المفاوضات. فلماذا لا يوجد حل دبلوماسي في الأفق؟ جزء من المشكلة هو أن هذه الحرب لا يُنظر إليها على أنها صراع وجودي فقط من قبل أوكرانيا، ولكن أيضاً من قبل روسيا والولايات المتحدة.

كلاهما يعرف أن نتيجة هذا الصراع سيكون لها تداعيات جيوسياسية هائلة. وبالتالي، فإن الهزيمة العسكرية ليست خياراً، ولكنها ليست أيضاً تسوية يمكن تفسيرها على أنها اعتراف بالهزيمة.

كما قال السيناتور الديمقراطي، ريتشارد بلومنتال، مؤخراً، فإن واشنطن تحصل على "قيمة أموالها" في أوكرانيا: "مقابل أقل من 3% من الميزانية العسكرية لأمتنا، مكّننا أوكرانيا من إضعاف القوة العسكرية لروسيا بمقدار النصف.

وكل ذلك بدون إصابة أو خسارة امرأة أو رجل أميركي واحد. "لكن الصراع يخدم أيضاً مصالح الولايات المتحدة من خلال تعزيز الناتو، وبالتالي سيطرة واشنطن العسكرية على أوروبا"،وفق بلومنتال. 

ومع ذلك، إذا لم يكن هناك أساس واقعي للاعتقاد بأن أوكرانيا لديها القدرة على تحقيق هدفها الاستراتيجي المعلن المتمثل في استعادة جميع الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، لكن السلام، أو حتى وقف إطلاق النار، ليس خياراً، فما هي الخيارات المتبقية؟

مرة أخرى، تم تقديم الإجابة من قِبل مجلّة "ذي إيكونوميست": "كل من أوكرانيا وأنصارها الغربيين يدركون أن هذه ستكون حرب استنزاف طاحنة. وبدلاً من السعي إلى "الفوز" ثم إعادة البناء، يجب أن يكون الهدف هو ضمان أن أوكرانيا لديها القوة الباقية لشن حرب طويلة. 

يبدو الآن أن هذا هو الإجماع في دوائر المؤسسة الغربية. وهذا يعني التحوّل من عمليات ساحة المعركة التي تهدف إلى استعادة الأراضي إلى الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز دفاعات أوكرانيا،لصالح مصنعي الأسلحة الغربيين. 

ذلك بالإضافة إلى الهجمات الوقحة المتزايدة على روسيا أو الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، وخاصة شبه جزيرة القرم، والتي لها تأثير هامشي على التوازن العسكري للقوى.

وإذا استمرت الحرب، وأصبحت حرباً طويلة، يجب أن يشعر الأوروبيون بالقلق عندما تبدأ المساعدة العسكرية الأميركية في التضاؤل، حيث ستحتاج أوروبا إلى تحمل المزيد من العبء.

ولهذه الغاية، هناك حديث عن السماح لبنك الاستثمار الأوروبي بالبدء في تمويل مشروع دفاعي. لا يبدو أن حقيقة أن أوروبا (على عكس أميركا) ليس لديها ما تستفيد، لا اقتصادياً ولا أمنياً، من عسكرة العلاقات الدائمة مع جارتها المسلحة نووياً.

من ناحية أخرى، من الصعب عدم استنتاج أن "إضفاء الطابع الأوروبي" على الحرب، سيمثل فوزاً مزدوجاً للولايات المتحدة: سيسمح لها بفصل نفسها عن الصراع، سياسياً ومالياً، مع الاستمرار في رئاسة المنطقة بشكل غير مباشر، عبر الاتحاد الأوروبي.

بعبارة أخرى، سينتهي الأمر بالاتحاد الأوروبي إلى خوض حرب بالوكالة نيابة عن الولايات المتحدة، لصالح الأخيرة بالكامل تقريباً، وهو الفعل النهائي للتبعية.

نقله إلى العربية الميادين نت