"يديعوت أحرونوت": "الجيش" محبَط.. لم نتلقَّ أيّ تفسير للفشل الاستخباري في الـ7 من أكتوبر

بدأت التحقيقات في وحدة استخباراتية إسرائيلية في الأسبوع الثاني من تشرين أول/أكتوبر، لكن كثيرين من ضباط وعناصر "الجيش" أعربوا عن غضبهم بعد عدم إقالة أو استقالة ضابط واحد من الوحدة ما يشي بفشل التحقيق.

0:00
  • هجوم 7 أوكتوبر
    هجوم 7 أوكتوبر

صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تنشر تقريراً لمراسلها للشؤون العسكرية، يوآف زيتون، يتحدث فيه عن الإحباط السائد بين جنود "جيش" الاحتلال الإسرائيلي بسبب التحقيق في الإخفاقات الاستخبارية لتوقّع هجوم الـ7 من أكتوبر.

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرف:

غضب وإحباط في المؤسسة العسكرية بسبب التحقيق في إخفاقات الـ7 من أكتوبر. بدأت التحقيقات في وحدة جمع الاستخبارات الإلكترونية، "8200"، في الأسبوع الثاني من تشرين الأول/أكتوبر، لكنّ كثيرين من ضباط "الجيش" أعربوا عن غضبهم بعد عدم إقالة أو استقالة ضابط واحد من الاستخبارات العسكرية.

في الوقت نفسه، تشعر الوحدات القتالية بالإحباط من التحقيقات، وأبرزها التحقيق في معركة كيبوتس "بئيري"، والذي نُشر في الأسبوع الماضي.

تحقيق "8200" هو حالياً في مرحلة فحص سلوك الوحدة في اليوم السابق والأعوام السابقة للسابع من أكتوبر، لكنّ الغضب بين كثيرين من الضباط في الوحدة يُبعد إنجازها. ومن المفترض تقديم النسخة النهائية من التحقيق بحلول سنة على اندلاع الحرب، وتحديداً على رأس السنة العبرية المقبلة.

حقيقة عدم إقالة أو استقالة أي ضابط في وحدة الاستخبارات حتى الآن قد تُلمح إلى أنّه لم يتم العثور هناك على أي عيب أو فشل أو إخفاق في سلوك الوحدة "8200"، يبرر الاستقالة أو الرحيل لأحد من القادة. وهذا أحد الأسباب التي تجعل الضباط في قيادة المنطقة الجنوبية يراكمون غضباً كبيراً ضد شعبة الاستخبارات، بالإضافة إلى الغضب الذي تراكم في بداية الحرب، بسبب عدم توجيه الشعبة إنذاراً إلى فرقة غزة.

وقال ضابط كبير في المنطقة الجنوبية، في الأشهر الأخيرة، إنّ "مفهوم الدفاع للجيش الإسرائيلي عند الحدود يستند إلى إنذار استخباري، وإلّا فسنضطر إلى وضع عشرات الآلاف من الجنود عند الحدود مع لبنان وسوريا وغزة". وأضاف أنّ "ما حدث يوم 7 أكتوبر غير معقول، وإلى الآن لم يتلقَّ أحد أي تفسير له، ولم يُحاسب أحد". 

كثيرون من القادة والجنود في الوحدة "8200"، المسؤولة عن التنصت على المكالمات الهاتفية وجمع رموز الإشارات وفكها، واقعون في أجواء شلل منذ الـ7 من أكتوبر، بسبب الاشتباه في كبار القادة وتبادل اتهامات داخلية. ومن المفترض أن تتنصت "8200" على الفلسطينيين من أجل تحديد مؤشرات وقرائن مثيرة للشبهة، يمكن أن تؤدي إلى هجوم، فضلاً عن غزو قاتل وجماعي ومتزامن بمشاركة الآلاف من المقاتلين.

قائد "8200" نفسه لم يتقاعد بعد، على الرغم من أنّ الوحدة مسؤولة عن الفشل الاستخباري، الذي يتم التحقيق فيه وفحصه حالياً. كذلك، يجري التحقيق في دور الشاباك، الذي يعمل منذ بداية الحرب فقاعةً لا تدين بأي مساءلة للجمهور. 

الإحباط، الذي تراكم في "الجيش" في الأسابيع الأخيرة، وتعزز في الأيام الأخيرة، هو عابر للجمهور والأذرع، فخلال عطلة نهاية الأسبوع، غضبت وحدة "شلداغ" من أصابع الاتهام الموجَّهة في التحقيق إلى جنودها، الذين هرعوا في صباح يوم 7 أكتوبر كفريق استنفار أول من قاعدة الوحدة في بلماحيم إلى كيبوتس "بئيري".

زعمت مصادر مقرّبة من ضباط في وحدة الكوماندوس، التابعة لسلاح الجو، أنّ اسم "شلداغ" تم التشهير به من أجل تهدئة غضب الإسرائيليين. وبحسب قولها، تم توجيه الاتهام إلى الجنود الصغار، ومن دون اتخاذ أي استنتاج ضد كبار القادة، المسؤولين عن بناء السيناريوهات واستعداد "الجيش" لمثل هذا الموقف، والذي كان بعيداً عما حدث بالفعل.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.