"هآرتس": مصادر توليد الكهرباء في "إسرائيل" عرضة للتهديد
تمتلك "إسرائيل" مخزوناً من الفحم ووقود الديزل لحالات الطوارئ، لكن القدرة على تجديده وصيانته عرضة للتهديد، ما يلقي بظلاله على الاستعداد لحرب شاملة في الشمال.
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تنشر تقريراً تتحدث فيه عن أزمة مصادر توليد الكهرباء التي قد تواجهها "إسرائيل" في حال اندلاع حرب في الشمال مع لبنان.
أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرف:
تمتلك "إسرائيل" مخزوناً من الفحم ووقود الديزل لحالات الطوارئ، لكن القدرة على تجديده وصيانته عرضة للتهديد، ما يلقي بظلاله على الاستعداد لحرب شاملة في الشمال.
ينبع التهديد من حقيقة أنّ دولاً قد تتوقف عن تصدير الفحم إلى "إسرائيل"، فضلاً عن الخلافات الداخلية حول هوية الجهة المسؤولة عن شراء وقود الديزل.
في رسالة أرسلها مؤخراً المدير العام لشركة الكهرباء، مئير شبيغلر، إلى المدير العام لوزارة الطاقة يوسي دايان، أوضح أنّ مجلس إدارة شركة الكهرباء قرر بشكل لا لبس فيه أنّ الشركة لن تملأ مخزون الديزل في حالات الطوارئ للدولة عند الحاجة.
الحجّة الرئيسية لمجلس إدارة شركة الكهرباء هي أنّ هذا سيفرض عبئاً مالياً ثقيلاً على الشركة، وخصوصاً أنّه يتعين عليها تنفيذ مشاريع في السنوات القادمة بتكلفة 50 مليار شيكل. الادعاء هذا ليس جديداً. وقد نشأ حتى في الأيام الأولى من الحرب، لكن القضية لم تحل بعد. ومع المخاوف من اندلاع حرب شاملة في الشمال، عاد هذا الجدل إلى الظهور، لأنّ وقود الديزل لا يُستخدم لتوليد الكهرباء في الأوقات العادية.
من حيث المبدأ، كان مجلس إدارة شركة الكهرباء على حق. الشركة التي من المفترض أن تشتري وقود الديزل هي "نوغا" التي تدير نظام الكهرباء، ولكن لكي يكون ذلك ممكناً، سيتعين على الحكومة ضخ مليارات الشواكل إلى "نوغا"، وهو ما ليس على رأس أولوياتها حالياً.
بخلاف الوضع في 7 تشرين الأول/أكتوبر، تمتلك إسرائيل الآن مخزوناً من الديزل والفحم للطوارئ، ما يضعها في نقطة انطلاق جيدة لحرب شاملة، لكن القدرة على تجديد المخزون والحفاظ عليه عرضة للتهديد، بسبب صراعات داخلية، وكذلك تهديدات خارجية.
على المدى الطويل، ستحتاج الحكومة ووزارة الطاقة إلى تعزيز الحلول البديلة لشبكة كهرباء لا-مركزية، تعتمد على الإنتاج من مصادر الطاقة المتجددة من الشمس والرياح. على المدى القصير، كما يبدو في هذه المرحلة، لن يكون هناك خيار سوى الاستمرار في تخزين الفحم ووقود الديزل لحالة طوارئ، على الرغم من الثمن المرتفع الذي ينطوي عليه.
تكلفة إنتاج الطاقة من وقود الديزل أعلى 16 مرة من الإنتاج من الغاز، وإنتاج الطاقة من الفحم هو على الأقل ضعف تكلفة الإنتاج من الغاز. والثمن سيدفعه، بداهةً، الجمهور. من ناحية أخرى، وفقاً لتقديرات سلطة الكهرباء، فإنّ عدم توفير الكهرباء يعادل ثمناً مرتفعاً جداً: 130 شيكلاً لكل كيلوواط ساعة.
"أعتقد أنّ مجلس إدارة شركة الكهرباء الإسرائيلية يتصرف بمسؤولية"، يقول أورن هيلمان في ما يتعلق بالخلاف حول شراء وقود الديزل لحالات الطوارئ. كان هيلمان حتى وقت قريب نائباً للمدير العام في شركة الكهرباء.
ويضيف أنّ "شراء وقود الديزل خارج قطاع الكهرباء، ولا يرتبط مباشرة بشركة الكهرباء الإسرائيلية، والحكومة هي التي يجب أن تضع ميزانية لشراء الديزل، وليس شركة الكهرباء. لا أعرف ما تكلفة الديزل هذه المرة، لكن عام 2012، عندما كان هناك انفجار في خط الغاز المصري، طلب من شركة الكهرباء شراء وقود الديزل بنحو 15 مليار شيكل".
ويعتمد نحو 70% من إنتاج الكهرباء في "إسرائيل" على الغاز، ونحو 12.5% على الطاقة المتجددة، والباقي على الفحم. في أوقات الطوارئ، من المتوقع أن يزداد استهلاك الفحم على حساب استخدام الغاز، بسبب الخوف من استهداف منصات الغاز الطبيعي.
لا يمكن تخزين الغاز قرب محطات الطاقة، بل في خزانات الغاز تحت الأرض فحسب، والتي يكون تشغيلها معقداً ومكلفاً. من ناحية أخرى، يمكن تخزين الفحم في أكوام قرب محطات الطاقة، وهو ما يكفي للحفاظ على تشغيل المحطة لعدة أسابيع.
لكن هنا أيضاً، يتعرض الفحم لخطر متزايد. في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت الحكومة الكولومبية أنها ستفرض حظراً على الفحم على "إسرائيل". ويمثل الفحم الكولومبي نحو نصف استهلاك الفحم في "إسرائيل"، ولم يتم العثور على بديل حتى الآن. الدول الأخرى التي تعتمد عليها "إسرائيل" في واردات الفحم هي جنوب أفريقيا وروسيا، وكلاهما ليس صديقاً لها. قد يقرر البلدان، من دون سابق إنذار، وقف توريد الفحم إلى "إسرائيل". مثل هذا القرار يمكن أن يقصر بشكل كبير من طول نفَس الطاقة في "إسرائيل".
أضف أنّه لا يمكن تفريغ الفحم إلّا في المحطة في الخضيرة. في العام الماضي، انهار رصيف الفحم في محطة روتنبرغ في عسقلان. ومن أجل تشغيله، يجب نقل الفحم بالشاحنات من الخضيرة. في أوقات الحرب، من المرجح أن تجد شركة الكهرباء صعوبة في نقل الفحم بالشاحنات بين المحطتين.