"هآرتس": المستوى السياسي تجاهل تحذيرات أمنية قبل "طوفان الأقصى"
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تؤكد أنه لم تكن هناك معلومات استخبارية عن عملية متوقعة عند الجبهة الجنوبية، فيما تجاهل المستوى السياسي في كيان الاحتلال بعض التحذيرات الأمنية التي اعتبرت "ضعيفة".
كشف تقرير لمحلّل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عاموس هرئِل، أنّ المستوى السياسي في الكيان الإسرائيلي، تلقى تحذيرات من المستوى الأمني عن شكوك بشأن تحركات عند الجبهة الجنوبية، قبل ليلة من عملية "طوفان الأقصى"، إلا أنّه تم تجاهل هذه الإشارات، واعتبرت "ضعيفة".
وأكّد التقرير أنّ عملية "حماس" كانت بسبب "فشل استخباري وعدم استعداد كافٍ من الجيش الإسرائيلي".
النص منقولاً إلى اللغة العربية
الهجوم الواسع من حماس كان بسبب فشل استخباري وعدم استعداد كافٍ من الجيش الإسرائيلي في قطاع غلاف غزة. في هذا الأسبوع قالوا في المؤسسة الأمنية والعسكرية إنه لم تكن هناك معلومات استخبارية عن هجوم متوقع، وفي الفترة الأخيرة قدّروا أن حماس غير معنية بتصعيد.
مع هذا، في فحص مفصّل، يتبين أنه في الليلة التي سبقت الهجوم، تراكمت مؤشرات أو أجزاء معلومات أثارت خشية معينة.
طوال الليل أُجريت مشاورتين هاتفتين بين منطقة الجنوب في الشاباك وأمان، وشعبة العمليات والمنطقة الجنوبية، بعلم رئيس الأركان. كان هناك أيضاً، مشاورات منفصلة أُجريت في الشاباك برئاسة رئيسه رونن بار.
وفي المنطقة الجنوبية كانت هناك حالة عصبية جداً. في الشاباك، زعموا أنّ الحركة التي رُصدت داخل القطاع هي مناورة، وفي أمان انضموا إلى هذا الرأي، دون أن يوصوا برفعٍ ما لمستوى الاستنفار.
وبتوصية الشاباك وبموافقة المستوى العسكري الأعلى، لم يتم اتخاذ أي إجراء.
في الشاباك، عرّفوا المؤشرات التي لوحظت بأنها "إشارات ضعيفة"، لا يمكن أن يُستخرج منها دلالة كافية على عملية قريبة.
مع هذا، كان هناك خشية داخل الشاباك من إمكانية هجوم خطف موضعي، وعليه، أنزلوا فريق عمليات صغير إلى منطقة الجنوب.
عدا عن ذلك، لم تتخذ إجراءات، علماً أنّ فريق الشاباك، الذي وصل إلى المنطقة، خاض قتالاً في إحدى المستوطنات طوال اليوم، وأُصيب عدد من عناصره.
وعدا عن ذلك، تم الاتفاق في المشاورات على الانتظار إلى الصباح، وعندها كان قد فات الأوان.
في المؤسسة الأمنية والعسكرية فوجئوا مما بدا كتسريب منسّق من مصدر سياسي لمراسلين سياسيين، في مسألة تفاصيل الإخفاق الاستخباري الذي سبق الهجوم.
وقالت مصادر أمنية لـ "هآرتس": "لم يكن صدفةً، أنه، وبعد وقت قصير، على تصريح رئيس الأركان الذي تحمّل فيه الجيش الإسرائيلي مسؤولية الخلل الرهيب، حرص أحدٌ ما على إحاطة المراسلين، بصورة مفصّلة في مسألة الخلل الحاصل داخل الجيش والشاباك.
في الأشهر التي سبقت الحرب، حذّر كل رؤساء المؤسسة الأمنية والعسكرية، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، من إمكانية وقوع كارثة على خلفية الأزمة الداخلية الدائرة حول إصراراه على تمرير قوانين الانقلاب على النظام.
وذكروا أن رئيس الحكومة تجاهل كل الطلبات، وحتى تجاهل تحذيراً مباشراً من رئيس الأركان، حول الضرر المتوقع في كفاءة وحدات الجيش، وسلاح الجو بوجه خاص، بسبب خطوات الاحتجاج.
وجاء من مكتب رئيس الحكومة، أن نتنياهو أُبلغ عن هجوم حماس "في الساعة 06:29 فقط وليس قبل ذلك". وبحسب البيان: "توجه فوراً إلى وزارة الأمن، وأجرى تقديراً للوضع وعقد الكابينت".
هذا الكلام قيل رداً على تقرير في القناة "12"، أفاد بأنّ نتنياهو أُطلع قبل وقت قصير من بدء الهجوم، في أعقاب المشاورات الأمنية الهاتفية التي أُجريت في ليلة السبت.
وفي وقت سابق، قال الناطق باسم الجيش، دانييل هغاري، أنه تم بالفعل تلقّي معلومات أدّت إلى مشاورات أمنية في الليلة التي سبقت هجوم حماس، واعترف بأنه أُثيرت حينها مؤشرات مثيرة للشكوك، لكن لم تكن هناك معلومات استخبارية عن "هجوم بهذا الحجم".