"معاريف": نتنياهو وغالانت وهليفي سائقون مخمورون.. ويجب مصادرة رخصة إدارتهم للحرب
قيادة "إسرائيل" في حالة جنون، والذهاب إلى حرب ضد حزب الله جواً وبراً وبحراً - يقع على عاتق الثلاثة: نتنياهو وغالانت وهليفي، الذين فقدوا تماماً اتزانهم ومسؤوليتهم عما يحدث من حولهم.
صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تنشر مقالاً للواء احتياط إسحاق بريك، يتحدّث فيه عن فشل نتنياهو وغالانت وهليفي بإدارة الحرب، والمخاطرة بتدمير "إسرائيل"، مستشهداً بأربع قرارات وصفها بالحمقاء قام بها قادة "إسرائيل".
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:
الآن، عندما بدأت أبعاد الكارثة التي تنتظرنا في حرب إقليمية شاملة تتضح للجمهور، آمل أن يستيقظ السذج من سباتهم الشتوي، وبدلاً من الاستمرار في النوم قريري العين، عليهم أن ينهضوا أيضاً لاتخاذ إجراءات وإنقاذ "إسرائيل" من الدمار.
قيادة "إسرائيل" في حالة جنون، ومثل هذا القرار حاسم لمصيرها؛ الذهاب إلى حرب ضد حزب الله جواً وبراً وبحراً - يقع على عاتق الثلاثة: بيبي وغالانت وهليفي، الذين فقدوا تماماً اتزانهم ومسؤوليتهم عما يحدث من حولهم.
في الأشهر الثمانية من الحرب في غزة، اتخذ هؤلاء الثلاثة بالفعل قرارات كان من الممكن أن تشعل الشرق الأوسط بأكمله وتدمّر "إسرائيل". هؤلاء هم الأشخاص الذين يجب ألا يمنحوا سلطة تقرير مصير "إسرائيل"، إذا أردنا أن نعيش، لأنهم لن يقودونا إلى برّ الأمان.
المنطق يتطلّب حرمان بيبي وغالانت وهليفي من رخصة قيادة الحرب. هذا مشابه لإلغاء رخصة سائق مخمور قاد بالفعل عدة مرات عند الإشارة الحمراء وتسبّب في حادث مميت.
لا يسمح المجال بالتوسّع، وأدناه سأكتفي ببعض الأدلة التي تثبت القرارات الحمقاء للثلاثة:
أولاً: في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تخطّى الثلاثي الضوء الأحمر، فيما كانوا قد تخلّوا عن مستوطنات الجنوب والشمال لسنوات قبل الحرب وعدة أشهر خلال الحرب، مما تسبّب في حادث مميت، ومع ذلك لم يتم إلغاء رخصة قيادتهم.
ثانياً: أوصى غالانت وهرتسي هليفي بيبي بأن يهاجم "الجيش" حزب الله بالتزامن مع مهاجمة حماس. كانت معجزة كبيرة هنا عندما تمّ تجنّب حرب إقليمية كان من شأنها أن تدمّر "إسرائيل"، وكنت أنا من نصح بيبي بعدم القيام بذلك.
ثالثاً: قرّر الثلاثي مهاجمة القنصلية الإيرانية في سوريا، وهو الهجوم الذي جلب علينا وابلاً كثيفاً من أكثر من 300 صاروخ باليستي وطائرة من دون طيار وصواريخ كروز. كان من الممكن أن تقودنا المواجهة المباشرة مع إيران إلى حرب إقليمية، وحتى حرب عالمية. لقد غيّر قرارهم البائس سلوك إيران تجاهنا بشكل جذري، ومن الآن فصاعداً ستتدخّل إيران مباشرة في أيّ حرب إقليمية ضدنا. في هذه الحالة أيضاً، قام الثلاثة بمقامرة لا يقرّرها سوى حمقى وغير مسؤولين.
رابعاً: إنّ دخول "الجيش" إلى رفح لم يسبّب لنا سوى ضرر عالمي إضافي لعزلتنا وأصبحنا منبوذين من شدة الاشمئزاز: لقد تم إدراجنا على القائمة السوداء من قبل الأمم المتحدة، وأوامر اعتقال ضد بيبي وغالانت في الطريق. أضف إلى ذلك: خسائرنا في القتال في رفح كثيرة، من دون تحقيق إنجاز حقيقي، كما أنّ بيان "الجيش" الذي جاء فيه: "لقد أغلقنا أنبوب أوكسجين حماس عندما احتللنا محور فيلادلفيا في رفح" يذر الرمال في أعين الجمهور وكاذب كلياً.
"القباطنة"، الذين فقدوا اتزانهم، يخطّطون الآن لمهاجمة حزب الله بقوة في البر والجو والبحر. هذا الهجوم سيجرّنا إلى حرب إقليمية شاملة ستشارك فيها إيران أيضاً. سيتم إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية والطائرات المسيّرة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية كلّ يوم، وسوف تندلع الحرب في وقت واحد في ست ساحات برية. ليس لدى "الجيش" الإسرائيلي ردّ حتى على ساحة واحدة في مواجهة حماس - كلّ ذلك بسبب التقليص الكبير في القوات البرية بست فرق على مدى السنوات العشرين الماضية.
مثل هذه الحرب ستجلب الدمار لـ "إسرائيل"، لأننا لم نحضّر لها لسنوات طويلة. لا يمكننا وقف آلاف القذائف والصواريخ والطائرات المسيّرة التي ستطلق كلّ يوم على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. كذلك ليست لدينا القدرة على الدفاع عن سكان المستوطنات في جميع أنحاء "إسرائيل" أو نصف مليون من الإسرائيليين في الضفة الغربية من عشرات آلاف العمليات التي سينفّذها الفلسطينيون، الذين سوف يقتحمون المستوطنات وينتقمون عبر إطلاق النار على اليهود، ويقتلون ويدمّرون كل من يقف في طريقهم، ولا يوجد أحد يستطيع إيقافهم لأنّ "الجيش" بأكمله سيكون تقريباً في حالة حرب مع حزب الله. والجدير ذكره، أنّه حتى هذه اللحظة، لم تنجح الحكومة في إنشاء حرس "وطني" في مدن ومستوطنات "إسرائيل" لحماية الإسرائيليين.
إذا استمرّ الشعب في دعم بيبي وغالانت وهليفي، الذين سيديرون استمرار الحرب ويكون الأمر مرهوناً بقراراتهم، على الرغم من افتقارهم إلى قوة حكمهم، فإنّ بقاءنا في "إسرائيل" هو مسألة وقت فقط. لا يمكن الوثوق بهم أبداً، لأنّ قراراتهم غير عقلانية، وتفتقر إلى الحس السليم، وخطيرة للغاية ويمكن أن تؤدي إلى تدمير "إسرائيل" التي سقطت بأكملها في أيدي هؤلاء الثلاثة، الذين ما زالوا مستمرّين في مواقعهم بعد كلّ العار والإخفاقات والكوارث التي جلبوها، وكل هذا ليس سوى غيض من فيض مقارنة بما قد يجلبونه علينا في المستقبل.
يجب أن ننهي فوراً القتال في قطاع غزة، الذي فقد هدفه. جنودنا يُقتلون ويُجرحون عبثاً، لا يمكننا إسقاط "حماس" لأننا لا نستطيع البقاء في الأراضي التي احتللناها. التوغّلات لا تسحق حماس، ومعظم عناصرها موجودون في الأنفاق، لكنها تؤدي إلى تفتيت "الجيش" الإسرائيلي مع قتلى وإصابات بجروح خطيرة.
وتسيطر حماس على مدينة الأنفاق بعشرات الآلاف من المقاتلين. نحن ندمّر العقارات، لكننا بالكاد نؤذي مقاتلي حماس، الذين لا نقاتلهم وجهاً لوجه، بل نُصاب بعبواتهم الناسفة وأفخاخهم التي يزرعونها والصواريخ المضادة للدروع التي يطلقونها. إنّ روايات "الجيش" بأنّنا نقتل عشرات أو مئات المقاتلين في كل معركة هي كذب كامل، وكل جندي يقاتل في قطاع غزة سيخبركم بأنّه لم يلتقِ وجهاً لوجه بعناصر حماس.
أود أن أقتبس جزءاً من رسالة صادمة أرسلها إليّ جندي في كتيبة هندسة قتالية تتحدّث عن عدم الفعّالية الكاملة لتوغلات "الجيش" ضد حماس:
"شعرنا في المناورة المعنية في جباليا بأننا قد خُدعنا، لأنّ لدينا مهمة محددة للغاية تتمثّل في تدمير منطقة معينة كنّا فيها، وفي النهاية، عندما تراجعنا، لم نكن دمّرنا حتى 40% منها. كان المنطق هو دخول منطقة لم يدخلها الجيش" الإسرائيلي وتدمير كل البنية التحتية، حتى لا تتمكّن حماس ببساطة من العودة إليها فعلياً بعد مغادرتنا. ماذا حدث بالفعل؟ غادرنا من دون أن نكمل مهمتنا الهندسية، التي ربما كانت من أهم المهام في النشاط هناك، باستثناء تحديد أماكن جثث 7 مخطوفين وتدمير الكتيبة التي أعادت التموضع في المكان نفسه، وكأن شيئاً لم يحدث لها خلال الحرب. كانت القصة نفسها مع الكتيبة التي عادت إلى حي صبرا في مدينة غزة. لديها محلّقات وقنّاصة وضدّ الدروع وكل شيء. يعودون عبر الأنفاق تحت محور نتساريم، كما لو أننا لسنا هناك، ولا نزعجهم بأيّ شكل من الأشكال. علاوة على ذلك، كنت تتحدث في الأسابيع الأخيرة عن خدعة الجيش الإسرائيلي حول عدد قتلى حماس، وبالفعل، تساءلت بصوت عالٍ في المناورة في جباليا، كيف يعقل أنّ 300 مخرّب قتلوا في المناورة كما ذكر الجيش الإسرائيلي، إذا لم نرَ أياً منهم في أعيننا؟ حتى كتيبة المظليين التي تقاتل إلى جانبنا لم ترَ أيّ عنصر منهم.. وعلى أيّ حال، خرج الجيش الإسرائيلي من جباليا مهللاً بإنجاز إعادة سبع جثث مختطفة فقط، من دون تدمير حماس".
وتطرّق الجندي في رسالته إلى مسألة تجنيد الاحتياط والتحاقهم بالخدمة، وقال: "في السابع من أكتوبر، كان هناك التحاق مثير للإعجاب لنحو 90 جندياً في سريتي، لكن 40 منهم فقط دخلوا غزة، وانخفض الالتحاق بشكل كبير. سألت صديقاً كان في كتيبة في لواء مدرّع، ما هو معدل الالتحاق لديهم؟ قال إنّ أقلّ من 50% من الاحتياط التحقوا! من المحتمل أن يتم استدعاؤنا للخدمة الاحتياطية مرة أخرى في الفترة من أيلول/سبتمبر إلى تشرين الأول/أكتوبر. ماذا تتوقّع هناك؟ أنّ الناس سيأتون؟ عن أيّ مناورة في لبنان نتحدّث الآن".
في الختام، إنّ استمرار القتال في غزة لا يخدم سوى الثلاثة: بيبي وغالانت وهليفي وأتباعهم، الذين يخشون نهايته، خشية أن يختفوا عن أنظار الأمّة.