"نيويورك تايمز": حكومة ألمانيا الجديدة .. استمرارية وتغيير في آنٍ واحد
قال جيم أوزدمير، النائب البارز عن حزب الخضر "إنه أمر نموذجي بالنسبة لألمانيا: إنه تغيير واستمرارية في آن واحد".
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إنه لأول مرة منذ 16 عاماً، سيكون لألمانيا حكومة يسار وسط ومستشار جديد، هو أولاف شولتز، وهو ديمقراطي اشتراكي، ستكون وظيفته ملء مكان أنجيلا ميركل، المرأة التي جعلت من ألمانيا لا غنى عنها في أوروبا والعالم.
وتتفاوض ثلاثة أحزاب في ظل سرية تامة لتشكيل حكومة جديدة منذ انتخابات 26 أيلول / سبتمبر. بعد الكثير من الترقب، يتوقع أن تعلن عن اتفاقها على ائتلاف حاكم للأربع سنوات المقبلة.
ومن المتوقع أن يؤدي شولتز اليمين كمستشار مطلع الشهر المقبل. وسيواجه على الفور قائمة ملحة من الأزمات، بما في ذلك وباء كورونا الذي يتصاعد بسرعة والصراعات الحدودية في بيلاروسيا وأوكرانيا.
وقالت الصحيفة إنها نهاية حقبة لألمانيا وأوروبا. فلأكثر من عقد من الزمان، لم تكن السيدة ميركل مستشارة لألمانيا فحسب، بل كانت زعيمة أوروبا بشكل فعال. لقد قادت بلادها والقارة خلال الأزمات المتتالية، وفي أثناء ذلك، ساعدت ألمانيا على أن تصبح القوة الرائدة في أوروبا لأول مرة في التاريخ الحديث.
وحكم حزب يسار الوسط الذي يتزعمه شولتز، والذي فاز بفارق ضئيل في انتخابات أيلول / سبتمبر الماضي، مع حزب ميركل، الديمقراطيين المسيحيين المحافظين، لثلاث فترات من ولاياتها الأربع. وكان شولتز وزير ماليتها خلال السنوات الأربع الماضية.
وسيقود شولتز الآن ائتلافاً ثلاثياً غير عادي مع حزب الخضر التقدمي، وحزب أصغر هو حزب الديمقراطيين الأحرار المؤيد للأعمال التجارية.
وقال جيم أوزدمير، النائب البارز عن حزب الخضر وأحد 300 مفاوض حول معاهدة الائتلاف الجديدة: "إنه أمر نموذجي بالنسبة لألمانيا: إنه تغيير واستمرارية في آن واحد".
وقالت "نيويورك تايمز" إنه من الواضح أن هناك توتراً داخل الحكومة الجديدة، حيث يُتوقع إعطاء الوزارات المهمة لشركاء التحالف الذين يجلسون على طرفي نقيض من الطيف السياسي. ومن المرجح أن يظل هذا التوتر موضوعاً للحكومة وأن يختبر قدرة شولتز على تحقيق التوازن بين الأجندات المتنافسة.
وفي أحد التنازلات الرئيسية، وفقاً لشخص قريب من محادثات الائتلاف، ستذهب وزارة المالية إلى زعيم الديمقراطيين الأحرار، كريستيان ليندنر، وهو محافظ على الصعيد المالي يستبعد الزيادات الضريبية.
ويمكن للسيد ليندنر أن يكون بمثابة كابح لطموحات الحكومة الجديدة الأكثر جرأة للتغيير، وخاصة تلك القادمة من حزب الخضر، الذين أجرى حملة لإحداث ثورة في الاقتصاد لمواجهة تحديات كوكب يزداد فيه الاحتباس الحراري.
ولم يخرج حزب الخضر خالي الوفاض. فقد حصل زعيما الحزب، أنالينا بربوك وروبرت هابيك، على منصبين قويين.
وقال الشخص المطلع إن هابيك سيدير إدارة إدارية جديدة تجمع بين الاقتصاد والمناخ، وستكون السيدة بربوك، التي ترشحت كمرشحة عن حزب الخضر لمنصب المستشارة، أول وزيرة خارجية في ألمانيا.
وفيما يتعلق بقضايا تتراوح من أوروبا إلى التجارة والسياسة الخارجية، يتوقع معظم المحللين أن تواصل الحكومة الجديدة على نطاق واسع المسار الذي حددته حكومة ميركل. لكن عدداً من الأزمات الملحة - وشريكي التحالف الأكثر تشدداً للسيد شولتز - قد تجبر المستشار الجديد على إعادة التفكير في بعض السياسات السابقة.
وقالت الصحيفة إن ألمانيا في عهد شولز أكثر قد تكون أكثر استعداداً إلى حد ما لإلقاء ثقلها وراء التكامل الأوروبي وتقريب الصفوف مع الولايات المتحدة في ممارسة الضغط على الصين وروسيا.
لكن الكلمة الطنانة في الائتلاف كانت عبارة عن استمرارية. وقال هولغر شميدنغ، كبير الاقتصاديين في بنك بيرنبرغ: "ستكون الحكومة الجديدة أساساً حكومة استمرارية، وليس تغييراً. كل أولئك الذين كانوا يأملون في أن تكون هذه بداية لشيء مختلف تماماً سيصابون بخيبة أمل".
نقله إلى العربية: الميادين نت