"معاريف": 5 تحديات تواجه رئيس الأركان الجديد على رأسها إيران وحزب الله

صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقول إنّ على رئيس الأركان الجديد أن يستوعب أنّه ليس بإمكانه القيام بثورات 180درجة خلال أربع سنوات من استلامه منصبه.

  • رئيس حكومة الاحتلال السابق نفتالي بينيت ورئيس أركان جيش الاحتلال الحالي أفيف كوخافي

صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تنشر مقالاً للكاتب، طال ليف رام، يتحدث فيه عن التحديات التي سيواجهها رئيس رئيس أركان الاحتلال القادم عند استلامه منصبه لخلافة الرئيس الحالي أفيف كوخافي.

وفيما يلي نصّ المقال منقولاً إلى العربية: 

خمسة تحديات مركزية من المتوقع أن ترافق ولاية رئيس الأركان القادم، لكن قبل ذلك عليه أن يستوعب أنّ ليس بإمكانه القيام بثورات 180 درجة خلال أربع سنوات.

في المؤسسة الأمنية ووسط الذين يعرفون وزير الأمن، بيني غانتس، هناك ميل واضح للتقدير بأنه من المتوقع أن يختار نائب رئيس الأركان الحالي، هيرتسي هاليفي، لكن برغم التقديرات يُنصح بعدم ضمان شيء.

يبدو أنه في "إسرائيل"، مقابل جيوش أخرى في العالم، هناك نزعة للمبالغة في أهمية دور رئيس الأركان وتأثيره المباشر على قوة واستقرار الجيش الإسرائيلي. صحيح أنه واحد من أهم المناصب المركزية في "إسرائيل"، والمسؤولية على عاتق رئيس الأركان كبيرة جداً، لكن يجب التعامل بتواضع مع قدرة رئيس الأركان على التأثير والقيام بثورات 180 درجة خلال أربع سنوات. 

كل رئيس أركان جديد يرث الذي حل مكانه، مع عقود موقّعة لشراء تسليح ووسائل قتالية وخطط عملياتية منتظمة في المناطق والأذرع. بالتأكيد لا يبدأ من الصفر.

"إسرائيل" متطلباتها الأمنية كثيرة، على رئيس الأركان أن يقرر سُلّم الأولويات لأنه ببساطة لا يمكن تمويل كل شيء. 

إيران أولاً 

الاتفاق النووي السابق في سنة 2015، أدّى إلى قرار تقليص الجهوزية لخيارٍ عسكري ضد إيران بصورة دراماتيكية. الخروج الأميركي من الاتفاق، ونتيجة ذلك انتهاك إيراني مهم لبنود الاتفاق القديم، أدّيا إلى عودة "إسرائيل" في العامين الأخيرين إلى بذل جهد لإعداد خيار عسكري لهجومٍ مستقبلي على منشآت النووي في إيران. 

لا سجال في أنّ "إسرائيل" لا تملك الآن خيار هجومٍ موثوق، وقائد الجيش في السنوات المقبلة سيكون عليه رفع مستوى جهوزية الجيش أيضاً لمواجهاتٍ عسكرية وتبادل ضربات بين "إسرائيل" وإيران على خلفية الحرب الهادئة الجارية. 

في ظل سباق الجيش الإسرائيلي في العامين الأخيرين لسد فجوات في الجهوزية لخيارات عسكرية ضد إيران، سيكون على رئيس الأركان القادم فحص التداعيات على القدرات في ساحاتٍ أخرى، ولا يقل أهمية حصة جيش البر الذي لا صلة له بالتهديد المرجعي لإيران. 

كذلك، بعد أشهر من الجمود، يثور انطباع بأنّ الأوروبيين قريبون من تحقيق اختراق مع إيران بل وحتى الإدارة الأميركية تدعم، بحيث أنه ليس سيناريو خيالي إمكانية تحقيق اتفاقٍ نووي جديد في الأسابيع القريبة ويمكن أن يكون أسوأ من سابقه. 

كثر في المؤسسة الأمنية يعتقدون بأنّ اتفاقاً سيئاً أفضل من الوضع الحالي. في ظل الخبرة التي راكمها الإيرانيون في تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية، التقدم في موضوع "مجموعة السلاح" قد يقرّب الخط الأحمر بالنسبة لـ"إسرائيل". أياً يكن، التعاون بين الجيش الإسرائيلي والموساد في كل ما يتعلق بعمليات سرية وتحقيق استخبارات من أجل كشف نوايا إيران، يمكن أن تكون له أهمية كبيرة أيضاً في واقع اتفاقٍ نووي. 

أزمة قوة بشرية 

لعله كان من المفترض أن يكون البند الأول، حتى قبل إيران. مسؤولو الجيش لن يقولوا هذا وسيقولون إنه تحدٍ، لكن الأصوات الكثيرة من داخل الجيش، تحديداً في المستويات الوسطى، أصعب من أن تُسمع. 

الأزمة تُستشعر جيداً داخل الجيش الإسرائيلي، الذي يحتاج إلى نفضة مهمة وعليه تبنّي نماذج مرنة ومواءمة مع عالم التشغيل الحالي. إنه تحدٍ ضخم. كثر في الجيش يعتقدون بأنه تحدٍ حتى قبل التحديات العملانية وبناء القوة. 

من الشمال سيأتي الشر 

بين إيران البعيدة وغزة، التي في النهاية ستقاتلها "إسرائيل" دائماً، حزب الله هو العدو الأخطر الذي يوجد احتمال مهم لمواجهة معه. دلالة على ذلك كان خلال التوتر الأخير حول السجال على الحدود البحرية الاقتصادية مع لبنان واستخراج الغاز من حقل "كاريش". 

في السنوات الأخيرة عمل الجيش الإسرائيلي كثيراً على تحسين الجهوزية لمواجهة في الساحة الشمالية، ولا سيما مع حزب الله في لبنان. وحدات تدرّبت، سلاح الجو ناور، وتسليحات اشتُريت.

في حالة مواجهة مع حزب الله، الجيش الإسرائيلي لديه خطة يعتبرونها في قيادة الجيش إمكانية لتدمير القدرات العسكرية لنصر الله. نقطة ضعف الخطة تنبع من أنه بحسب التقديرات سيكون في لبنان في الأيام الأولى آلافٌ كثيرة من القتلى المدنيين. 

هل أنّ مستوىً سياسياً، لم ينجح في 2006 مع الأميركيين في إقرار ضرب بنى تحتية مدنية لبنانية، سينجح في أن يُقر للجيش الإسرائيلي خطة كهذه خلال حرب؟ سؤال كبير ومعقد، لكن من الواضح منه أنه في سيناريوهاتٍ أخرى، الجيش الإسرائيلي يمكن أن يُختبر في السنوات القريبة بتفعيل خطط مقلصة أكثر، هي أيضاً من المفترض أن تقود إلى انتصارٍ ضد حزب الله. 

إلى جانب الجهوزية للمواجهة، فحص إمكانية تطبيق الخطط في الوقت الفعلي، أمام الجيش وسلاح الجو تحدٍ كبير على شاكلة تآكل تفوق الحرية الجوية المطلقة التي كانت لـ"إسرائيل"، وهذا بسبب تعاظم حزب الله. 

على مدى سنواتٍ طويلة عمل سلاح الجو في لبنان بشعور أن لاعباً واحداً فقط على أرض الملعب، لكن منظومات الدفاع الجوي الجديدة لحزب الله تغيّر الصورة. تفوقات سلاح الجو لا تزال جلية، لكن في ساعة توتر، في "إسرائيل" يفكّرون مرتين قبل إرسال طائرة مسيرة فوق السماء في لبنان.

إسقاطها من قبل حزب الله سيتطلب رداً – ومن هنا الطريق قصيرة إلى تصعيد لا تريده "إسرائيل". 

المعركة بين الحروب إلى أين 

هذه العمليات (ضد تمركز إيران وحزب الله في سوريا وضد شحنات الأسلحة في مناطق مختلفة في العالم)، تعرقل، من دون شك، تعاظم العدو وتبطأه، على سبيل المثال في موضوع الصواريخ الدقيقة، لكن لدى الطرف الثاني لا يتنازلون أيضاً. غالبية أنشطة تعاظم حزب الله نُقلت إلى لبنان، حيث لنصر الله بطاقة حصانة حيال "إسرائيل". غالبية مشروع دقة الصواريخ تتم في بلاد الأرز، ومنذ مدة تنتقل وسائل قتالية في الاتجاه المعاكس من لبنان إلى سوريا. 

بين الكلفة والجدوى، سيكون على رئيس الأركان القادم مواجهة السؤال حول ما إذا كانت عمليات المعركة بين الحروب الباهظة التكلفة لا تأتي أيضاً على حساب الاستثمار في الجهوزية للحرب القادمة ضد حزب الله – إزاء صواريخ دقيقة، صواريخ جوالة (كروز)، وأسراب طائرات مسيرة.

من البديهي أنه لا حاجة لوقف أنشطة المعركة بين الحروب كلياً، لكن بالتأكيد سيكون على رئيس الأركان القادم الانهماك بسؤال مركزية المعركة بين الحروب وحصتها من الكعكة. 

غزة والسلطة الفلسطينية 

في النهاية، إنها دائماً الشوكة الصغيرة التي تسبب كل المشاكل. في السنوات الأخيرة تسعى "إسرائيل" للانهماك بتهديدات وتحديات أكثر أهمية وعدم التورط في مواجهات في الساحة الفلسطينية، لكنها تجد نفسها مرة تلو أخرى تُجرّ إلى ساحة غزة. 

في الجيش الإسرائيلي يتحدثون مؤخراً عن إمكانية هدوء طويل الأمد، لكنه يبدو كأمنية أكثر من كونه تحليلاً متزناً لصورة الوضع. المرشحان لرئاسة الأركان (هاليفي وزامير)، اللذين مرا في قيادة المنطقة الجنوبية، يعلمان جيداً أنه في السنة الأولى من منصبهما الاختبار الأول في غزة سيكون جهوزية الجيش، أكبر بكثير من كافة الاحتمالات الأخرى. 

كذلك المؤشرات والإشارات من يهودا والسامرة (الضفة الغربية) لا تبشر خيراً. في العام الأخير، موجة الهجمات في مدن "إسرائيل" تدل على كم أنّ هذه الساحة غير مستقرة، وعلائم ضائقة السلطة يمكن رؤيتها في الأساس في مخيمات جنين ونابلس، حيث تُظهر السلطة هناك عجزاً كاملاً. 

كنتيجة، يضطر الجيش الإسرائيلي إلى العمل في الأماكن التي لا توجد فيها حاكمية للسلطة، ومعارك مع مسلحين تصبح شائعة أكثر فأكثر.

وبما يتناسب، جدول أعمال الجيش يتأثر أكثر فأكثر مما يجري هناك.