"معاريف": منفصل عن الواقع.. نتنياهو غير كفء لمنصب رئيس الحكومة
وضع "الجيش" الإسرائيلي من ناحية الكفاءة والتماسك أسوأ بكثير مما يسمع عنه، في وقتٍ أعلن فيه نتنياهو قبل أيام أن "الجيش" الإسرائيلي "في كفاءة كاملة".
صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، تحدثت في مقال كتبه محلل الشؤون السياسية بن كسبيت، عن معطيات تؤكد "عدم أهليّة بنيامين نتنياهو لمنصبه أو أي منصب آخر".
وفيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:
جملتان قالهما بنيامين نتنياهو خلال الاتصالات التي وافق على إجرائها مع قادة الأذرع الأمنية تدلان على عدم أهليته لمنصب رئيس الحكومة أو لأي منصب.
الأولى هي "التوجيه" الذي أصدره مكتبه بعد الاجتماع أمس مع رئيس الأركان وألوية الأركان: "رئيس الحكومة وجّه رئيس الأركان بالحفاظ على جهوزية وكفاءة الجيش الإسرائيلي لكل سيناريو".
والجملة الثانية هي ضمن تسريب من داخل محادثة الصراخ التي جرت بينه وبين رئيس الأركان في يوم الجمعة: "يوجد هنا جيش لديه دولة".
نبدأ من الأولى: هذا هو أسلوب نتنياهو، إنتاج عناوين فارغة ليس من ورائها شيء ولا شيء، من أجل التلويح بها في لجان التحقيق، إذا قامت، بيد أنه توجد هنا مشكلة – هذا التوجيه لا يمكن تنفيذه، إنه "توجيه من شخص منفصل عن الواقع، مشلول ومفكك، لا يفهم الوضع، وغير مرتبط بالواقع، إنه ليس أهلاً لاتخاذ قرارات".
واعتبر المقال نتنياهو شخصاً يرفض الاستيعاب، حيث أنّ عدداً هائلاً من عناصر الاحتياط والذين يخدمون غير مستعدين لمواصلة خدمة دولة ليست الدولة التي أقسموا بالولاء لها.
لكن الواقع معاكس – بدأ الأمر بمئات، انتقل إلى آلاف، ويتقدم حالياً إلى عشرات الآلاف. كلما عذّبوهم، وشتموهم وذمّوهم، سيزدادون وسيتقدّمون، وكلما سمّوهم "رافضي خدمة"، يرسلونهم إلى جهنم والجحيم ويهددون بمحاكمتهم بتهمة الخيانة، كلما ازداد تصميمهم.
ويتبين من ذلك أنّ العمود الفقري الذي يخدم في الدولة ليس داعماً لتحويلها إلى ديكتاتورية، وسيحمل الخراب الذي سيحل بـ"إسرائيل" توقيعه.
وفي الجملة الثانية: "جيش لديه دولة"، فمن دون "جيش"، ليس هناك دولة ومن دون أن يخدم كل الشعب، ليس هنالك "جيش"، وأسلحة تتطلب احترافية عالية، مثل سلاح الجو، سلاح البحرية، أمان وغيرها، قائمة على احتياطيين يواصلون التطوع أيضاً بعد انتهاء واجبهم، وهذا ما يدمره نتنياهو.
وإلى الأخبار بتوسع: رئيس الأركان، قادة الذرع الأمنية، قادة الأسلحة وضباط الأركان، أقسموا بالولاء لدولة "إسرائيل"، إنهم لا يخدمون شخصا، إنهم يخدمون أمة، وفي الوضع الحالي، حيث الحكومة غير مهتمة بوضع الأمن القومي، واجبهم الفوري هو إطلاع الشعب.
ولفت المقال إلى أنّ وضع "الجيش" الإسرائيلي من ناحية الكفاءة والتماسك أسوأ بكثير مما يسمع عنه، نتنياهو نفسه أعلن قبل أيام أن "الجيش" الإسرائيلي في كفاءة كاملة وغير ذلك.
والغالبية الكبرى من عشرات طياري الاحتياط الذين التقاهم قائد سلاح الجو في السبوع الماضي هم قادة رباعيات [أسراب من أربع طائرات]، وجزء ملحوظ من قادة رباعيات أعلنوا عن وقف التطوع وخلايا السيطرة فرغت.
لذلك، فإن الـ "توجيه" السخيف الذي وجهه نتنياهو لرئيس الأركان بالحفاظ على جهوزية الجيش الإسرائيلي كان، في أفضل الأحوال، برهة كوميدية في مداولات لجنة التحقيق الرسمية.