قمة "كامب ديفيد" تكشف هشاشة التحالف بين واشنطن وطوكيو وسيؤول
قمة "كامب دايفيد" ستُعقد تحت عنوان مبادرات التعاون..لكنّ على ما يبدو الدول الثلاث تقوم بذلك من أجل مصالح أنانية.
نشرت شبكة التلفزيون الصينية العالمية "CGTN"، مقالاً تحت عنوان قمة "كامب ديفيد تكشف هشاشة التحالف بين واشنطن وطوكيو" تضمن إعلان الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية اجتماعاً مرتقباً لسلسلة من مبادرات التعاون، في وقت يرى المراقبون أنّ هذه القمّة سيكون هدفها الرئيسي احتواء الصين.
فيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:
من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، عن سلسلة من مبادرات التعاون تتعلق بالتكنولوجيا والتعليم، من ضمن تحالف دفاعي مشترك، حين يجتمع قادة الدول الثلاث في كامب ديفيد بنهاية هذا الأسبوع، حسبما نقلت وكالات الأنباء عن كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تهدف إلى استخدام "القمة" لمأسسة أطر التعاون وتعميقها وتكثيفها على المستوى الرسمي.
يأمل البيت الأبيض أن يجري الأجتماع بشكل سنوي بين الدول الثلاث. خاصة، بعد ذوبان جليد العلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية، حيث عقدت الجارتان أول قمة بينهما منذ 12 عاماً. وعلى هذه الخلفية، ينظر الكثيرون إلى قمة كامب ديفيد على أنها انفراجة دبلوماسية كبيرة بين سيول وطوكيو وترقية كبيرة في العلاقات الثلاثية.
مع ذلك، فإن أسس المصالح الوطنية المختلفة، لا ترجح أن تشكل الدول الثلاث جبهة موحدة في منطقة المحيط الهادئ التي يزداد ميدانها تعقيداً، وحيث الحسابات والأجندات السياسية تتباين بين واشنطن وطوكيو وتظهر أنّ تحالفهم يبنى على رمال متحركة.
بالنسبة لواشنطن، هاجسها الأول احتواء الصين في منطقتي آسيا والمحيط الهادئ. ولسنوات، جهدت الولايات المتحدة لتحقيق هذا الهدف الذي يكرّس هيمنتها العالمية، ولو عن طريق التلاعب بكل الوسائل الممكنة لجذب الحلفاء إلى ناديها المناهض للصين، وقمة كمب ديفيد المذكورة هي أحدث المحاولات الأميركية في هذا المجال.
سيجري الإجتماع تحت عنوان ظاهري يتعلق بشكل أساسي بكوريا الشمالية (كوريا الديمقراطية)، لكن لا يخفى على المراقبين أنّ الهدف الأساسي هو الصين، وعلى التحالف الجديد الاستفادة من هذه الفرصة الاستراتيجية الأكبر في جهودهم الملحة لردع ومنافسة الصعود الصيني، كما كتب جيرارد بيكر، محرر صحيفة "وول ستريت جورنال"، واعترف السفير الأميركي في طوكيو رام إيمانويل الذي لعب دوراً مهماً في تهيئة انعقاد القمة بأن الحدث يتعلق جوهرياً باحتواء الصين.
عموماً، معظم الدول الآسيوية تتمتع بعلاقات اقتصادية عميقة ومتينة مع الصين، وليس لدى هذه الدول نوايا لاختيار أحد الجانبين في التنافس بين بكين وواشنطن. وهي تتطلع إلى كيفية الحصول على أكبر قدر من الفوائد من التفاعل مع أكبر قوتين في العالم. بالنسبة للحكومة اليابانية، فإن التحالف مع الولايات المتحدة هو أداة سهلة للمصالح الأولية والملموسة، حيث دعم واشنطن لطوكيو في الساحات الدولية، مثل دعم الولايات المتحدة طوكيو في خططها لتصريف المياه الملوثة نووياً في المحيط، بينما تنتظر واشنطن أنّ يكون الحضور الياباني في القمة حيوياً ونشطاً.
من خلال الرقص على اللحن الأميركي، تهدف الحكومة اليابانية إلى تحقيق مصالحها، مع أنها لا تشترك في نفس الطموح السياسي مع الولايات المتحدة. وهذا بحد ذاته يدل على هشاشة التحالف بينهما. وتجدر الإشارة إلى أنه قبل أسبوع واحد فقط من قمة كامب ديفيد، يتورط البلدان في خلاف حول صيد الحيتان. وبينما يضغط الممثلون التجاريون الأميركيون على اليابان لقبول اللغة المناهضة لصيد الحيتان في الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، رد المسؤولون اليابانيون بالإشارة إلى أن طوكيو قد تنسحب من الصفقة التجارية. وهذا يثبت عدم الثقة بين الصديقين اللدودين.
الشيء نفسه ينطبق على كوريا الجنوبية. إن التسوية السلمية لقضية شبه الجزيرة الكورية، وليس الحاجة إلى احتواء الصين، هي ما تهتم به حكومة كوريا الجنوبية. لكن للأسف، لن تؤدي القمة إلا إلى رفع مستوى القلق لدى جمهورية كوريا الشمالية، ويؤجج التوترات ويحدث آثار ضارة على شبه الجزيرة الكورية على المدى الطويل، ويحفز حكومة بيونغ يانغ على المضي قدماً في طموحها النووي.
باختصار، الدول الثلاث التي ستحضر القمة، تقوم بذلك من أجل مصالح أنانية، وتخدع الرأي العام بالشعارات الرنانة التي لا يمكنها أنّ تخفي خواء التحالف الجديد وضعفه.