"غلوبال تايمز" تحذر أميركا بشأن تايوان: الصين حازمة في الدفاع عن مصالحها

قالت الصحيفة الصينية: حفاظاً على الوحدة الوطنية وسلامة السيادة، لن نخشى الدخول في مواجهة، ولن نخاف من محاربة أي عدو.

  • مقاتلتان صينيتان خلال مناورة تدريبية في عام 2018.
    مقاتلتان صينيتان خلال مناورة تدريبية في عام 2018.

تناولت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية في افتتاحيتها اليوم قضية تايوان والتحريض الأميركي لها ضد الصين. وقالت الصحيفة التي تعبّر عن وجهة نظر الحكومة الصينية إن يانغ جيتشي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب، قد أجرى محادثة هاتفية يوم الأربعاء الماضي مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، بناء على طلب الأخير. وأكد يانغ في المكالمة أن الإجراءات والتصريحات الأميركية الأخيرة بشأن مسألة تايوان مختلفة تماماً عن المعهود، مشيراً إلى أنه إذا استمرت الولايات المتحدة في لعب "ورقة تايوان" وذهبت إلى المسار الخطأ، فمن المؤكد أن ذلك سيؤدي إلى مخاطر جسيمة. وأشار يانغ إلى أن الصين ستتخذ إجراءات حازمة لحماية سيادتها ومصالحها الأمنية، ويمكن للولايات المتحدة الاعتماد على الصين في مسألة وفائها بوعدها.

وفسّرت الصحيفة عبارة يانغ "يمكن للولايات المتحدة أن تعتمد على الصين في الوفاء بوعدها" بأنها تحذير شديد اللهجة للولايات المتحدة. ففي الآونة الأخيرة، كانت الولايات المتحدة تشعر أحياناً بجنون العظمة بشكل متزايد في لعب "ورقة تايوان". أرجأت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي مهزلة زيارتها لجزيرة تايوان بسبب "إصابتها" بفيروس كوفيد. وقد حذف الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الأميركية المحتوى الرئيسي بما في ذلك أن "تايوان جزء من الصين". واعتبرت الصحيفة أن هذه استفزازات كانت صارخة ضد الصين. 

وقالت "غلوبال تايمز" إن جزيرة تايوان ستكون موضوعاً مهماً في الاجتماعات بين الولايات المتحدة وحلفائها خلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى كوريا الجنوبية واليابان. وذكرت بعض وسائل الإعلام اليابانية أن بايدن ونظيره الياباني سيشملان جزيرة تايوان مع أوكرانيا في البيان المشترك بعد قمتهما المقبلة. لقد سرعت الولايات المتحدة وأتباعها من سرعة ونطاق تكتيكات "فرق تسد" فيما يتعلق بمسألة تايوان.

وأضافت أن واشنطن تنظر تدريجياً إلى مسألة تايوان باعتبارها الورقة الرابحة لاحتواء الصين بعد فشل حملاتها السابقة، سواء أكانت شن حرب تجارية مع الصين، أو تسييس تتبع أصول فيروس كوفيد-19، أو محاولة بناء "مشهد جميل" في هونغ كونغ، أو الافتراء بشأن "الإبادة الجماعية" في شينجيانغ، لكن كل هذه الحيل لم تنجح. كما ألهم تطور الصراع الروسي الأوكراني خيال واشنطن. لقد خسر بعض السياسيين والرأي العام في الولايات المتحدة جنون جذب جزيرة تايوان إلى رواياتهم حول الصراع الروسي الأوكراني، وأصبحوا أكثر غطرسة وعدوانية وتهوراً بمصالح الصين الجوهرية.

وتابعت الصحيفة أنه إذا شعرت الولايات المتحدة أنها استفادت من الأزمة الأوكرانية، وبالتالي فإنها تأخذ إرادة الصين وقدرتها على محمل الجد، فستثبت الأيام أنها خطأ استراتيجي كبير في التقدير سيجعل التراجع عنه متأخراً. إن تكثيف التلاعب بمسألة تايوان يعني التنافس على حافة "أكبر برميل بارود بين الصين والولايات المتحدة". فإذا أرادت واشنطن رفع "الروح المعنوية" لـ(رئيسة تايوان) تساي إنغ ون وأمثالها للقتال من أجل الولايات المتحدة، فستكون هذه محاولة مستحيلة، وسوف تدخل سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي (الحاكم في تايوان) في نفق مسدود.

وأكدت "غلوبال تايمز": بعبارة أخرى، وحفاظاً على الوحدة الوطنية وسلامة السيادة (الصينية)، لن نخشى الدخول في مواجهة، ولن نخاف من محاربة أي عدو قادم. قبل عقود، عبَر الجيش الشعبي الصيني المتطوع بأسلحة قديمة وإمدادات لوجستية غير كافية نهر يالو بحيوية وروعة شديدتين، وكسر أسطورة الجيش الأميركي الذي لا يقهر. اليوم، إن جيش التحرير الشعبي الصيني غير قابل للتدمير هو على نفس القدر في إرادته للدفاع عن وطنه، وقوته أكبر من ذي قبل. ونود تذكير الولايات المتحدة بأن "سوء التعامل مع مسألة تايوان سيكون له تأثير مدمّر على العلاقات الثنائية ونود أن نذكّر الأطراف الأخرى أن "الأمة الصينية لديها الشجاعة لمحاربة العدو حتى النهاية" - فمثل هذه الروح لا تسمح بأي سوء تقدير في أي وقت.

وأوضحت الصحيفة أن واشنطن قد حاولت في الفترة الأخيرة إقناع سلطات تايوان بشراء عدد كبير من الأسلحة المحمولة والقاتلة لخوض "حرب غير متكافئة" مع البر الرئيسي الصيني. "بل إن البعض في الولايات المتحدة أثار مغالطة مفادها أن "الجيش الأميركي يجب أن يدمر البنية التحتية لتايوان لمساعدة تايوان بمجرد أن يضرب البر الرئيسي تايوان.. يبدو أنه من أجل الاستفادة الكاملة من قيمة تايوان باعتبارها بيدقاً في المنافسة الاستراتيجية للولايات المتحدة مع الصين، تبنّت الولايات المتحدة فكرة السماح لسلطات تايوان بالرد على جهود إعادة توحيد البر الرئيسي بـسياسة "الأرض المحروقة" و"حرب المدن". بمثل هذه النيات الشريرة وتحت غطاء "إنقاذ تايوان"، هل تستطيع الولايات المتحدة أن توفّر الأمن لحلفائها وسلطات الحزب الديمقراطي التقدمي في تايوان؟ وتلك القوى التي تتبع واشنطن للتلاعب بقضية تايوان سينتهي بها الأمر بالتأكيد إلى إشعال النار في نفسها".

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن أي شخص يعرف تاريخ الصين الجديدة يدرك أهمية الإنذار المبكر للصين: "لكن عندما يأتي اليوم، لا تقل أنك لم تحصل على تنبيه". إن تحذيرات الصين اللفظية القاسية لا تهدف أبداً إلى تخويف الناس، ولكنها تهدف إلى احتواء التصميم الراسخ على العمل وخطط عمل محددة. وعلى عكس السياسيين في واشنطن الذين اعتادوا على قول شيء ما وفعل شيء آخر، فإن الصين بلد يفي بكلامه، وهذا جين ثقافي عميق في عظامها. تتعلق مسألة تايوان بالمصالح الجوهرية للصين، ولن تصبح "استثناء". ستبذل الصين قصارى جهدها للبحث عن حل سلمي لقضية تايوان، لكنها ستتعامل حتما مع أي مخاطر تتعلق بـ"استقلال تايوان" بأقوى تصميم وبأكثر الاستعدادات ملاءمة.

نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت