إيهود باراك يكتب في "يديعوت أحرونوت" عن لعنة العقد الثامن

رئيس وزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك يكتب في "يديعوت أحرونوت" محذراً من أنّ لعنة العقد الثامن قد تصيب "إسرائيل".

  •  الرئيس وزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك
    الرئيس وزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك

نشرت صحيفة  "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في الـ4 من أيار/مايو الجاري، مقالاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، تحدث خلالها عن لعنة العقد الثامن في "إسرائيل"، إذ ينسب كل التطورات في الداخل الإسرائيلي إلى تلك "اللعنة".

فيما يلي النص المنقول إلى العربية:

"إسرائيل" ابنة 74 سنة. في العقد الثامن من حياتها لم تعد طفلة ويلزم حساب نفس ولو بفعل موقع "العقد الثامن" في حياتنا وفي حياة الأمم عموماً. وُلدنا هنا قبل حوالى 3500 سنة. لكن طوال الطريق، فقط في فترتين قصيرتين قامت لشعب "إسرائيل" سيادة كاملة في أرضه. مملكة سلالة دافيد ومملكة الحشمونائيم [المكابيين]، كل واحدة منها حوالى 220 سنة. 

بخلاف قدرة الصمود الرائعة التي أبديناها في مواضيع رسالة إيمانية وأخلاقية فريدة، في وجودٍ سيادي سياسي، أظهرنا كفاءة ما دون متوسطة. 

"العقد الثامن" بشّر في الحالتين ببداية تفكك السيادة. في العقد الثامن من وجودها انقسمت مملكة سلالة دافيد إلى يهودا وإسرائيل. وفي العقد الثامن لمملكة المكابيين نشأ استقطابٌ داخلي وممثلو الأجنحة حجّوا إلى بومبيوس في سوريا، وطلبوا تفكيك مملكة الحشمونائيم ومنح جناحهم بأن يصبح تابعاً لروما. من حينها إلى خراب الهيكل الثاني، كانت يهودا محمية لروما وليس كياناً سيادياً. عِبر حادثتي الخراب مكتوبة بأحرفٍ من نار بين صفحات التلمود. 

الثورة الصهيونية هي المحاولة الثالثة في التاريخ. وككيانٍ سيادي وصلنا إلى "العقد الثامن". ونحن، كمن استحوذ عليهم الهوس، بتجاهلٍ صارخ لتحذيرات التلمود، "نعجّل النهاية"، ومراراً وتكراراً ننغمس في "كراهية مجانية". 

لسنا الوحيدين الذين أصابتهم لعنة "العقد الثامن". في "العقد الثامن" منذ إقرار الدستور، اندلعت "الحرب الأهلية" في الولايات المتحدة. في "العقد الثامن" لتوحيدها، في سنة 1860، تحوّلت إيطاليا إلى فاشية، وفي عمرٍ مشابه بعد توحيدها أصبحت ألمانيا نازية. في "العقد الثامن" للثورة الشيوعية تفكك الاتحاد السوفييتي. هناك من يقترح تفسيراً لذلك. قادة الجيل المؤسس يُعتبرون عمالقة فوق طبيعيين. الجيل الثاني هو جيل عملي. الجيل الثالث، الذي بالنسبة إليه إنجازات الماضي بديهية، يطرح أسئلة نكران.

لسنا الوحيدين، لكن بأيدينا وبقوتنا أن نختار. هل نسمح لقوى الطبيعة ولسابقتي الخراب في الماضي بقيادتنا؟ أم فينا القوة ورجاحة العقل والثقة بالنفس لنأخذ مصيرنا بأيدينا، وهذا كان جوهر الصهيونية من البداية، وقيادة "إسرائيل" إلى قممٍ جديدة.