حصارات سوريا.. (الجزء الثاني: السنوات الأولى من الألفية)
بين الأعوام 2003 و2005 تحوّلت جريدة الوحدة الأردنية الأسبوعية إلى منبر يتابع العدوان الأطلسي الرجعي على العراق، وكانت سوريا هدفاً مستمراً على قائمة العدوان بأشكال عديدة واكبتها الصحيفة.
تزامن العدوان على العراق عام 2003 وتدميره من قبل التحالف الأطلسي – النفطي مع تحضيرات مسعورة للعدوان على سوريا، بالاتكاء على التحالف نفسه، إضافة إلى خليط من المرتزقة التكفيريين والليبراليين وجماعات الثورات الملوّنة وأوساط حوّلت احتقاناتها السياسية إلى التعامل مع أقلام الاستخبارات الأطلسية ومحميات النفط والغاز المسال.
اقرأ أيضاً: حصارات سوريا.. (الجزء الأول: الخمسينيات)
في تلك الفترة وتحديداً بين الأعوام 2003 و2005 تحوّلت جريدة الوحدة الأردنية الأسبوعية التي سبق وشكّلتها شخصيات وطنية وقومية إلى منبر يتابع العدوان الأطلسي الرجعي على العراق، وكانت سوريا هدفاً مستمراً على قائمة العدوان بأشكال عديدة واكبتها الصحيفة، ومن ذلك:
- في عدد 2 نيسان/أبريل 2003 كان من عناوين الصفحة الأولى: سوريا تفتح حدودها أمام الاستشهاديين العرب، وفي الصفحة 10 من العدد نفسه قراءة في حديث للرئيس بشار الأسد مع جريدة السفير اللبنانية قال فيه: "من المتوقّع أن يزعج الموقف السوري الإدارة الأميركية ويكون سبباً للخلاف مع بعض الدول العربية وهو الأمر الذي لا يحتمل المجاملة أو المسايرة".
- أما الإدارة الأميركية وفق تقرير صحيفة الوحدة فقد أعربت عن انزعاجها من الموقف السوري وموقف الأسد شخصياً، وذلك على لسان وزير خارجيتها كولن باول، وتطوّر الموقف الأميركي إلى درجة قصف الطائرات الأميركية حافلة للركاب على الحدود السورية العراقية، كما أعرب الرئيس الأسد عن اعتقاده بأن مزاج الشعب العراقي والعربي يتجه إلى تشديد المقاومة ضد القوات الأميركية.
- في عدد 16 نيسان/أبريل 2003 وتحت عنوان: "واشنطن تزيد من ضغوطها على دمشق"، كُتب في الصحيفة أن التهديدات والضغوط الأميركية على سوريا تزداد يوماً بعد يوم وخاصة بعد إدانة سوريا العدوان العسكري على العراق واعتباره خارجاً على الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، كما نقلت الصحيفة عن اللواء عاموس جلعاد رئيس الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية دعوته لتغيير النظام في سوريا.
- في عدد 23 نيسان/أبريل 2003 كان من عناوين الصفحة الأولى: "سوريا معرّضة للخطر ما دام الاحتلال الأميركي على حدودها"، وفي الصفحة 3 وعلى لسان شخصيات وطنية وأمناء عامين لعدد من الأحزاب الأردنية نشرت الصحيفة تقريراً تحت عنوان: التهديدات لسوريا جدية، وفي الصفحة 6 وتحت عنوان: "التحضيرات الإسرائيلية الأميركية للعدوان على سوريا"، نشرت الصحيفة تقريراً عن مقال نشرته "هآرتس" للمحلل رؤبين فاد تسهور يكشف فيه عن مداولات مع جون بولتون مساعد وزير الخارجية الأميركية آنذاك للعدوان على سوريا.
- في عدد 2 آب/أغسطس 2003، عنوان في الصفحة الأولى: "طائرات إسرائيلية فوق اللاذقية ودمشق لا تخضع للابتزاز".
- العدد 22 تشرين الأول/أكتوبر 2003، عنوان في الصفحة الأولى: "حصار سوريا"، جاء فيه: "بات واضحاً أن غارة العدو الصهيوني على معسكر عين الصاحب للفدائيين الفلسطينيين قرب دمشق مقدّمة لقرار الكونغرس الأخير بنقل المعركة مع دمشق من الضغط الدبلوماسي إلى الحصار السياسي والاقتصادي والعسكري. كما أعرب ريتشارد بيرل كبير مستشاري وزارة الدفاع الأميركية أن "إسرائيل تأخّرت كثيراً في ضربها سوريا وأن على الولايات المتحدة في المستقبل القريب أن ترسل قواتها إلى سوريا". والأمر نفسه كرّره بيرل حين قال إن الولايات المتحدة قد ترسل قوات للسيطرة على أراضٍ في سوريا.
- وفي العدد نفسه في الصفحة 7، "قانون محاسبة سوريا هروب من مأزق العراق"، وفي التفاصيل: أقرّ مجلس النواب الأميركي الأسبوع الماضي المشروع المعروف بقانون محاسبة سوريا الذي يدعو لوقف دعمها لما تسميه الولايات المتحدة "الإرهاب"، وسحب قواتها من لبنان وحظر بيع السلاح لدمشق ومنع تقديم أي مساعدة مالية لأي مشاريع تنموية في سوريا. كما يطلب القانون من الرئيس الأميركي اتخاذ إجراءين على الأقل يشملان حظراً على الصادرات والاستثمار ومنع الطائرات السورية من الهبوط في الأراضي الأميركية أو التحليق فوقها.
- في عدد 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2003، عنوان في الصفحة الأولى: البرلمانيون العرب يدينون "محاسبة سوريا"، وذلك خلال الدورة الرابعة والأربعين للاتحاد البرلماني العربي. وفي الصفحة 6 تقرير تحت عنوان "إيران: لن نترك سوريا وحدها"، وذلك على لسان رئيس لجنة العلاقات الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني محسن ميردا مادي، الذي قال إن إيران مستعدة لمدّ يد العون لسوريا إذا طبّق قرار محاسبة سوريا.
- في عدد 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2003، في الصفحة 7 "العقوبات الاقتصادية على سوريا مقدّمة لعدوان عسكري"، وذلك على لسان السيناتور روبرت بايرد.
- في عدد 17 كانون الأول/ديسمبر 2003، عنوان في الصفحة الأولى "سوريا في مواجهة الابتزاز الأميركي".
- في عدد 24 آذار/مارس 2004، وفي الصفحة الأولى "سوريا في مواجهة الابتزاز".
- في عدد 26 أيار/مايو 2004، وفي الصفحة الأولى "دمشق: الابتزاز لا يخيفنا، اللوبي الصهيوني وراء محاسبة سوريا".