منتخب الأوروغواي يبحث عن مجدٍ ضائعٍ

منتخب الأوروغواي طبع نصف قرن بكرته. كان ذلك منذ بداية القرن العشرين حتى منتصفه بالتمام. لكن منذ الوصول إلى نصف نهائي مونديال 1970، تراجعت الكرة الأوروغويانية وغابت عن مسرح الأحداث حتى مونديال 2010 وها هي تستعدّ للمشاركة في مونديال روسيا.

قوة "السيليستي" في ثنائي خط هجومه سواريز وكافاني

بعد البرازيل بخمسة ألقاب مونديالية وألمانيا وإيطاليا بأربعة ألقاب، تأتي الأوروغواي، بالموازاة مع الأرجنتين، ثالثة بلقبين. الأوروغواي تتفوّق على كل من إسبانيا وفرنسا وإنكلترا التي تُعدّ من المنتخبات الكبرى.

"السيليستي" طبع نصف قرن بكرته. كان ذلك منذ بداية القرن العشرين حتى منتصفه بالتمام. في البدايات، في العشرينات، أحرزت الأوروغواي الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية مرتين فضلاً عن العديد من الألقاب في "كوبا أميركا" التي تحمل الآن رقمها القياسي بـ 15 لقباً.

التاريخ سيسجّل أن الأوروغواي نالت لقب أول مونديال في التاريخ عام 1930 عندما استضافت البطولة على أراضيها. لم تشارك في مونديالَي 1934 و1938، وفي إطلالتها المونديالية الثانية فقط ستُحرز اللقب مجدّداً. كان لقباً لا يُنسى أيضاً في عام 1950 في ملعب "ماراكانا" التاريخي بالفوز على منتخب البرازيل 2-1.

لكن منذ الوصول إلى نصف نهائي مونديال 1970، تراجعت الكرة الأوروغويانية وغابت عن مسرح الأحداث. لم يستطع الأوروغويانيون تخطّي الدور الثاني وحتى أنهم فشلوا في التأهّل إلى مونديالات 1994 و1998 و2006 حتى كانت العودة القوية في مونديال 2010 مع جيل دييغو فورلان ولويس سواريز وإيدينسون كافاني ودييغو غودين عندما وصلوا إلى نصف النهائي.

لكن هذا لا يمنع من أنه طيلة كل تلك السنوات قدّمت كرة الأوروغواي الكثير من اللاعبين أصحاب الموهبة العالية والسَحرَة في اللعبة أمثال إنزو فرانشيسكولي (الذي أطلق النجم الفرنسي السابق زين الدين زيدان إسم إنزو على نجله إعجاباً به) وروبن سوزا وألفارو ريكوبا.

منتخب الأوروغواي سيكون حاضراً في روسيا. فورلان لم يعد موجوداً، لكن سواريز وكافاني لا يزالان هنا. يكفي ذكر هذين الإسمين للاستدلال إلى قوة المنتخب الأوروغوياني أي خط الهجوم، إذ أن يجتمع جنباً إلى جنب مهاجم برشلونة وهداف باريس سان جيرمان والدوري الفرنسي فهذا يعني أن هذا المنتخب يمتلك أفضل ثنائي هجومي في البطولة. سواريز وكافاني وصلا إلى مرحلة باتا يجمعان فيها الموهبة التهديفية مع الخبرة والتجربة وهذا ما سيشكل عاملاً مهماً لمنتخبهما في المونديال الروسي.

لكن قوة المنتخب الأوروغوياني لا تكمن في ثنائي خط هجومه فحسب بل أيضاً في ثنائي قلب دفاعه، حيث يتواجد دييغو غودين وخوسيه ماريا خيمينيز اللذان يلعبان جنباً إلى جنب أيضاً في أتلتيكو مدريد الإسباني وهذا ما يجعل التفاهم والانسجام كبيراً بينهما.

كذلك فإن نقطة القوة الأخرى في "السيليستي" هي وجود المدرب المحلي أوسكار تاباريز الذي يُشرف على المنتخب منذ عام 2006 وقد قاده للتأهّل إلى 3 مونديالات على التوالي فضلاً عن إحراز لقب "كوبا أميركا" في 2011.

أمام هذه المعطيات لا يُتوقع أن يواجه المنتخب الأوروغوياني صعوبة في المجموعة الأولى التي تضم كلاً من روسيا ومصر والسعودية، إذ تشير التوقعات بأن "السيليستي" هو المرشّح للحصول على بطاقة التأهّل الأولى إلى دور الـ 16. أما في الأدوار الإقصائية فتلك قصة مختلفة حيث تُلعب كل مباراة كأنها نهائي قبل النهائي.

بطبيعة الحال، لن يكون منتخب الأوروغواي مرشّحاً لإحراز لقب مونديال روسيا. المنطق يقول ذلك. مشوار الأوروغواي سيُعدّ ناجحاً في حال الوصول إلى ربع النهائي على الأقل، وهذا ممكن. يبقى أن ما ينتظره المتابعون هو أن يلوّن سواريز وكافاني الشباك بأهدافهما.