الحرب السورية تغتال بطلة السباحة ميراي هندويان

الحرب في سوريا تغتال طموحات السباحة السورية البطلة ميراي هندويان كما قتلت طموحات وتطلعات شعب بأكمله.

ميراي
لم تترك الحرب الدائرة في سوريا صاحباً لها. وآخر ضحاياها بطلة السباحة للمسافات القصيرة ميراي هندويان التي اغتالتها وشقيقها أرمان قذيفة أنهت طموحاتها الرياضية الكبيرة.

وتروي بتي والدة ميراي لوكالة "فرانس برس" كيف بدلت قذيفة حياتها رغم نجاتها مع إبنها موسيس بعد إصابتهما بجروح.

وتقول "تذهب ميراي يومياً الى نادي السباحة عند الحادية عشرة ظهراً لكنها جاءت يوم الجمعة الى المحل وأخبرتني انها لا تريد الذهاب" مضيفة "قالت لي جئت كي أساعدك ماذا تريدينني أن أفعل؟ طلبت منها الذهاب لكنها رفضت".

وتضيف "عند الحادية عشرة والربع تقريباً، وجدت نفسي على الأرض بعد دوي صوت قوي وغبار. لم اقو على التحرك لأن الزجاج انكسر فوقي. سمعت صوت إبني الكبير يصرخ ماما إيدي راحت" جراء تعرضه لإصابة فيها.

في تلك اللحظات، كانت ميراي وشقيقها أرمان ممددين على الأرض لكن والدتهما لم تتمكن من رؤيتهما بسبب الغبار الذي خلفه الركام.

وتروي الأم بغصة "تحركت بصعوبة من الأرض والدم يسيل مني، قلت لميراي وأرمان ابقيا بقربي. كنت اظن أنهما على قيد الحياة.. عندما نظرت حولي بعدما خف الغبار، وجدت أرمان على الارض وامعاؤه خارج معدته. كان قد استُشهد".

وتحاول بتي أن تتمالك نفسها، تتنهد ثم تتابع بصوت يرتجف "ناديت ابنتي لأنني أعرفها جبارة وتتحمل كل شيء قبل أن أراها على الأرض أيضاً، بدون يدين ورجلين.. وتنزف. لم اتمكن من حملها لانني كنت مصابة وانزف".

ويوضح فيكان  والد ميراي الذي يعمل في مجال بيع الزجاجيات، إن المنطقة غالباً ما تتعرض لسقوط قذائف.

ويقول لـ "فرانس برس" إن "اعتدنا على هذا الموضوع وكانت ميراي تمدنا بالقوة".

وأضاف بحزن شديد "تكبدنا في وقت سابق خسائر مادية كالمحلات والمستودعات لكن هذه المرة كانت خسارتنا كبيرة.. خسرت ابني وابنتي معاً".

ومنذ طفولتها، اعتادت ميراي على السباحة. وتروي والدتها "كانت تحب السباحة وتريد الافضل في كل شيء" مضيفة "أرادت الوصول الى مستويات عالمية.. كان طموحها ان تكمل دراسة الماجستير حتى تصبح دكتورة تغذية".

وتشير الوالدة بفخر الى الميداليات التي حصدتها، معددة المنافسات التي فازت بها داخل سوريا وخارجها خصوصاً في ارمينيا التي تعود جذور العائلة إليها.

ويقول مدرب السباحة ونّس سلاحيان الذي أشرف على تدريب ميراي "بدأت أدربها على السباحة منذ كانت في الخامسة من عمرها وأصبحت بعدها بطلة سوريا لسنوات عدة وكانت ضمن منتخب حلب للسباحة".

وبعد دورات تدريبية عدة، باتت ميراي كما يوضح مدربها "مؤهلة للتدريب على السباحة وتم تعيينها مسؤولة عن تدريب البنات في منتخب حلب".

وعلى غرار معظم الرياضيين السوريين، استمرت ميراي كما يقول مدربها "في ممارسة الرياضة حتى بعد اندلاع الحرب.. وشاركت في في كافة بطولات الجمهورية وحازت فيها على المراكز الأولى".

ويضيف "كانت تستعد في الفترة الأخيرة للمشاركة في بطولات المياه المفتوحة لمسافات طويلة في البحر".

وأثار مقتل ميراي هندويان ضجة على مواقع التواصل الإجتماعي بعدما أن تناول مقال في صحيفة الإندنبندنت البريطانية الأمر مدعياً أنّ الفتاة قُتلت بقصف الجيش السوري على حلب.

وانطلقت حملة اعتراضات كبيرة على صفحات التواصل الاجتماعي، خاصة من بعض أصدقاء الفتاة السورية الذين يسكنون في المنطقة نفسها التي تقطن فيها ميراي، والذين أكدوا أنّ هذه الشابة قُتلت بقصف المجموعات المسلحة على المدنيين في حلب، وليس بقصف الجيش السوري.

ودفعت تعليقات النشطاء الرافضين لإلصاق التهمة بالجيش السوري الصحيفة إلى إضافة مقطع على المقال قالت فيه "عدد من المعلّقين ادّعوا أنّ الوفاة كانت نتيجة لهجوم المتمرّدين، على الرغم من أنّ هذه الادّعاءات لا يمكن إثباتها".