الظاهرية: فلسطينية الجغرافيا وبرازيلية التسمية
أخذت حديثاً المنافسات الكروية بين أندية كرة القدم الفلسطينية تحتل مكانة متميزة في الحياة الرياضية الفلسطينية، وترددت كثيراً أسماء الأندية واللاعبين على ألسنة الجماهير والمهتمين، وبدأت الألقاب تأخذ حيزاً لدى اللاعبين والأندية والإعلاميين بعد إعلان اتحاد كرة القدم الفلسطيني عام 2010 إطلاق الموسم الكروي بمشاركة 12 نادياً.
وتشكلت القاعدة الجماهيرية الأكبر على مستوى الأندية الفلسطينية في الضفة الغربية للنادي منذ تأسيسه عام 1974، وانطلقت من بيوت وحارات وأزقة الظاهرية، وامتدت لتصل باقي أرجاء الجنوب الفلسطيني ومحافظة الخليل بصورة خاصة، وتتوسع بشكل يومي، بحسب حديث خاص مع الناطق الإعلامي لنادي شباب الظاهرية غالب وريدات.
وقال وريدات لـ "الميادين نت": يُقال عنّا برازيل فلسطين لكثرة المواهب الكروية، وكلما تدخل حارة أو تمر من شارع تجد الأطفال والفتية يلعبون كرة القدم، وقام سكان الظاهرية بشراء حوالي 8 آلاف كرة قدم من النوع الممتاز خلال العام الماضي، الأمر الذي يبعث على الراحة والسرور في نفوسنا.
وقال مسؤول رابطة مشجعي الظاهرية محمد اقطيش لـ "الميادين نت" :"التشجيع في الظاهرية ينمو مع الأجيال منذ طفولتهم المبكرة، فالناس هنا يولدون على حب فريقهم منذ الصغر، لإيمانهم بأن كرة القدم هي هوية بلدهم، ونشعر أنها أمانة نحملها، ومكّنت القاعدة الجماهيرية الكبيرة للنادي رفع اسم الظاهرية محلياً وعربياً".
ولفت اقطيش إلى أنّ إشراك الجماهير بالنقد والتوجيهات والاقتراحات وحضور اجتماعات النادي ضاعف من محبة الناس للفريق، وتحمل الجماهير عناء التنقل والانتظار الطويل عبر حواجز الاحتلال، والتبرع السخي للنادي بسبب قلة الدعم للرياضة الفلسطينية، ولّد ثقة عالية بين الطرفين، حتى باتوا أسرة واحدة في أوقات الفرح أو الشدة.
يعتمد النادي على تبرّعات الناس في تأمين مستلزماته، وتقع هذه المهمة على كاهل رابطة المشجعين، حيث تجمع الرابطة سنوياً مليون دولار تقريباً من المواطنين، وتقوم إدارة النادي بصرف الزائد عن حاجتها لصالح طلبة الجامعات المحتاجين، ولأكاديمية الظاهرية الرياضية للموهوبين التي تأسست قبل عامين.
وقدم النادي ورابطته العديد الشهداء والأسرى، حيث استشهد حارس الفريق الشهيد ماهر وريدات وحارس المرمى الشهيد راسم خضيرات (في عام 1988) إبان انتفاضة الحجارة الأولى، ومنعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأعوام الخمسة الأخيرة 13 لاعباً من نادي الظاهرية من السفر للاحتراف واللعب في أندية أجنبية.
وحاز النادي على بطولة كأس الضفة عام 1983، وبطولة أندية الدرجة الأولى عام 1985، وبطولة الشهيد أبو عمار وكأس السوبر الفلسطيني عام 2011، وبطولة دوري جوال للمحترفين عامي 2013 و 2015، ومثّل فلسطين في بطولة الأندية العربية عام 2013، و كأس الاتحاد الأسيوي عام 2014.
وقال المواطن الفلسطيني راتب القيسية (49 عاماً) لـ "الميادين نت": "أرافق أنا وأبنائي الغزلان وهم يجوبون الضفة الغربية لرفع اسم نادينا وبلدنا للأعلى، وأجمل المباريات هي التي تجمعنا بنادي شباب الخليل، الغريم التقليدي لنادينا، وتكون فيها أعصابي مشدودة، ولكنني لا أتوقف عن الهتاف لتشجيع لغزلان".
وبيّنت مصادر محلية لـ "الميادين نت" أن حال نسوة البلدة لا يقل شأناً عن رجالها، في حب الغزلان والتشجيع والمتابعة، سواء عبر متابعة مباريات الفريق في الملاعب، أو عبر أجهزة المذياع وشاشات التلفزيون، وتحفيز الأبناء على ضرورة الانخراط في مشوار كرة القدم التي باتت أهم معالم الظاهرية.
وتقع الظاهرية في أقصى جنوب الضفة الغربية على بعد 22 كم جنوب مدينة الخليل، وتعدّ البوابة الجنوبية للضفة الغربية، ويصل عدد سكانها 40 ألف نسمة تقريباً، وتعتبر ثالث أكبر تجمع سكاني في محافظة الخليل، وتحمل العديد من محلاتها التجارية ومؤسساتها اسم غزلان الجنوب تيمّنا بلاعبي ناديهم.