ويلز... "منتخب النجم" بين خيبات كثيرة وإنجازات قليلة

يشتهر منتخب ويلز بأنه يبرز فيه، في كل فترة، نجم واحد يكون كلَّ شيء في صفوفه. وهذا ما حدث أكثر من مرة في تاريخه.

  • ويلز...
    ويلز... "منتخب النجم" بين خيبات كثيرة وإنجازات قليلة

لعل المنتخب الويلزي هو بين المنتخبات القليلة التي تُعرَف بـ "منتخب النجم"، بحيث يبرز فيها نجم واحد يكون كلَّ شيء في الفريق. الكرة الويلزية تشتهر بذلك. هي التي قدّمت أسطورة ليفربول أيان راش، وأسطورة مانشستر يونايتد راين غيغز. وقدّمت منذ سنوات النجم غاريث بايل، ومعهم بعض اللاعبين البارزين، كغرايغ بيلامي سابقاً، وآرون رامسي حالياً، بالإضافة إلى جو آلن.

في هذه الحالة، أي عندما يكون النجم هو أساس المنتخب ومصدر قوّته، فإن النتيجة في البطولات تكون مرتبطة بتألّق هذا النجم. فإن كان في أفضل أحواله، شرْط أن يلقى المساندة من سائر اللاّعبين، فإنّ النتيجة تكون جيدة. أما عكس ذلك، فإن النتائج تكون مخيِّبة.

هذه النتائج المخيِّبة ما أكثرها بالنسبة إلى منتخب ويلز، على الرَّغم من وجود هؤلاء الأساطير والنجوم، إذ إن المنتخب الويلزي لم يتأهّل إلى نهائيات كأس العالم سوى مرة واحدة عام 1958، حين وصل إلى ربع النهائي، ثم غاب تماماً عن كل البطولات اللاحقة، بحيث كان دائماً متفرّجاً.

أمّا في كأس أوروبا، فإن الوضع لا يبدو أفضل كثيراً، إذ إن منتخب ويلز تأهّل مرتين سابقاً إلى النهائيات عام 1976، عندما وصل إلى ربع النهائي، ثم انتظر حتى عام 2016 ليتأهّل مجدّداً إلى النهائيات، حين وصل إلى نصف النهائي قبل الخسارة أمام البرتغال. وتلك كانت أفضل نتائجه.

هكذا، فإن منتخباً لعب في صفوفه، في حِقْبتَين، الأسطورة راش والأسطورة غيغز، لم يتمكّن من فعل أيّ شيء على الرَّغم من أن هذَين النجمين كانا من أفضل اللاعبين، كل في جيله. ويبدو من المجحف أن هذين اللاعبَين لم يتوِّجا مسيرتيهما بحجز بطاقة في المونديال أو كأس أوروبا، بحيث اكتفيا فقط بإنجازاتهما في ناديَي ليفربول ومانشستر يونايتد.

بالنسبة إلى بايل، فإن الوضع كان أفضل حالاً، نوعاً ما، إذ إن الفرصة أُتيحت لهذا اللاعب من أجل اللَّعِب في كأس أوروبا، مرةَ أولى عام 2016، وها هو الآن يستعدّ للمشاركة مرةً ثانية.

في عام 2016، كان بايل في قمّة مستواه، وكان إلى جانبه رامسي أيضاً في قمّة عطائه ولياقته، بالإضافة إلى عدد من اللاعبين الجيّدين، أمثال جو آلن وهال روبسون – كانو وآشلي وليامس. وهذا ما شكّل إضافة ومساندة لبايل، ومعه رامسي، في حين أن هذا الأمر لم يتوافر سابقاً لكل من راش وغيغز.

هكذا، تصدّر منتخب ويلز ترتيب مجموعته في تلك البطولة على الرغم من وجود إنكلترا، ثم تفوَّق في الدور الثاني على أيرلندا الشمالية، وفي ربع النهائي على إسبانيا، قبل أن يخسر أمام البرتغال في نصف النهائي.

مجدَّداً، سيكون بايل في البطولة الحالية النجمَ الأبرز الذي تعوّل عليه ويلز. وسيعتمد، بالتالي، تحقيقها موقعاً متقدماً في البطولة على مستواه والمساندة التي سيلقاها. صحيح أنه قدّم موسماً رائعاً مع توتنهام، وهذا يجعله جاهزاً معنوياً للبطولة الحالية، إلاّ أن الأمور حاليّاً تبدو مغايرة عمّا حدث في عام 2016، بحيث إن رامسي لم يعد كما ذي قبل، كما أن جو آلن ليس "المتألقَ" الذي كانه في ليفربول، بينما يبرز فقط بين سائر اللاعبين في التشكيلة الويلزية، الشابُّ دانيال جيمس، لاعب مانشستر يونايتد، والذي من الممكن أن يقدّم حلولاً إضافية في الجانب الهجومي.

بالتأكيد، لو كان غيغز موجوداً مع المنتخب الويلزي لقيادته في البطولة الحالية، فإن هذا كان سيشكّل إضافة لويلز، نظراً إلى خبرته وتجربته، إلاّ أنه استُبعِد من الاتحاد الويلزي لكرة القدم بسبب مسألة شخصية، ليكون المدرب حالياً هو روبرت بيدج، الذي قاد منتخبات الفئات العمرية في ويلز، والذي وجد نفسه فجأة أمام التحدّي. وأيّ تحدٍّ سيكون في نهائيات كأس أوروبا في ظل وجود أفضل المنتخبات.

يمكن القول إنه، على غرار المنتخبات من نوعية ويلز، وفي مجموعة توجد فيها إيطاليا، فإن مباراته الأولى أمام سويسرا ستكون الأهم، وذلك قبل أن يلعب المباراة الأصعب أمام إيطاليا، ثم يواجه تركيا في مباراة، من المرجَّح أن نتيجتها ستحسم تأهّله.

بطولة أمم أوروبا (يورو 2020) والتي تقام بعد عام بسبب تأجيلها لظروف انتشار جائحة كورونا، في ظل تفاؤل بتميز البطولة، حيث ستشهد حضوراً جماهيرياً في 11 ملعباً في 11 مدينة.