في إيران... الرياضة ثباتٌ ومقاوَمة
الرياضيون الإيرانيون يتألّقون ويفوزون دائماً في البطولات والمسابقات الكبرى، لكن في إيران هناك الفوز الأهم.
تُكرِّم الدول رياضييها وتحتفي بهم عندما يفوزن بالألقاب والميداليات. إيران بدورها تكرّم رياضييها وتحتفي بهم عند فوزهم، إذ إن هؤلاء يرفعون اسمها ويعبّرون عن قوّة شعب إيران الذي رغم الحصار فإنه يقدّم المبدعين في كافة المجالات وبينها الرياضة.
لكن التكريم الأهم عند إيران هو للفوز الأهم. هو التكريم على الوطنية وعلى الثبات على ثوابت إيران في مواجهة الأعداء، والثبات على دعم فلسطين وقضيّتها المحقّة ومظلومية شعبها، وهذا ما يفعله الرياضيون الإيرانيون عندما يرفضون اللعب أمام لاعبين من كيان الاحتلال والتطبيع الرياضي. هم هنا يفوزون لو خسروا الميداليات. يفوزون بوطنيّتهم. يفوزن بتمسّكهم بمبادىء الثورة الإسلامية الإيرانية منذ انتصارها عام 1979، ويشكّلون مصدر فخر لإيران في مناصرتها لقضية فلسطين ودعمها لفلسطين.
هكذا، كان لافتاً تكريم وزارة الرياضة والشباب الإيرانية 20 رياضياً من محافظة مازندران في إيران قبل أيام، وذلك لامتناعهم عن خوض مباريات أمام رياضيين "إسرائيليين" حتى لا يعترفوا بكيان الاحتلال، وقد منحتهم وزارة الرياضة شهادات تقدير ولقّبتهم بـ "الرياضيين الشجعان". وأكّدت الكلمات في الحفل التكريمي على أن التعاطف مع الشعب الفلسطيني المظلوم ورفض الاعتراف بكيان الاحتلال أهم من كل الميداليات الذهبية.
هؤلاء الرياضيون هم عيّنة ممّا تقدّمه الرياضة الإيرانية دائماً في المحافل الرياضية العالمية، ولا يبدو غريباً على هؤلاء مواقفهم المشرّفة هذه، إذ إنها مترسّخة في قلوبهم وعقولهم.
هذا النهج في الرياضة الإيرانية هو نتاج لتوجيهات مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الإمام علي الخامنئي، كما يتأكّد ذلك، على سبيل المثال، من خلال استقباله لاعب الشطرنج الناشئ آرين غلامي قبل عامَين، حيث كرّمه وأشاد به بعد أن امتنع عن خوض مباراة أمام لاعب من كيان الاحتلال في مسابقة دولية في السويد.
وقال قائد الثورة الإسلامية حينها أن هكذا ناشئة وشباب يشكّلون ذخراً قيّماً لإيران.
وقبل ذلك بعامَين أيضاً، كان تكريم الإمام الخامنئي للمصارع الإيراني، علي رضا كريمي، لرفضه اللعب أمام مصارع من كيان الاحتلال في البطولة العالمية في بولندا، وأشاد أيضاً به معبّراً عن شعوره بالفخر والاعتزاز لخطوته.
بالتأكيد فإن هذا التكريم من الإمام الخامنئي لغلامي وكريمي يفوق لديهما كل ما يمكن أن يحصلا عليه من ميداليات، وهذا ما يطمح إليه الرياضيون الإيرانيون.
أن تكون رياضياً إيرانياً يعني أن تكون، باختصار، "رياضياً مقاوِماً".