إيطاليا هي البلد الذي لطالما كان يسمى "جنة كرة القدم". أكبر النجوم وأفضل اللاعبين والمدربين كانوا يتوجهون للعب في الأندية الإيطالية. بلد الموضة والأزياء كان حُلماً لكل لاعب كرة قدم.

أسماء كثيرة مرّت على الدوري الإيطالي. شهد أسماء عظيمة وتاريخية. ومن بين هذه الأسماء، المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي درب سابقاً إنتر ميلانو، وفاز معه بثلاثية الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا ودوري أبطال أوروبا في موسم 2009-2010.

بعد رحيله عن إنتر، شغل منصب مدربٍ في العديد من الأندية، من بينها ريال مدريد ومانشستر يونايتد، وآخرها توتنهام، الذي أقيل منه في نيسان/أبريل الماضي. وبعد هذه الجولة في عالم التدريب، عاد مورينيو إلى إيطاليا من بوابة فريق "ذئاب" العاصمة روما.

لماذا روما؟

بعد سنوات من الخيبات التي عاشها مورينيو، وخرج فيها مُقالاً من كل الأندية التي دربها في الفترة الأخيرة، مثل مانشستر يونايتد وتشلسي وتوتنهام، فقد الكثير من قدراته. لم يعد المدرّب القادر على المنافسة بالشكل الذي كان عليه بالسابق. لم يعد قادراً على أخذ كل ما يريده من اللاعبين، كما فعل في إنتر ميلانو. مورينيو طلب من صامويل إيتو في إنتر اللعب كظهير أيمن، وإيتو ردّ لاحقاً: "لن أفعلها إلا بطلب من مورينيو".

ذهب مورينيو إلى نادي روما ليبحث عن الهدوء. كان يريد استعادة شغفه في مدينة ونادٍ شغوفين بكرة القدم، ويرغب في اللعب بعيداً من الضغوط. كان أقصى ما يُطلب منه هو التأهل إلى دوري أبطال أوروبا. في إيطاليا، المنافسة قوية. وقد استعادت الكثير من بريقها، لكنَّ كرة القدم هناك ليست بسرعة الكرة في إنكلترا. خطط مورينيو المتحفظة والدفاعية قد تنجح في إيطاليا، وليس مستبعداً أن يعيد روما إلى الواجهة.

اختار مورينيو روما سريعاً، على الرغم من أن التقارير الصحافية أشارت إلى إمكانية انضمامه إلى فريق إيطالي آخر هو يوفنتوس، ولكن يبدو أنه لا يريد أن يجلس في استوديوهات التحليل لفترة طويلة، ويرغب في خوض تجربة جديدة مع فريق عريق في إيطاليا، ولكنه متواضع من حيث المتطلبات، ففي روما لا يريدون لقب الدوري حالياً، إنما استعادة بعض من البريق.

𝐎𝐅𝐅𝐈𝐂𝐈𝐀𝐋 🤝

The club are delighted to announce an agreement has been reached with Jose Mourinho for him to become our new head coach ahead of the 2021-22 season.
#ASRoma pic.twitter.com/f5YGGIVFJp

— AS Roma English (@ASRomaEN) May 4, 2021

يعود جوزيه إلى روما وفي باله بناء مشروع ناجح. الرجل الذي حقق 25 لقباً في مسيرته، قال للموقع الرسمي للنادي: "شكراً لعائلة فريدكين لأنها اختارتني لقيادة هذا النادي العظيم، ولكي أكون جزءاً من رؤيتهم".

وأضاف: "بعد اجتماعات مع المالك وتياغو بينتو، فهمت على الفور المدى الكامل لطموحاتهم تجاه روما. هو الطموح والدافع نفسه الذي كان يشكّل دافعاً لي دائماً. إننا نريد معاً بناء مشروع ناجح خلال السنوات المقبلة".

مورينيو أقنعه "الشغف المذهل لمشجعي روما بقبول الوظيفة"، وأردف قائلاً: "لا أطيق الانتظار لبدء الموسم المقبل".

إذاً، شعار مورينيو في الفترة المقبلة هو الابتعاد عن الأضواء قليلاً والتدريب بهدوء، ولكنه يعلم أن الاهتمام سيلحقه إلى العاصمة الإيطالية، فبمجرد إعلان خبر انضمامه إلى "الذئاب"، ارتفعت أسهم النادي في السوق. روما سيصبح مع جوزيه "تحت المجهر".