"الأخطبوط" جوني كالافات.. الرجل الأول في ريال مدريد!
نجح ريال مدريد في السنوات الأخيرة في التعاقد مع العديد من المواهب الشابة التي تركت بصمتها. ولمع بريقها في كرة القدم الأوروبية، وأصبحت تجذب الأنظار إليها. ووراء كل هذه الأسماء والتعاقدات رجل واحد لُقبَ بـ "الأخطبوط" وهو الإسباني - البرازيلي جوني كالافات.
اشتهر برشلونة الإسباني بأنه ساقية إسبانيا في صناعة النجوم الصغار، حيث خرّجت "لاماسيا" أسماء ستبقى خالدةً في صفحات تاريخ كرة القدم أمثال ميسي، تشافي، إنييستا وغيرهم. أما خصم النادي الكتالوني الأزليّ ريال مدريد، فعُرِف بدفع الأموال والملايين هنا وهناك. صنع فلورنتينو بيريز رئيس "الملكي" ما سمي بـ "الغلاكتيكوس" بيكهام، رونالدو، فيغو، زيدان وكارلوس وأسماء أخرى، لكن أكبر إنجازاتهم بهذا الفريق كان الدوري الإسباني.
تغيّرت الأحوال وانقلبت الطاولة. اليوم، بات برشلونة هو من يدفع مئات الملايين، ومعظم هذه الملايين ذهبت هباءً وأكبر مثال على ذلك صفقة البرازيلي فيليبي كوتينيو. أصبح برشلونة يعيش اليتم في "لاماسيا" التي لطالما كانت محط أنظار كشَّافي الأندية الأوروبية.
في المقابل، تحوّل ريال مدريد إلى ساحة الشبان الأفضل حول العالم حالياً. أخذ الريال يخطف كل المواهب، خصوصاً تلك التي تلمع في سماء أميركا الجنوبية. الملفت أن الريال باستقطابه لكل الأسماء الشابة تلك، كان قادراً على تحقيق ثلاث بطولات في دوري أبطال أوروبا.
كاسيميرو، ماركو أسينسيو، فيديريكو فالفيردي، إيدير ميليتاو، تاكيفوسا كوبو، أندري لونين، مارتين أوديغارد، فينيسيوس جونيور، رودريغو غوس وقائمة طويلة من الأسماء الشابة موجودة اليوم في مدريد، ولا يمكن التشكيك أبداً في قيمتها من حيث الناحية الفنية.
وراء هذه الثروة الكروية رجل واحد، تكثر ألقابه منها مهندس الصفقات، الثعلب الكشّاف، الرجل الغامض، الجندي المجهول وذراع بيريز الطويلة، ولكن الاسم واحدٌ إنه جوني كالافات. الرجل الذي يعمل في الظّل وكان سبب نجاح ريال مدريد في خطف كل هذه المواهب التي شغلت معظم أندية أوروبا.
من هو جوني كالافات؟ وكيف يعمل؟
لُقب جوني كالافات بـ "الأخطبوط" وذلك نظراً لاتساع شبكة علاقاته الدولية الكبيرة، حيث تربطه علاقات جيدة برؤساء أندية وإعلاميين خصوصاً في أميركا الجنوبية. ينحدر كالافات من أصول لبنانية إضافة إلى أنه يحمل الجنسيتين البرازيلية والإسبانية.
ولد جوني في إسبانيا لكنه نشأ وترعرع في البرازيل كلاعب كرة قدم داخل الصالات، بعدها انتقل ليلعب الكرة في مدريد، وهناك تعرف على شخصيات مهمة ولاعبين كبار خاصة البرازيليين أمثال روبيرتو كارلوس ورونالدو نازاريو. لقد كان صديقاً مقرباً من الجميع، وكان محبوباً من أسرهم أيضاً. اعتزل كرة القدم منذ 10 سنوات تقريباً وأصبح محللًا رياضيًا لإحدى وسائل الإعلام الإسبانية. في 2014، انضم إلى ريال مدريد ككشاف مواهب وانصبّ جلّ تركيزه على القارة الأميركية الجنوبية.
يعتمد كالافات على إنشاء شبكة من الكشافين، حيث يقوم بتو لو كان هذا ازيعها على مختلف الدول في أهم دوريات كرة القدم في العالم، ولا يطلب الكثير من هؤلاء سوى متابعة وملاحقة كل اسمٍ لامع في دولة حتىللاعب يلعب في حيّه ومع أصدقائه، ومن ثم رَفعُ التقارير له شخصياً، ولا يقبل أن تحوّلَ التقارير إلى أي أحد غيره، حتى أن عملية التعاقد معهم وضمهم إلى ريال مدريد تعود إليه. كل هذه الثقة الممنوحة جاءت نتيجةً لما قدّمه للفريق.
التعاقد مع الأوروغوياني فيديريكو فالفيردي هو أبرز مثال على ذلك، حيث كانت تسعى ثلاثة أندية هي أرسنال وبرشلونة وتشيلسي لضم لاعب بينارول الأوروغوياني، وكانت الأخبار تشير إلى أن "الغانرز" حسم الصفقة. تدّخل كالافات، وكان له ما أراد، فالفيردي سيذهب إلى مدريد بعرض مغرٍ 5 مليون يورو، لكن الاعتراض جاء من الجهاز الطبي لريال مدريد، حيث رفض أطباء الفريق اللاعب لأنه يعاني من سوء التغذية وكانوا يرون أنه لن يكون قادراً على الركض، تدخل جوني مرة أخرى ورفض توصية الأطباء، وأتم الصفقة على مسؤوليته الشخصية. يبدو أن أطباء الريال عادوا إلى مراجعة حساباتهم. فالفيردي اليوم من أفضل اللاعبين من الناحية البدنية في ريال مدريد.
لا يمكنك البحث عن جوني في الصحف أو في وسائل الإعلام، لكن يمكنك معرفته من نجاحه في إدارته لعمله في ريال مدريد، من خلف الكواليس بتكتم شديد تتم الأمور مع كالافات، أوديغارد فينيسيوس ورودريغو أمثلة أخرى على نجاح الإسباني - البرازيلي. معظم أندية أوروبا كانت تسعى لضم النرويجي أوديغارد، لكن كالافات اتصل بوالد اللاعب وناديه، واجتمع معهم في عشاء بسيط، ومن يقول "لا" لريال مدريد؛ لا أحد.
كاسيميرو قد يكون أبرز إنجازات كالافات حيث نجح الأخير في إقناع والديه بأنه سيكون لاعباً من الأفضل في العالم في الريال، وقدم لهما وعداً بذلك، ويبدو أن كالافات يعمل جاهداً على أن يكون صادقاً، لذلك قام بحسم الصفقة سريعاً مع نادي ساو باولو، وضم كاسيميرو إلى "الكاستيا" من ثم نقله إلى بورتو البرتغالي على سبيل الإعارة لسقل موهبته. نضج البرازيلي وعاد واحداً من الأفضل في مركزه للعاصمة الإسبانية.
بات اسم كالافات اليوم الأكثر ظهوراً في الإعلام الإسباني، اسمه تخطى جدران "سانتياغو بيرنابيو"، نجاحات الرجل في إتمام عمله دفعت الـ "paparazzi" إلى البحث عن سرّ نجاح ريال مدريد في جذب واستقطاب كل هذه المواهب الشابة.