ريال مدريد... وداعاً لـ "الغلاكتيكوس" وأهلاً بالمواهب
يواصل ريال مدريد بناء فريقه لمرحلةٍ جديدةٍ مقبلةٍ مع تخطّي الكثير من لاعبيه عتبة الثلاثين عاماً. الجديد هو التعاقُد مع البرازيلي الموهوب رينييه.
في مطلع الألفية الجديدة اشتهر ريال مدريد باعتباره النادي الأكثر تعاقُداً مع النجوم العالميين بمبالغ مُرتَفِعة بدءاً من الحقبة الشهيرة التي عُرِفت بالـ "غلاكتيكوس" والتي ضمَّت النجوم البرازيليين رونالدو وروبرتو كارلوس والفرنسي زين الدين زيدان والبرتغالي لويس فيغو والإنكليزي ديفيد بيكهام، ثم لحق بهم الإيطالي فابيو كانافارو وجاء بعدهم البرازيلي روبينيو والهولندي أريين روبن ومواطنه رود فان نيستلروي وغيرهم، ثم جاءت حقبة "الغلاكتيكوس" الثانية التي ضمَّت النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي كان حينها أغلى تعاقُد في التاريخ، والفرنسي كريم بنزيما والألماني مسعود أوزيل والبرازيلي كاكا وسيرجيو راموس، ثم جاء الويلزي غاريث بايل بمبلغٍ قياسي والكرواتي لوكا مودريتش والكولومبي خاميس رودريغيز وصولاً إلى الحقبة الأخيرة التي حقَّقت نجاحات باهِرة وسيطرت على الكرة الأوروبية بـ 3 ألقاب في دوري الأبطال والتي ضمَّت رونالدو قبل مغادرته وبايل وبنزيما والألماني طوني كروس ومودريتش وراموس والفرنسي رافايل فاران وغيرهم.
في الوقت الحالي يبدو أن "الميرينغي" مقبل على مرحلة جديدة خصوصاً وأن أكثر اللاعبين الذين حقَّقوا تلك النجاحات قد تخطوا عتبة الثلاثين عاماً وباتوا في السنوات الأخيرة لهم في الملاعب، والحديث عن راموس ومارسيلو وبايل وبنزيما ومودريتش وكروس ما يجعل النادي أمام مهمّة إعادة بناء الفريق وتدعيمه ليبقى بين صفوة الأندية الأوروبية كما هي حاله دائماً.
لكن ما يبدو مُلاحظاً منذ العام الماضي أن عملية التأسيس للمرحلة الجديدة بات يتّبع فيها ريال مدريد استراتيجية جديدة لا تعتمد كثيراً على التعاقدات المليونية الضخمة في سوق الانتقالات، بل على انتقاء الشبان الموهوبين الذين إما أصبحوا مباشرة في تشكيلة الفريق الأول أو الرديف أو تمّت إعارتهم لاكتساب الخبرة والتجربة ليعودوا جاهزين إلى ملعب "سانتياغو برنابيو"، وهي استراتيجية تبدو ناجحة من خلال ما يقدِّمه هؤلاء اللاعبون.
يمكن في البداية الحديث عن الأوروغوياني فيديريكو فالفيردي (21 عاماً) الذي أصبح عنصراً أساسياً وهاماً في التشكيلة وفرض وجوده من خلال تقديم مستويات رائعة وثابتة كما لو أنه يلعب في صفوف الفريق منذ سنوات. يبدو واضحاً أن فالفيردي بات أحد أساسيات المرحلة المقبلة في خط وسط الفريق المدريدي.
في الدفاع يمتلك الفريق حالياً لاعبَين شابين هما البرازيلي إيدير ميليتاو (22 عاماً) والفرنسي فيرلان ميندي (24 عاماً) إلى جانب الفرنسي الآخر رافايل فاران الذي بإمكانه قيادة دفاع الفريق خَلَفاً لراموس لسنواتٍ عديدةٍ مقبلة إذ إنه لا يزال في السادسة والعشرين من عُمره.
في الهجوم يسيطر عنصر الشباب على ريال مدريد إذ أن الفريق يمتلك ثلاثياً موهوباً والحديث عن البرازيليين رودريغو (19 عاماً) وفينيسيوس جونيور (19 عاماً) والصربي لوكا يوفيتش (21 عاماً).
لكن الإضافة الكبيرة التي سيحصل عليها ريال مدريد تكمُن في لاعبيه المُعارين والحديث هنا بالدرجة الأولى عن النروجي مارتن أوديغارد (21 عاماً) الذي يقدّم مستويات مُدهِشة مع ريال سوسييداد وهو من أفضل لاعبي الوسط في البطولة الإسبانية حالياً، أما الثاني فهو المغربي أشرف حكيمي (21 عاماً) الذي أذهل الجميع بتطوّر أدائه مع بوروسيا دورتموند الألماني وبات ريال مدريد مُصمّماً على استعادته إلى صفوفه.
كما أن الياباني تاكيفوسا كوبو (18 عاماً) والذي يُحكى الكثير عن موهبته فإنه مُعار حالياً لمايوركا لاكتساب الخبرة والتجربة حيث ينتظر منه ريال مدريد الكثير بعد عودته إلى الفريق.
استراتيجية "الميرينغي" هذه تأكّدت أمس من خلال توصّل النادي إلى اتفاق لضمّ شاب برازيلي جديد هو رينييه (18 عاماً) لاعب وسط فلامنغو والذي يتمتّع بموهبةٍ كبيرةٍ مقابل 35 مليون يورو، حيث سيلتحق بالفريق الرديف "ريال كاستيا" بعد انتهاء مُشاركته مع "السيليساو" في مسابقة كرة القدم في أولمبياد طوكيو 2020.
وبحسب صحيفة "ماركا" فإن ريال مدريد أنفق 132 مليون يورو لضم 6 لاعبين هم: رودريغو وفينيسيوس ورينييه وماركو أسينسيو وأوديغارد وكوبو، وهذا دليل على استراتيجيته الجديدة إذ إن ما يقارب هذا المبلغ كان يدفعه لضم لاعب واحد كما الحال مع بايل.
هكذا يبدو ريال مدريد المقبل فريقاً يضجّ بالمواهب والشباب، رغم أن هذا لا يمنع من أن يتعاقد النادي مع بعض النجوم العالميين على غرار ضمّ البلجيكي إيدين هازار الصيف الماضي، لكن الواضح أن الاستراتيجية الجديدة هي: مواهبٌ، وصُنِع في مدريد.
⚽🇧🇷 El juego de Reinier, nuestra nueva incorporación... #WelcomeReinier | #HalaMadrid pic.twitter.com/TW8sxRADLp
— Real Madrid C.F.⚽ (@realmadrid) 20 janvier 2020