"جوهرة" في برشلونة

في السنوات القليلة المقبلة لن يبحث برشلونة كثيراً عن جوهرته الجديدة بعد حقبة نجمه الأسطوري ليونيل ميسي. "الجوهرة" موجودة فعلاً في مدينة برشلونة وحتى أن بريقها بدأ يزداد أياماً بعد أيام وهذا ما تأكّد مجدّداً أمس.

أكّد ريكي بويغ مجدّداً أمس موهبته الكبيرة

في السنوات القليلة المقبلة لن يبحث برشلونة كثيراً عن جوهرته الجديدة بعد حقبة نجمه الأسطوري ليونيل ميسي. "الجوهرة" موجودة فعلاً في مدينة برشلونة وحتى أن بريقها بدأ يزداد أياماً بعد أيام. لا يمكن عند مشاهدة مقاطع فيديو للشاب ريكي بويغ في فريق برشلونة الثاني إلا الانبهار بموهبته. هو لاعب الوسط المهاري والذكي والموهوب. هو اللاعب الذي يمكنه "أن يدفع الجماهير للقيام من أماكنها" كما وصفته صحيفة "سبورت" الكتالونية ذات مرة.

هو اللاعب الذي يصول ويجول مع فريق برشلونة الثاني مقدّماً أداء ساحراً وعلى ظهره الرقم 6. قلنا الرقم 6؟ هل بويغ هو تشافي هرنانديز الجديد؟ فيه شيء من تشافي، لكن فيه الكثير من أندريس إينييستا وكثر يشبّهون هذا الشاب بـ "الرسام" شريك تشافي السابق في خط الوسط الخيالي الذي مرّ على برشلونة، حتى أن تشافي تحدّث عن موهبته مراراً وتوقّع أن يكون له شأن في السنوات المقبلة في "البلاوغرانا". عندما يتحدّث نجم مثل تشافي عن لاعب موهوب فهذه شهادة لا مثيل لها.

أين مدرب برشلونة إرنستو فالفيردي من هذه الجوهرة؟ يجدر القول أن فالفيردي استدعى بويغ للفريق الأول وأشركه في المباراة أمام هويسكا في "الليغا" مع قرب نهاية الموسم الماضي، علماً أن مشاركته الأولى مع "البرسا" كانت في حزيران/ يونيو 2018 في المباراة أمام كولتورال ليونيزا في مسابقة كأس إسبانيا، لكن مشاركته في المباريات الاستعدادية للموسم الحالي خلال هذا الصيف تركت انطباعاً ممتازاً عما يمكن أن يقدّمه بويغ رغم سنه الصغيرة للفريق الأول.

رغم ذلك فإن فالفيردي فضّل أن يستمر بويغ في فريق "برشلونة ب" لحصوله على وقت كاف في اللعب ونظراً لوجود "زحمة" لاعبين في وسط الفريق الأول لبرشلونة هذا الموسم. أما بويغ فيعتبر نفسه لاعباً للفريق ب لكنه جاهز عندما يطلبه فالفيردي.

ما هو متوقّع أن تُمنح الفرصة أكثر لبويغ هذا الموسم إلى جانب ميسي ورفاقه باعتبار أن لاعبي برشلونة ب بإمكانهم اللعب للفريق الأول حيث من الممكن رؤيته في مباريات الكأس مثلاً أو في بعض مباريات الدوري، وهذا الأمر يتأكّد مع احتفاظ برشلونة بلاعبه الشاب وعدم إعارته إلى فريق آخر.

وبالفعل فإن بويغ يواصل إبداعاته مع الفريق الثاني لبرشلونة. أمس كان جمهور "البرسا" على موعد مع هذا الإبداع من خلال هدف بتسديدة رائعة وصناعته هدفاً آخر بطريقة مهارية مميزة في تخطي اللاعبين المنافسين قبل تمرير الكرة لزميله. لا شك بأن هاتين اللقطتين زادتا من إعجاب الكتالونيين ببويغ تماماً كما زادتا من ثقة فالفيردي بموهبته. 

مرّ عامان في ملعب "كامب نو" من دون إينييستا. في فريق مثل برشلونة لا يمكن العيش طويلاً من دون إينييستا. يبدو أن هذا النجم عائد.