وسط تفاقم الأزمة الإنسانية.. اشتباكات العسكر في السودان تتصاعد
اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" في السودان في 3 مناطق. وفي ولاية جنوب دارفور، يستمر القتال بين الجانبين، لليوم الرابع على التوالي، في مدينة نيالا عاصمة الولاية.
أفادت وكالة "سبوتنيك" في السودان، اليوم الأحد، بوقوع اشتباكات عنيفة بين قوات طرفي النزاع في البلاد في 3 مناطق.
وقال شهود عيان، للوكالة، إنّ "اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وقعت في محيط سلاح المدرعات جنوبي العاصمة الخرطوم".
وأضافوا أنّ "الجيش السوداني قصف بالمدفعية موقعاً لقوات الدعم السريع في مدينة أم درمان في ولاية الخرطوم".
وفي ولاية جنوبي دارفور، يستمر القتال بين الجانبين، لليوم الرابع على التوالي، في مدينة نيالا عاصمة الولاية.
وتتواصل، منذ أكثر من 3 أشهر، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، في مناطق متفرقة من السودان، يتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
اقرأ أيضاً:السودان: الجيش يصعّد هجماته على مواقع "الدعم السريع" وسط البلاد
وظهرت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو، للعلن بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمكون المدني، في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
واتهم دقلو، الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم، وعدم تسليم السلطة للمدنيين، بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات "الدعم السريع"، تمرداً ضد الدولة.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، بيد أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.
وفي شأن متعلق بالتطورات السياسية، قالت الخارجية السودانية، أمس السبت، إنّ "الحديث في الساحة الداخلية حالياً ليس عن مفاوضات، وإنما عن إنهاء التمرّد"، مؤكدةً أنّ "خروج قوات الدعم السريع من منازل المواطنين شرط أساسي في مقابل العودة إلى التفاوض".
وكانت قوات "الدعم السريع" رفضت أكثر من مرة اتهامها بدخول منازل المواطنين، مشددةً على أنّ "عقدة النزاع تكمن في بقاء قيادة الجيش الراهنة"، وأنّ "القتال لن ينتهي إلا بذهابها".
اقرأ أيضاً: تقرير: الإمارات أرسلت الأسلحة لمساندة "الدعم السريع" في السودان
تدهور الوضع الصحي
ومع استمرار القتال، تدهور الوضع الصحي في السودان، بينما حذّرت الجهات الإغاثية من اقتراب البلاد أكثر فأكثر إلى كارثة صحية شاملة، بحيث يشكل فصل الأمطار الراهن تهديداً كبيراً لأغلبية المناطق داخل مناطق النزاع.
وفي إطار متابعته للموقف الصحي في البلاد، أعلن المجلس القومي للأدوية والسموم عن إعداد قائمة بالأدوية غير المتوافرة، أو التي لديها نقص في الإمداد.
وناشد المجلس، في تعميم صحافي، مستوردي الأدوية الاستجابةَ العاجلة لسدّ هذا النقص، مؤكداً التزامه تذليل كل الصعوبات لتسهيل عملية استيراد الدواء.
كما قالت السكرتيرة الإعلامية للجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان رزان الدوري في حديث مع الميادين إن "أغلب مستشفيات أم درمان باتت في مرمى النيران، وسط انقطاع كامل في شبكة الاتصالات، ونقص في المواد التموينية".
وأضافت الدوري أن "هذه الحرب العبثية تؤدي إلى انهيار كبير للوضع الصحي في السودان، ما انعكس كارثة إنسانية على البلاد".
وأكّدت أنه "إذا لم يتم التوصل إلى حلّ فالمستقبل سيكون مظلماً، وعلى الأطراف السعي لاتفاق، من أجل الحفاظ على ما تبقّى من هذا البلد".
كذلك أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أنّ القتال أدى إلى خروج 75% من المؤسسات الصحية عن الخدمة، مشيرةً إلى أنّ "صراع الجيش و"الدعم السريع" يعوّق دخول عناصر الكوادر الصحية الأجنبية للبلاد، ويعوّق انتقالهم في الداخل في حال دخولهم".
مأساة إنسانية
ويعاني نحو 6 ملايين و300 ألف شخص من سكان السودان، البالغ تعدادهم 46 مليون نسمة، نقصاً في الغذاء يهدّد الحياة، بحسب ما ذكر ممثل برنامج الأغذية العالمي في السودان، إيدي رو.
واتّسع نطاق الصراع منذ اندلاعه في نيسان/أبريل الماضي، وزادت الصعوبات التي تحول دون إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية للحياة، وفقاً لما ذكر ممثل برنامج الأغذية العالمي، في بثّ مصور من بورتسودان.
ونجح برنامج الأغذية العالمي، الأسبوع الماضي، لأول مرة، في إيصال الغذاء إلى إقليم غربي دارفور، الذي تضرّر بصورة خاصة.
ووصف رو الوضع في غربي دارفور ووسطه بأنه "كارثي"، مشيراً إلى أنّ "أغلبية الرجال في القرى غربي دارفور لقيت حتفها، أو أُصيبت أو اختفت" وأن "الأُسَر تُركت لمصيرها".