واشنطن تحاول غسل يديها.. أزمة "المتعاونين" مع الاحتلال في العراق وأفغانستان تتفاقم
بعد مضي عامين على إقلاع آخر رحلة عسكرية أميركية من أفغانستان، الحكومة الأميركية، تحاول بهدوء، غسل يديها من المسؤولية تجاه الشعب الأفغاني الذي تركته خلفها، في بلد تحكمه طالبان ودمرته عقود من الصراع بقيادة واشنطن، يؤكد تقرير "إيربا".
تحدث تقرير في موقع "المشروع العالمي لدعم اللاجئين"، "IRAP"، وهي منظمة عالمية للمساعدة القانونية تعمل على تمكين اللاجئين من المطالبة بحقوقهم، عن أزمة المتعاونين مع الاحتلال الأميركي في العراق وأفغانستان، بعد سنوات على انسحاب القوات الأميركية من البلدين.
وبعد مضي عامين على إقلاع آخر رحلة عسكرية من أفغانستان، حاولت الحكومة الأميركية بهدوء غسل يديها من المسؤولية تجاه الشعب الأفغاني الذي تركته خلفها، في بلد تحكمه طالبان، ودمرته عقود من الصراع بقيادة الولايات المتحدة، يؤكد تقرير "إيربا".
ويتابع أنه بين آذار/مارس 2021 و2022، جمعت دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأميركية 19 مليون دولار، كرسوم لطلبات الإفراج المشروط الإنسانية، "للأفغان الباحثين عن الأمان في الولايات المتحدة، لكنها فشلت في الفصل في 94% من الطلبات التي تلقتها".
لكن بعد الترويج لبرنامج جديد للّاجئين للأفغان، أصدرت وزارة الخارجية، القليل من المعلومات حول جدواه، ولم تقبل سوى نحو 5000 لاجئ أفغاني حتى الآن.
ويعدّ نداء الحكومة الأميركية في قضية "الحلفاء الأفغان والعراقيين ضد بلينكن"، الذي ستستمع إليه دائرة العاصمة في الأشهر المقبلة، تنصلاً آخر من التزاماتها.
وتجادل الحكومة في الاستئناف بأنّ "الأحداث المتداخلة، مثل الحرب في أوكرانيا، تجعل من غير العملي أن تمتثل لأمر المحكمة لعام 2020، والذي يتطلب الفصل الفوري في طلبات تأشيرة المهاجرين الخاصة (SIV)، والتي طال انتظارها للأفغان والعراقيين، وهم المواطنون الذين خدموا الولايات المتحدة في بلدانهم".
وبعبارة أخرى، تقول الحكومة الأميركية إنّ "الوقت قد حان للانتقال من أفغانستان، لكنّ الالتزامات، التي يتمّ إحياء ذكراها في القانون وفي المحكمة، لا يمكن التخلي عنها بهذه السهولة"، يوضح التقرير.
ويضيف أنه "في وقت مبكر، خلال مشاركة الولايات المتحدة في النزاعات في أفغانستان والعراق، أنشأ الكونغرس برنامج (SIV) كطريق إلى الأمان، للسكان المحليين الذين خاطروا بحياتهم لأداء أدوار مهمة حاسمة، بما في ذلك المترجمين الفوريين والمرشدين ومديري المشاريع".
كما وجّه الكونغرس، في عام 2013، وزارة الخارجية لمعالجة الـ "SIVs"، في غضون تسعة أشهر من التقديم، لضمان وسيلة سريعة وذات مغزى للخروج من الخطر على المتقدمين.
ومع ذلك، عندما سحبت الولايات المتحدة قواتها من البلدين، تركت وراءها عشرات الآلاف من المواطنين العراقيين والأفغان الذين كانوا ينتظرون الـ"SIV"، لأكثر من تسعة أشهر. وفي الواقع، يمكن أن يتوقع هؤلاء بشكل عام، قضاء أكثر من أربع سنوات في انتظار تأشيراتهم.
وبينما ينتظر المتقدمون، يعيشون هم وعائلاتهم في خوف على حياتهم، فانتمائهم إلى الولايات المتحدة يجعلهم هدفاً للجماعات المعادية لها، بينما لا تبالي واشنطن بهذا التهديد بشكل كافٍ.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية في نهاية آب/أغسطس 2021، إنهاء مهمة الولايات المتحدة في أفغانستان وإجلاء القوات الأميركية. وبعدها أعلنت "طالبان" تشكيل الحكومة الأولى في أفغانستان منذ توليها الحكم، بعد انهيار تام للحكومة والجيش الأفغاني وقوات الشرطة التي أنشأتها الولايات المتحدة ودربتها خلال 20 عاماً.